افتتح وزير الآثار الدكتور خالد العناني ثلاثة مواقع أثرية بشارع المعز, بعد الانتهاء من أعمال ترميمها ورفع كفاءتها, وهي: قاعة محب الدين أبو الطيب, وسبيل وكتاب خسرو باشا, وقبة الصالح نجم الدين أيوب, وذلك في إطار الحملة القومية التي دشنتها الوزارة في عام 2015 لإنقاذ 100 مبنى أثري في القاهرة التاريخية. وأوضح وزير الآثار – خلال الافتتاح مساء اليوم /الأحد/ – أن هذه الحملة تهدف إلى إجراء الصيانة الدورية لعدد من المباني التي كان قد تم ترميمها في سنوات سابقة ضمن مشروع تطوير وترميم القاهرة التاريخية, الأمر الذي يضمن الحفاظ عليها بما يتناسب مع قيمتها التاريخية والأثرية المهمة, مشيرا إلى أن أعمال الصيانة التي تتم للمباني يأتي من بينها معالجة الشروخ الموجودة, وكذلك الأسقف والأرضيات, بالإضافة إلى إعادة تشغيل وحدات الإنارة, ومعالجة الرطوبة والأملاح, وتنظيف الأعمدة, فضلا عن أعمال ترميم دقيق لبعض الكتابات الأثرية الموجودة في بعض المباني. وأشار إلى أن هذه المباني الثلاثة هي أول مجموعة يتم افتتاحها من ضمن سبعة مباني أثرية يتم ترميمها حاليا, وهي: مقعد الأمير ماماي السيفي, والمدرسة الصالحية, وسبيل خسرو باشا, وقبة الصالح نجم الدين, وقاعة محب الدين أبو الطيب, وخانقاة سعيد السعداء, ومجموعة أبو الذهب, لافتا إلى أنه تم رصد مبلغ تسعة ملايين جنيه لترميم تلك المباني. من جانبه, قال مدير عام مشروع القاهرة التاريخية محمد عبد العزيز إن حملة إنقاذ 100 مبنى أثري تسهم بشكل كبير في رفع المستوى المهني للمرممين العاملين بالوزارة, بمشاركتهم في تلك الأعمال, وتدعم أيضا إيجاد فرص للاستثمار من خلال إعادة توظيف المباني المصانة, مما يؤكد حرص الوزارة على الاهتمام بالمباني الأثرية صغيرة الحجم كبيرة الأهمية وإظهارها وإعادتها لدورها في المجتمع. وأضاف أن قاعة محب الدين أبو الطيب كانت تعاني من بعض الشروخ وتدهور حالة البلاط, بسبب ارتفاع نسبة الأملاح والرطوبة والأمطار, واشتمل مشروع الترميم على علاج وترميم الأحجار, وكذلك العناصر الرخامية والجصية والخشبية, كما تم تنظيف وترميم الأسقف المزخرفة والمذهبة, علاوة على ملء الشروخ والتشققات. وبالنسبة لسبيل وكتاب خسرو باشا, أشار المنسق العام لشارع المعز شريف فوزي إلى أن عوامل الرطوبة أدت إلى تدهور حالته, ولذلك قامت الوزارة بإعداد مشروع لترميمه, حيث اشتمل على علاج بعض الأحجار الأصلية بالسبيل ومعالجة تأثيرات الرطوبة والعوامل المناخية, وتنفيذ أرضيات حجرية لتسهيل الوصول لغرفة التسييل, والانتهاء من أعمال الترميم الدقيق الذي شمل ترميم ومعالجة الأحجار والعناصر الرخامية والخشبية والأحجبة النحاسية. وعن مشروع ترميم قبة الصالح نجم الدين أيوب, أوضح فوزي أن هبوط الأرضية وانفصال الأحجار بالمدخل أدى إلى التدخل الفوري لإنقاذ القبة وترميمها, حيث تمت معالجة الهبوط والشروخ الناتجة عن زيادة نسبة الرطوبة, وترميم كافة العناصر الخشبية بالقبة من أحجبة وأبواب وشبابيك, ورفع كفاءة شبكة الإضاءة والكهرباء بها. ويرجع تاريخ قاعة محب الدين أبو الطيب إلى عام 751 ه`1350/ م, حيث أنشأه الشيخ محب الدين الشافعي أحد المعاصرين لفترة حكم السلطان الناصر حسين بن الناصر محمد بن قلاوون, وقد سكن هذا الأثر الكثيرون, منهم الأمير عثمان كتخدا في القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي, وتتميز بتصميمها المعماري المتكامل, حيث تعد من أجمل وأكمل القاعات المملوكية, كما أنها تتميز باكتمال العناصر المعمارية للقاعة.