من الواضح ان الصورة العامة عن حقيقة الاوضاع في مصر والاحداث والتطورات الاخيرة التي جرت فيها، مازالت غائمة أو ضبابية بالنسبة للكثير من الدول والشعوب الاوروبية، ومازالت ملتبسة او غير مفهومة علي حقيقتها بالنسبة للعديد من الدول الافريقية، وكذلك في بعض الدول الاسيوية. وذلك يظهر علي السطح من خلال مواقف هذه الدول وبعض التصريحات الصادرة علي لسان رؤسائها أو قادتها، أو من خلال البيانات الخارجة عن الحكومات ووزارات الخارجية في هذه الدول،..، وكان ذلك واضحا في حالة الاتحاد الافريقي وايضا في الموقف الالماني والتصريحات الفرنسية الاخيرة، بالاضافة الي الموقف الامريكي الملتبس، وبعض المواقف لدول أخري. واذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك بالفعل، فانه يجب ان يدفعنا للانتباه واليقظة، لما له من دلالة ومعني لا يجب ان تغيب عنا او تخفي علينا، في ظل الظروف بالغة الدقة والحساسية التي يمر بها الوطن حاليا، وما يمكن ان يكون لذلك من تأثير وانعكاس علي مكانة مصر وعلاقاتها الدولية ووضعها الاقليمي. ودلالة هذا الامر، ان هناك قصورا واضحا من جانبنا في التواصل مع معظم الدول، وغيبة عن التواجد السياسي والاعلامي علي الساحة الدولية بصفة عامة، وايضا غياب ثقافي،...، وان هذا القصور او التقصير، أو الغياب، جاء نتيجة انكفائنا الكامل علي الذات خلال العامين والنصف الماضيين، وعدم الاهتمام بمد الجسور مع الخارج، بحيث اننا كدنا ان ننسي اننا نعيش وسط عالم من الدول ولابد من التواصل معها والتواجد بينها باستمرار. ومن الواضح ان هذا القصور وذلك الغياب قد وقف حائلا دون وصول حقيقة ما يجري عندنا الي شعوب العالم وحكومات الدول بصورة صحيحة، وان هذا القصور وذلك الغياب للادوات والأجهزة الرسمية في الدولة المصرية، المسئولة عن التواجد الاعلامي والثقافي المصري في الخارج، قد أدي الي وقوع اكثر دول العالم فريسة الفهم الخاطيء لما يجري في مصر. ومعني ذلك اننا نحن المسئول الاول عن الفهم والانطباع الخاطيء الذي تولد لدي بعض دول العالم، بأن ما حدث في مصر هو انقلاب، وذلك نتيجة تقصيرنا في ايصال الحقيقة اليهم بصورة واضحة ومباشرة، تؤكد لهم ان ما حدث في الثلاثين من يونيو وما تبعه في الثالث من يوليو هو ثورة شعبية لا ريب فيها، ولا خلاف عليها. نقلا عن صحيفة الاخبار