بقلم : زئيف شيف المحلل العسكري لصحيفة هاأرتس تناول المحلل العسكري لصحيفة هاأرتس ، التقرير السنوي للمخابرات الإسرائيلية ،والذي تسربت أجزاء كبيرة منه بعد مناقشة مفتوحة في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست .ويري الكاتب أن المخابرات فهمت ذلك ،وعملت علي تقليل حجم السرية وأعدوا لذلك ،حيث عُرض التقرير في اجتماع محدود مع رئيس الوزراء ،وفي الجولة الثانية ،لم يتم تحويل الموضوع إلي المجموعة الأمنية كما هو متبع ،واختار أولمرت عرضه في جلسة الحكومة بكامل هيئتها ،رغبة منه كما يقول الكاتب،"في توزيع المسئولية بخصوص الموضوع السوري الحساس "،علي كل الوزراء ،وهو الأمر الذي لا يعفي أولمرت من المسئولية الكبيرة . واستطرد المحلل العسكري في نقد التقر ير الاستخباراتي ،مؤكداً حدوث أشياء غريبة من قبل جهاز الاستخبارات ،منها اندفاعهم في الضلوع في الأمور السياسية مثل"الحوار أو عدم الحوار مع سوريا"،وهذا ليس العمل المنوط بها ،وهو التركيز علي جمع المعلومات وتقييم مدي استعدادتها العسكرية . وانتقد الكاتب رئيسالمخابرات عاموس يدلين ،الذي أكد علي تزايد القوة العسكرية السورية ،وأوضح أن إسرائيل بثت رسالة للأسد مفادها عدم استعداد إسرائيل للحوار مع سوريا وبذلك يستطيع الاستنتاج أن الحل يكمن في استخدام القوة . ويوضح الكاتب أن سوريا بعدحرب لبنان الثانية ،أكثرت من الحديث عن أن حزب الله ،أثبت أنه في حال وجود صراع عسكري مع إسرائيل يمكن تحقيق انجاز من خلاله .وعلي ذلك يري الكاتب أن علي إسرائيل أن تضع في حساباتها ،أنه في مرحلة معينة توجد إمكانية نشوب حرب مع سوريا.يدلين الذي لم يكن متأكداً من نوايا الأسد في البداية ،قبِل رأي مجموع البحث التي تري جدية العرض السوري ،وعلي ذلك لا يمكن استنتاج حدوث تغيير في وقف الاسد بالنسبة لثمن السلام "الجولان ،ولكن شعبة البحث في الموساد تري أنها عملية تكتيكية للتخلص من الضغوط الدولية التي تمارس علي سوريا .وهنا يبرز الكاتب أراء القادة العسكريين والسياسيين بالنسبة لسوريا ،ففي الوقت الذي يري فيه رئيس المخابرات العسكرية السابق ،أن كلاً من الدولتين يتسائل عن جدية الطرف الآخر في الرغبة في الوصول إلي تسوية؟وهل كل جانب منهما مؤهل لذلك ؟وهو يؤيد توضيح أساسي ،وهذا رأي كل من وزيري الدفاع ،والخارجية ،ووزير الدفاع السابق بنيامين بن إليعاذر. وفي المقابل نجد من كان يشغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي السابق "جيورا أيلانديرفض التنازل عن الجولان ،ويري أن التنازل عن الجولان لن يحل مشاكل استرتيجية أخري ،بل ربما تؤثر علينا بالسلب حسب قول أيلاند ،الذي برر ذلك ،بعدم التزام سوريا بالاتفاق ،وفي حالة نشوب حرب بيننا من غير الجولان سيكون أمراً خطيراً علينا .ويري الكاتب وجود موقف سلبي لرئيس الحكومة بخصوص التفاوض مع سوريا بلا شروط . وهنا يقول الكاتب ،أن دولة لا تستطيع القول أنها غير مستعدة لدراسة إمكانية السلام ،ويتساءل كيف تتم هذه الدراسة . ويري الكاتب أنه بغض النظر عن أي شيئ ،فإن الأمر يستلزم إجراء اتصالات سرية ،وإذا كانت الشروط المسبقة لإسرائيل هو توقف دمشق عن التدخل في عمليات الإرهابضد إسرائيل ،ففي المقابل يوضح الكاتب أنه لا أمل في قطع سوريا لعلاقاتها مع إيران .ويسأل الكاتب إلي مسألة التنسيق مع واشنطن والذي طرأ عليه بعض التغييرات ،فاتصالات إسرائيل السابقة مع العرب كانت سرية بصورة عامة وبدون تنسيق مع الأمريكيين ،مثلما حدث مع مصر ،واتفاق أوسلو مع الفلسطينيين وكذلك الحال مع الأردن ،ويوضح أن المصلحة الإسرائيلية تكمن في منع نشوب حرب ،وبلورة تسوية سلمية مع دولة عربية أخري ،بصورة تؤثر أيضاً علي لبنان . ويوجه في النهاية الدعوة للقادة الإسرائيليين ،للتفكير مثل تركيا ،التي تري من الأفضل ،علي الرغم من أي شيئ ،أن يحكم الأسد سوريا وليس الأخوان المسلمون .