صبحت بيانات البطالة الأمريكية لشهر سبتمبر الماضي أحدث ضحايا أزمة الميزانية الأمريكية التي أدت إلى الإغلاق الجزئي للمؤسسات الحكومية الأمريكية حيث لم يتمكن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي من إصدار بيانات الشهر الماضي التي كان مقررا نشرها اليوم الجمعة. يذكر أن كل موظفي مكتب إحصاءات العمل تقريبا ضمن 800 ألف موظف حكومي تم منحهم أجازة إجبارية بدون مرتب بسبب عدم وجود ميزانية منذ بداية العام المالي الجديد أول أكتوبر الحالي. كان معدل البطالة قد بلغ في أغسطس الماضي 3ر7% في حين لم يتم إصدار بيانات سبتمبر الماضي.كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن في ساعة مبكرة من اليوم إلغاء جولته الآسيوية مفضلا البقاء في الولاياتالمتحدة للبحث عن حل لأزمة الموازنة. وفشل الكونجرس في تمرير أي موازنة للعام المالي الحالي 2014 مما أدى إلى توقف أنشطة أغلب المؤسسات الحكومية باستثناء المؤسسات ذات الصلة بالأمن القومي. وكان الحزب الجمهوري المعارض الذي يسيطر على أغلبية مقاعد مجلس النواب قد عرض عدة مرات تمرير موازنة قصيرة الأجل مدتها 45 يوما لكنها تتضمن تأجيل تطبيق إصلاحات الرئيس أوباما لنظام الرعاية الصحية وهو ما جعل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي يرفض هذه الاقتراحات. ويتهم الجمهوريون الديمقراطيين والرئيس أوباما برفض التفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق لتمرير الموازنة.وأعلن البيت الأبيض مساء أمس الخميس أن أوباما لن يشارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في جزيرة بالي الإندونيسية وكذلك اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي ستعقد في بروناي. وكان قد تم في وقت سابق إلغاء زيارة أوباما لكل من الفلبين وماليزيا .وقال البيت الأبيض في بيان أن "تم إلغاء رحلة الرئيس أوباما لكل من إندونيسيا وبروناي الرئيس اتخذ هذا القرار على أساس صعوبة المضي قدما في الرحلات الخارجية في ظل إغلاق المؤسسات الحكومية". يذكر أن قرار أوباما إلغاء جولته الخارجية لم يتأثر بشكل مباشر بإغلاق المؤسسات الأمريكية.من ناحية أخرى أشاد السيناتور هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ بالضباط الاتحاديين بعد حادث يوم أمس الخميس عندماهاجمت سيدة يبدو أنها مختلة عقليامقر الكونجرس مما دفع رجال الخدمة السرية وشرطة الكونجرس إلى إطلاق النار عليها وقتلها في سيارتها. وقال ريد "أمس واليوم وكل يوم تظل فيه المؤسسات الاتحادية مغلقة فإن رجال شرطة مقر الكونجرس وعشرات الآلاف من العاملين في الدولة بما في ذلك الكثيرين من العاملين في أجهزة تطبيق القانون يواصلون العمل بدون أجر". وأضاف أن "هناك مئات الآلاف مثل ضباط المخابرات الذين يحافظون على أمن هذه البلاد اضطروا إلى ترك وظائفهم والتنازل عن رواتبهم". ودعا أعضاء الكونجرس إلى "تجاوز اختلافاتناوالعمل عبر خلافاتناوإعادة فتح مؤسسات الحكومة الاتحادية".كان مجلس النواب الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية قد مرر قانون لتخفيف حدة الأزمة المالية بما يتيح إعادة فتح المتنزهات العامة والنصب التذكارية في واشنطن بعد نشر قصص عن خيبة أمل السياح وتقليل الآثار على خدمات المحاربين القدماء. ولكن هذه الإجراءات مجمدة في مجلس الشيوخ حيث يتهم الجمهوريون أوباما وريد بمحاولة تحقيق مكاسب سياسيةمن غلق مؤسسات الحكومة.وأشارالجمهوري جون بوينر رئيس مجلس النواب إلى اجتماعه مع أوباما قبل يومين.وقال بوينر "كنت في البيت الأبيض تلك الليلة واستمعت إلى الرئيس حوالي 20 مرة يشرح لي لماذا لا يريد التفاوض. بقيت هناك واستمعت إلى "ريد" يصف لي أنه لن يشارك في أي محادثات حتى نستسلم".