سادت حالة من الهدوء الحذر شوارع العاصمة اليمنية صنعاء منذ الساعات الاولى من صباح اليوم السبت وعادت مظاهر الحياة إلي طبيعتها حيث فتحت المحلات التجارية أبوابها وشهدت الأسواق نشاطا ملحوظا فى الحركة التجارية . بينما لايزال التوتر يخيم على العديد من المدن والمناطق جنوب وشرق اليمن بعد الاعتداء الإرهابي الذي قامت به العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة أمس على قوات الأمن الخاصة في مديرية ميفعة والنقطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة على طريق "النشيمحة" بمحافظة شبوة وذلك بسيارة مفخخة وبمختلف الأسلحة نتج عنها استشهاد 21 شهيد و15 جريحا وعدد من المفقودين من قوات الأمن الخاصة وهو ما يؤكد فشل الأجهزة الأمنية فى السيطرة على حالة الإنفلات الأمنى الذى تشهده هذه المدن وسط إصرار قوى الحراك الجنوبي على التصعيد بمحافظات جنوب اليمن , وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول ماهية القوى التى تسعى إلى إرباك العملية السياسية والمرحلة الانتقالية خاصة مع اقتراب ختام مؤتمر الحوار الوطنى الشامل المنعقد بصنعاء منذ ال`18 من مارس الماضى. وقال مصدر عسكرى يمنى بوزارة الدفاع اليمنية فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم "السبت" إن اللجنة اليمنية الأمنية العليا لشئون الأمن والإستقرار برئاسة وزير الدفاع اليمنى اللواء الركن محمد ناصر أحمد تعهدت بالرد الحاسم والقوي ضد عناصر القاعدة المنفذه لهجوم شبوة الشاحلية شرق اليمن. وأضاف المصدر انه وصلت إلى المنطقة العسكرية الأولى في سيؤن اليوم "السبت" تعزيزات عسكرية ضخمة هي ثاني دفعة يتم إرسالها إلى المنطقة من الحكومة المركزية في صنعاء خلال الشهر الحالى وتضم الدفعة 10 أطقم عسكرية و5 ناقلات جند و حافلتين للنقل الجماعي لكبح جماح الانشطة المسلحة لجماعات متطرفة في هذه المنطقة . يأتي ذلك وسط مخاوف من تفجر صراع مسلح بين الفرقاء السياسيين في اليمن في محافظة حضرموت الغنية بالنفط والتي تتنازع قوى النفوذ الشمالية عليها في الوقت الراهن بعد الإطاحة بحكم عائلة صالح التي تمتلك عدة حقول نفطية في مناطق أمتياز مختلفة ومن المحتمل أن تشهد الايام القادمة إحتجاجات شعبية مناهضة لعسكرة الحياة المدنية في محافظة حضرموت. وقال الباحث فى شئون الجماعات الاصولية المتشددة سعيد عبيد الجمحي في تصريح صحفى له أن أعمال القاعدة مستمرة وتستهدف أساسا المواقع العسكرية والأمنية وتنشط في أعمال اغتيالات العسكريين ورجال المخابرات, الذين تستهدفهم لكونهم أداة بيد أميركا العدو البعيد لها لافتا النظر إلى أن اغتيال العسكريين واستهداف المواقع العسكرية والأمنية زاد في العامين الأخيرين في أعقاب خروج صالح من السلطة والقاعدة لم تتبن هذه العمليات. ولم يستبعد سعيد عبيد الجمحي أن تكون قوى سياسية وجماعات مسلحة أخرى تقوم بأعمال التخريب ونشر الفوضى والعنف وإظهار اليمن بحالة انفلات أمني وعدم استقرار وذلك بهدف الإضرار بالعملية السياسية في اليمن وإفشال مؤتمر الحوار الوطني.