أظهر التقرير السنوي الذي يصدره "مركز الدراما العربية" تفوق الدراما التليفزيونية الخليجية في عام 2007، على نظيرتيها المصرية والسورية، بعد أن تحول رأس المال الخليجي من التمويل إلى الإنتاج ثم إلى التنفيذ، في ما يعد تميزا بالمقارنة بالدراما المصرية والسورية. وقال التقرير الذي صدر الأربعاء برعاية اتحاد المنتجين العرب وحمل عنوان "الدراما العربية في 2007"، إن اللهجة الخليجية باتت تفرض نفسها بقوة على الأعمال التي تنتج سنويا والتي يلجأ أصحابها إلى إضافة خط درامي خليجي أو الاستعانة بنجم خليجي ضمن الأبطال. وأكد محرر التقرير الباحث المصري محمد عبد العزيز، أن عمله يمثل الخطوة الأولى في مشروع كبير لتوثيق الدراما التليفزيونية العربية بالكامل، في موسوعة متخصصة وإصدار دليل سنوي لما تقدمه. ويضم التقرير الخاص بعام 2007 ما مجموعه 189 عملا تلفزيونياً، بينها 120 مسلسلاً اجتماعياً، و40 مسلسلاً كوميدياً، و5 مسلسلات تاريخية ومسلسلان دينيان و10 مسلسلات للأطفال و12 فيلما تلفزيونيا، بينما لم يدرج في الإحصاء أعمالا بدأ تصويرها ولم يتم الانتهاء منها حتى نهاية العام. وأشار عبد العزيز إلى أن التقرير يلفت إلى التطور في الدراما الخليجية، التي شكلت حضورا كبيرا على مستوى الكم والنوع ما أدى إلى تخصيص قنوات فضائية لعرض الدراما الخليجية خلال شهر رمضان الماضي. واستحوذت القنوات الفضائية الكبرى على الإنتاج الضخم في 2007، فقدمت MBC مسلسل "الملك فاروق"، وقدمت LBC اللبنانية مسلسل "سقف العالم" في حين تراجع الاهتمام بالدراما التاريخية ولم يقدم روادها السوريون أي مسلسلات، بينما تم إنتاج "خالد بن الوليد" و"عنترة بن شداد" و"نمر بن عدوان" من جانب جهات خاصة بعضها خليجية وأخرى أردنية. ومثلما تراجعت الدراما التاريخية، بات المسلسل الديني نادرا خلافا للسنوات السابقة، حيث لم تقدم جهات الإنتاج العربية كلها سوى عملين, أحدهما مصري والآخر سعودي نفذ في سوريا. وللمفارقة فإن المسلسلين قدما شخصية واحدة هي "الإمام الشافعي" كما حدث من قبل مع مسلسل "الظاهر بيبرس". وأوضح التقرير أن أعمالا مهمة أثارت جدلاً سياسياً وجماهيرياً، أبرزها "الملك فاروق"، و"للخطايا ثمن"، و"رسائل الحب والحرب"، و"يتربى في عزو" و"طاش ما طاش" ما يدل على المساحة الكبيرة التي يشغلها المسلسل التلفزيوني في اهتمام المواطن العربي. وقد شهد العام الأخير إنتاج أول مسلسل سوداني بعنوان "أمير الشرق"، شاركت فيه كوادر مصرية تمثيلا وإنتاجا وتنفيذا، إلا أنه يحسب لشركة الإنتاج السودانية الخاصة جرأتها في الإقدام على الإنتاج رغم صعوبة عملية التسويق. كما رصد التقرير تشابها في أسماء الكثير من الأعمال العربية، فظهر المسلسل الخليجي "عقاب" ومسلسل "العقاب" المصري، وكذا "أزهار" المصري و"أزهار مريم" الخليجي، و"همس الحراير" الخليجي و"حراير" الخليجي أيضاً، و"فجر آخر" السوري و"وجه آخر" الخليجي.