احكم الجيش السوري النظامي الخميس سيطرته على مدينة دير عطية في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية بعد ان كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها الأسبوع الماضي، بحسب مصدر رسمي. وقتل رجل وأصيب تسعة آخرون بجروح، بعد ظهر اليوم، في قصف بالهاون على محيط السفارة الروسية في دمشق، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية. بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 11 شخصا في غارات على حلب وريفها. وقال الجيش السوري في بيان تلاه متحدث باسمه عبر التلفزيون انه "استمرارا للعمليات الناجحة، تمكنت وحدات من قواتنا المسلحة الباسلة هذا اليوم وبالتعاون مع قوات الدفاع الوطني من دحر المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت إلى مدينة دير عطية وتحصنت في بعض المباني والمؤسسات الحكومية ومارست أعمال التخريب والقتل بحق المواطنين الامنين". وأضاف "أسفرت هذه العملية عن القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين من جنسيات مختلفة. وما تزال عمليات قواتنا مستمرة بنجاح في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية في المناطق المجاورة تمهيدا لتأمين الطريق الدولي بشكل كامل في تلك المنطقة". وكان مقاتلو المعارضة السورية تمكنوا الجمعة من السيطرة بشكل شبه كامل على دير عطية، بينما كانت قوات النظام حققت قبل ذلك تقدما كبيرا على الأرض في المنطقة وسيطرت على مدينة قارة في 19 "تشرين الثاني" نوفمبر. وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات المعارضة المسلحة على جبهات أخرى في القلمون لا سيما في محيط مدينة النبك التي تسعى قوات النظام إلى السيطرة عليها، بحسب المصدر الأمني والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى "تقدم القوات النظامية في محيط النبك من جهة الطريق الدولي وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين". ويبقى طريق عام حمص - دمشق مقفلا منذ أيام بسبب معارك القلمون. وتتألف منطقة القلمون الجبلية من عدد من القرى والبلدات وهي مجاورة لمحافظة حمص (وسط). ويسعى الجيش النظامي إلى السيطرة عليها من جهة لحماية الامتداد الجغرافي بين دمشق وحمص، ومن جهة ثانية لخنق مواقع مقاتلي المعارضة في ريف دمشق وفي حمص. كما تشكل القلمون المحاذية للحدود اللبنانية قاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق خصوصا. وعلى جبهة أخرى في ريف دمشق، "تدور اشتباكات عنيفة"، بحسب المرصد، "بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وألوية وكتائب الحبيب المصطفى وكتائب مقاتلة من طرف، والقوات النظامية مدعمة بحزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في منطقة المرج في الغوطة الشرقية". وأدت هذه الاشتباكات الخميس إلى مقتل 11 مقاتلا من الكتائب وثلاثة من حزب الله، بحسب المرصد الذي أشار إلى اشتباكات عند أطراف مدينة دوما. في دمشق، سقط عدد من قذائف الهاون على أحياء في وسط العاصمة، احداها مقابل مبنى البرلمان، وأخرى في محيط السفارة الروسية، بحسب المرصد السوري. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية من موسكو ان مواطنا سوريا قتل وأصيب تسعة آخرون بجروح جراء قذيفتي هاون أطلقتا على السفارة الروسية. وقالت ان "المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة" أطلقت القذيفتين، وسقطت احداها "في حرم السفارة وأخرى على مقربة منها". وأوضح ان بين الجرحى عناصر من جهاز أمن السفارة، وان "مبنى السفارة تعرض لأضرار مادية طفيفة". ودانت الوزارة "بحزم تكثيف عمليات إطلاق قذائف الهاون في الأونة الأخيرة في وسط دمشق من قبل المسلحين المعارضين للنظام"، واصفة القصف ب"العمل الإرهابي". في محافظة الرقة (شمال)، نفذ الطيران الحربي السوري ثماني غارات الخميس على مناطق في مدينة الطبقة. وكان ستة مواطنين بينهم سيدتان قتلوا ليلا وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين بجروح في سقوط صاروخ من نوع أرض أرض أطلقته القوات النظامية على شارع 23 شباط في مدينة الرقة، وهي مركز المحافظة الوحيد الذي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا. في ريف حلب (شمال)، أفاد المرصد عن مقتل ستة أشخاص هم ثلاث نساء وثلاثة أطفال في غارة جوية على دير حافر. كما أشار إلى ان طائرات مروحية ألقت براميل متفجرة على حي القاطرجي المتاخم لحي قاضي عسكر في جنوب شرق حلب، ما تسبب بمقتل خمسة أشخاص وجرح أكثر من عشرين. وذكر مركز حلب الإعلامي الذي يشرف عليه ناشطون إعلاميون معارضون ان "مبنى سكنيا انهار بشكل كامل وتهدمت أجزاء من الأبنية المجاورة لدوار قاضي عسكر، كما تحطمت العديد من السيارات التي كانت في الشارع". وأضاف ان "سحابة دخان علت في السماء بمقدار مئة متر عقب سقوط البراميل". وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي على ثلاث قرى هي روكوبا وعوجا وتل مغاص على طريق تل تمر- الحسكة إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب أخرى. ويخوض الأكراد منذ أشهر مواجهات دامية مع كتائب مقاتلة لا سيما الإسلامية المتطرفة منها. ويحاول كل من الطرفين بسط سيطرته على المنطقة.