قال الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الخميس ان الدول الغربية تدعم مقاتلين "ارهابيين" الى سوريا للتخلص منهم، معتبرا ان ما يجري في بلاده "ارهاب" وليس "ثورة"، في اليوم الذي بدأت المعارضة السورية اجتماعا في اسطنبول لاختيار رئيس جديد لها. في غضون ذلك، تواصل القوات النظامية لليوم السادس حملتها العسكرية في مدينة حمص، مع اعلان الحكومة السورية انها طلبت من الصليب الاحمر الدولي ارسال مساعدات للمدنيين واجلاءهم من الاحياء المحاصرة. وقال الاسد في حديث الى صحيفة "الثورة" الحكومية ان دولا غربية "تدعم الارهاب في سوريا" لاعتقادها "ان هذه المجموعات الإرهابية التكفيرية التي شكلت لها هاجسا امنيا على مدى عقود ستأتي إلى سوريا وتقتل، وبالتالي يتخلصون منها وينقلون المعركة من دولهم ومناطق نفوذهم الى سوريا، فيتخلصون منها دفعة واحدة". واضاف ان الغربيين يعتقدون انهم من خلال هذا الدعم "يضعفون سوريا الدولة ايضا"، وان "ما يحصل الآن هو تحويل سوريا إلى أرض للإرهاب". ويواجه النظام احتجاجات منذ منتصف مارس 2011، تحولت الى نزاع دام. ويستخدم النظام عبارة "المجموعات الارهابية المسلحة" للاشارة الى مقاتلي المعارضة. وتوجد في سوريا مجموعات اسلامية مقاتلة، اضافة الى "جهاديين" قدموا من دول عدة بينهم اوروبيون. وفي سياق متصل، اعتبر الاسد ان الغرب لم يعد يرى "ثورة" في سوريا. وقال في الحديث الصحفي، وهو الثاني له في أقل من شهر، ان الاعلام الغربي وبعض الغربيين "المعادين" لسوريا "لم يعودوا يذكرون كلمة ثورة، يتحدثون الآن عن الإرهاب". واعتبر ان "أعداء سوريا سيكونون سعداء جداً بأن يروها تدمّر ولو على المدى الطويل"، وذلك في اشارة الى دول غربية وعربية يتهمها النظام بتوفير دعم مالي ولوجستي للمقاتلين. وفي اسطنبول، بدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا يستمر يومين لانتخاب خلف لرئيسه المستقيل أحمد معاذ الخطيب، وسط تباينات بين مكوناته المنوعة. وافاد مصدر في الائتلاف ان خمس شخصيات قدمت ترشيحها رسميا لمنصب الرئيس، هي جورج صبرة الذي يتولى حاليا رئاسة الائتلاف بالانابة، والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، واحمد عاصم جربا الذي يمثل مجموعة المعارض البارز ميشيل كيلو، والامين العام الحالي للائتلاف مصطفى الصباغ، ولؤي صافي أحد المتحدثين باسم الائتلاف. وكان اختيار رئيس جديد مقررا في اواخر ايار/مايو لكنه ارجئ لعدم التوصل الى اتفاق بعد ثمانية ايام من الاجتماعات المتواصلة وسط تنافس على النفوذ بين قطر والسعودية، وانتهت بتوسيع قاعدة الائتلاف بعد ضغوط من الدول الداعمة للمعارضة. والى اختيار الرئيس، يناقش اعضاء الائتلاف البالغ عددهم 114 شخصا، تسمية وزراء رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو، ومؤتمر جنيف-2 الذي تقترح الولاياتالمتحدة وروسيا عقده بمشاركة ممثلين لطرفي النزاع. وياتي الاجتماع بعد تحقيق القوات النظامية تقدما ميدانيا في الاسابيع الماضية، وخصوصا استعادة منطقة القصير الاستراتيجية (وسط) في ريف حمص، بدعم من حزب الله.