إفتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار قاعة محب الدين أبو الطيب وسبيل وكتاب خسرو باشا وقبة الصالح نجم الدين أيوب بشارع المعز بعد الإنتهاء من أعمال ترميمهم ورفع كفائتهم. حضر الافتتاح حلمي النمنم وزير الثقافة والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف وعدد من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة ومديري معاهد الآثار الأجنبية بمصر وعدد من الشخصيات العامة. واوضح محمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية ان هذه المباني الثلاثة هي أول مجموعة يتم افتتاحها من ضمن 7 مباني أثرية يتم ترميمها حاليا وهي مقعد الأمير ماماي السيفي والمدرسة الصالحية وسبيل خسرو باشا وقبة الصالح نجم الدين وقاعة محب الدين أبو الطيب و خانقاة سعيد السعداء ومجموعة أبو الذهب، ما يأتي في إطار الحملة القومية التي دشنتها وزارة الآثار عام 2015 لإنقاذ 100 مبنى أثري بالقاهرة التاريخية. كانت وزارة الآثار ممثلة في مشروع تطوير القاهرة التاريخية قد رصدت مبلغ 9 ملايين جنيها مصريًا لترميم المباني السبعة والتي ستؤتى أولى ثمارها افتتاح المباني الثلاثة. وقال ان قاعة محب الدين أبو الطيب توجد بمنطقة النحاسين و تتميز تصميمها المعماري المتكامل حيث تعد من أجمل وأكمل القاعات المملوكية، كما أنها تتميز باكتمال العناصر المعمارية للقاعة حيث يوجد بها ملقف، شخشيخة، شاذروان ونافورة،ولم يتبقى من هذا الأثر سوى القاعة الرئيسية وبعض الغرف المجاورة الموزعة على طابقين. وتتكون العمارة الخارجية لهذه القاعة من واجهة رئيسية تطل على شارع بيت القاضي بها ثلاثة أدوار. أما عمارتها الداخلية فهي عبارة عن دهليز به سلم حجري يصعد بواسطته للدورين العلويين، وعلى يسار الداخل حجرة صغيرة يغطيها سقف خشبي حديث وتجاورها فتحة باب تفضي إلى درقاعة على جانبيها سدلتين صغيرتين يغطي كل منهما سقف من البراطيم الخشبية أسفلها إزار خشبي عليه كتابات نسخية أما السدلة الأخرى فعليها لوحة تأسيسية حجرية. واشار عبد العزيز ان القاعة كانت تعاني من بعض الشروخ و تدهور حالة البلاط، بسبب ارتفاع نسبة الأملاح والرطوبة والأمطار مما دفع وزارة الآثار للبدء في مشروع ترميم القاعة بما يضمن حمايتها وصيانتها،وقد اشتمل مشروع الترميم على علاج وترميم الأحجار وكذلك العناصر الرخامية والجصية والخشبية كما تم تنظيف و ترميم الأسقف المزخرفة والمذهبة بالاضافة الي ملء الشروخ والتشققات. من جانبه قال شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز ان سبيل كتاب خسرو باشا يقع أمام مجموعة السلطان قلاوون في المعز،ويعتبر من أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة،وعلى الرغم من بناءه في العصر العثماني إلا أنه يعد امتداد للنموذج المحلي المصري في تخطيط الأسبلة والذي كان سائدا خلال العصر المملوكي، وأعلى السبيل يوجد الكتاب. وتابع:بني هذا الأثر خسرو باشا، الوالي العثماني على مصر في الفترة ما بين 941: 943 ه / 1535م: 1537، و هو يعتبر أقدم سبيل مستقل غير ملحق بمبان أخرى متبقي من العصر العثماني بالقاهرة،ويتكون السبيل من حجرة مستطيلة يوجد في الضلع الشمالي الغربي منها دخلة مستطيلة بها شباكين تسبيل مغشيان بمصبعات من النحاس وفي مقدمة كل شباك منهما يوجد رف من الرخام كان مخصصا لوضع طاسات وكيزان للشراب. واوضح فوزي ان عوامل الرطوبة أدت إلى تدهور حالة السبيل والكتاب، فقامت الوزارة بإعداد مشروع لترميمه ورفع كفائته، وتغيير منظومة الإضاءة به،و اشتمل المشروع على علاج بعض الأحجار الأصلية بالسبيل ومعالجة تأثيرات الرطوبة والعوامل المناخية، كما تم تنفيذ أرضيات حجرية لتسهيل الوصول لغرفة التسييل،كما تم الإنتهاء من أعمال الترميم الدقيق والذي شمل ترميم ومعالجة الاحجار والعناصر الرخامية والخشبية والأحجبة النحاسية. وعن قبة الصالح نجم الدين أيوب،قال فوزي:تقع القبة بمنطقة النحاسين بشارع المعز لدين الله الفاطمي، وتمتاز بالنسب الجميلة و الزخارف الفريدة والتي تعد من أبدع زخارف القباب في مصر،والملكة شجر الدر انشأت هذه القبة عام 648 ه 1250 م لنقل رفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب إليها بعد وفاته بالمنصورة ونقل جثته إلى القاهرة لدفنه بأحد قاعات قلعة الروضة. وتابع: تتكون هذه القبة من مساحة مربعة لها واجهة واحدة رئيسية يشغلها ثلاث دخلات معقودة بعقود منكسرة، يشغل المستوى السفلي لكل منها فتحة شباك مستطيل مغشى من الخارج بحجاب من مصبعات حديدية،والغرفة الضريحية من الداخل فهي عبارة عن غرفة مربعة المساحة فرشت أرضيتها بالرخام ويتوسط أرضيتها تابوت خشبي مستطيل يحيط به مقصورة من خشب الخرط ونقش على التابوت كتابات بخط النسخ لآيات قرآنية ونص باسم صاحب القبر. و أوضح أنه استدعى هبوط أرضية المدفن وانفصال أرضيات الأحجر و خصوصا المدخل إلى التدخل الفوري لإنقاذ القبة وترميمها. فتم معالجة هبوط الأرضيات، و معالجة الشروخ الناتجة عن زيادة نسبة الرطوبة. بالاضافة الي ترميم كافة العناصر الخشبية بالقبة من أحجبة وأبواب وشبابيك، و رفع كفاءة شبكة الإضاءة والكهرباء بها.