اوضح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أوجه التشابه بين الوضع المتعلق بنشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا من ناحية التصرف الاحادى دون تشاوروالوضع الذي أدى إلى أزمة الكاريبي في عام 1962. وقال الرئيس بوتين في مؤتمر صحفي في ختام قمة روسيا والاتحاد الأوروبي التي عقدت في مدينة مافرا البرتغالية اليوم إن خطوات مشابهة قام بها الاتحاد السوفيتي السابق في الستينات أدت إلى نشوب أزمة الكاريبي. وأضاف أن الوضعين متشابهان من الناحية التكنولوجية بالنسبة لروسيا موضحا أن موسكو قامت بسحب قواعدها من فيتنام وكوبا في السنوات الأخيرة بينما نشأت مخاطر على أمن روسيا قرب حدودها. وتعكس حدة التصريحات الروسية مدى تصاعد الخلاف مع واشنطن التي تعتزم اقامة اجزاء من منظومة الدرع الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك. وتعتبر روسيا نشر الدرع الصاروخي في دول متاخمة لها تهديدا مباشرا لأمنها القومي وترفض تطمينات واشنطن بأن نشر منظومة الصواريخ الدفاعية في اوروبا يهدف لمواجهة أي تهديد صاروخي مما تصفها الولاياتالمتحدة بالدول المارقة. وقد اتخذت موسكو منذ شهور بعض الإجراءات مثل تعليق العمل بمعاهدة الحد من القوات التقليدية في أوروبا مع التهديد بالانسحاب الدائم من المعاهدة التي وقعت عام 1990 . وذكر بوتين أن روسيا اقترحت تحديد الأخطار المشتركة، ومواصفات منظومة الدفاع المضاد للصواريخ، ومعايير المنفذ الديمقراطي إليها. وأشار بوتين مع ذلك إلى أن الجانب الأمريكي أصغى أخيرا إلى التخوفات الروسية وهذا يدعو للتفاؤل. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد قال إن هناك "حاجة حقيقية وطارئة" لهذا الدرع الصاروخي للدفاع عن اوروبا من هجمات محتملة من ايران ودول في الشرق الاوسط. وقد اقترح وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قبل ايام تأجيل نصب منظومة الصواريخ في بولندا وتشيكيا حتى تشعر روسيا بالاطمئنان. وكانت ازمة الصواريخ الكوبية قد تسببت في تفاقم العلاقات بين موسكوواشنطن إلى حد تلويح الرئيس الامريكي جون كنيدي بحرب عالمية ثالثة. وكانت طائرات الاستطلاع الامريكية قد اكتشفت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1962 وجود صواريخ روسية منصوبة في الجزيرة الكوبية، حيث كانت الاراضي الامريكية في نطاق مرماها، على بعد نحو 160 كم. وقد أمر الرئيس الأمريكي جون كنيدي حينئذ بفرض حصار بحري على كوبا ورفع درجة الاستنفار في صفوف القوات الأمريكية وأصبح العالم على شفا مواجهة بين القوتين العظميين. لكن الأزمة انتهت بموافقة الزعيم الروسي نيكيتا خروتشوف على تفكيك تلك الصواريخ مقابل تعهد امريكي بعدم غزو كوبا.