تقول ناهد كيشا وارز ان قضاءها اسبوعين في سجن ايراني لم يردعها عن المساعدة في محاولة جمع مليون توقيع على التماس يحث على منح المرأة المزيد من الحقوق. وكيشا وارز واحدة بين عشرات تقول ناشطات في مجال حقوق المرأة انهن احتجزن منذ 2006 عندما انطلقت الحملة.. وافرج عن اغلبهن خلال ايام او اسابيع. وقالت كيشا وارز (34 عاما) «ما من احد يريد دخول السجن، لكن اذا تعين علينا دفع الثمن فسوف نفعل هذا كما فعلت النساء في كل انحاء العالم». وتابعت «اصبح هذا جزءا يوميا من حياتي» وتجمع كيشا وارز التوقيعات في الحافلات واثناء خروجها للتسوق وفي الحفلات. واعتقلت في ابريل عندما جمعت توقيعات في منتزه بالعاصمة، وفي الجزء الذي كانت تقبع به في السجن كانت هناك 25 سجينة بعضهن متهمات بقتل ازواجهن. وقالت «تزوجن في سن مبكرة للغاية وعشن حياة صعبة واجهن علاقات عنيفة.. لم يكن لاي منهن اي سجل اجرامي قبل ذلك». تبرعات لمساعدة السجينات: وكانت تتحدث خلال حملة لبيع لوحات فنية رسمتها نساء اخريات اقيمت برعاية نشطاء لجمع التبرعات اللازمة لمساعدة السجينات في القضايا المختلفة. ومن الاعمال صورة لامرأة مذبوحة. وكان خنجر يقطر منه الدم هو محور عمل آخر وهناك لوحة ثالثة لذراعين موثقتين مرفوعتين والقبضتان مطبقتان. ويرى دبلوماسيون غربيون وجماعات لحقوق الانسان ان احتجاز الناشطات جزء من حملة قمع اوسع نطاقا ضد المعارضين ويقولون ان هذه الحملة ربما كانت ردا على الضغوط الغربية بشأن الانشطة النووية الايرانية. وقال الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي هذا الشهر ان الغرب استغل دعاية سلبية بخصوص حقوق المرأة في ايران كأداة لممارسة الضغوط السياسية على البلاد التي تعتقد واشنطن ان برنامجها النووي يهدف إلى صنع اسلحة نووية. وتقول طهران ان هدفها الوحيد هو توليد الكهرباء. الحجاب غير الكافي: واتخذت السلطات ايضا اجراءات مشددة ضد ما اسمته «السلوك الشائن» بما في ذلك مخالفة الزي الاسلامي للمرأة منذ ان تولى الرئيس محمود احمدي نجاد الرئاسة عام 2005 . وتقول الناشطات ان حملتهن لا تركز على الزي حتى وان كان الاجانب يعتبرون هذا الزي المحافظ عائقا رمزيا وواضحا امام المساواة. وتشعر النساء وتساندهن في ذلك شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، بالقلق تجاه ما يعتبرنه تمييزا في المؤسسات يجعلهن «مواطنين من الدرجة الثانية» عندما يتعلق الامر بالطلاق والميراث وحضانة الاطفال ومجالات اخرى. ويرفض المسؤولون الايرانيون هذا قائلين ان البلاد تطبق الشريعة. ويقول علماء الدين ان النساء في ايران يلقين حماية اكبر من الغرب حيث يعاملن على انهن ادوات للجنس. وقال آية الله مهدي هدوي وهو رجل دين بارز مقيم في مدينة قم «يجري استغلال النساء في الدول الغربية.. كمنتجات. انهن لا يلقين معاملة طيبة من الناحية الاجتماعية». احتجاز أربعين بسبب التوقيعات: لكن الناشطات يشككن في تلك الحرية. وقالت امرأة اخرى في «حملة المليون توقيع» نحو 40 امرأة احتجزن مؤقتا فيما يتعلق بهذه الحملة. واضافت «نحن نتعرض لضغوط متزايدة.. هناك مقاومة كبيرة لحقوق المرأة». وعلى الرغم من ان المرأة يحق لها قانونا تولي اغلب المناصب فان الرجال في ايران مازالوا يسيطرون على سوق العمل. وفي السنوات الاخيرة بدأت المرأة العمل في الشرطة والاطفاء وهناك نائبات في البرلمان ولكن لا يمكنهن ترشيح انفسهن للرئاسة او العمل في القضاء. وتقول الناشطات ان من الصعب ان تحصل المرأة على الطلاق لكنهن يتحدثن عن بعض التغيرات الايجابية في المجتمع قائلات ان اغلب طلبة الجامعة من النساء في الوقت الحالي.