أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن هناك اجماعا عربيا بشأن رسالة السلام التى يحملها الجانب العربى باتجاه اسرائيل متمثلة فى مبادرة السلام العربية التى اقرتها قمة بيروت عام 2002 وتم اعادة التاكيد عليها فى قمة الرياض الاخيرة مارس 2007. واشار الى أن هناك رغبة عربية فى استقطاب دعم المجتمع الدولى لهذه الرسالة حتى يتم اعطاء الدفعة المطلوبة ازاء المسار الفلسطينى/الاسرائيلى والعملية السلمية . وقال أبو الغيط - خلال استقباله جبريل الرجوب عضو المجلس الثورى لحركة فتح الفلسطينية السبت -أن نتائج اجتماع اللجنة الوزارية للمبادرة العربية والتى عقدت يوم 18 أبريل الجارى تعكس هذه الرغبة وتوضح استعداد العرب للتحرك نحو السلام والعمل الجاد نحو حشد التأييد اللازم للترويج لهذه المبادرة مع اسرائيل. وأوضح ابوالغيط ان التحرك المصرى /الاردنى مع اسرائيل بشأن المبادرة العربية يأتى بناء على تفويض من جامعة الدول العربية وتحكمه محددات ومعايير متفق عليها عربيا. وشدد ابوالغيط فى هذا الاطار على أن الاتصال باسرائيل لايعنى التفاوض نيابة عن الفلسطينيين او تقديم تنازلات مجانية مسبقة وانما شرح بنود المبادرة وحث الجانب الاسرائيلى على قبولها باعتبارها فرصة يجب استغلالها اذا كانت اسرايل تريد حقا العيش فى امن وسلام بين جيرانها ولاتطمع فى استمرار الاستيلاء على اراضى الغير بالقوة متحدية بذلك قرارات الشرعية الدولية . واعرب وزير الخارجية عن امله فى وجود استعداد اسرائيلى للتعامل الايجابى مع مجموع الاتصال المصرى/الاردنى للحوار حول المبادرة العربية مشيرا الى امكانية توسيع نطاق هذه المجموعة لتضم دولا عربية اخرى فى حال اكدت اسرائيل نيتها الجادة فى المضى قدما فى طريق السلام وهو الامر الذى يبدأ بتحسين الاوضاع فى الاراضى الفلسطينية والعودة بالاوضاع الى ماكانت عليه قبل انتفاضة الاقصى فى سبتمبر 2001 . على جانب اخر أجرى السيد/ أحمد أبوالغيط وزيرالخارجية جلسة مباحثات السبت مع الدكتورعزمى بشارة عضو الكنيست الاسرائيلى الذى يزور القاهرة حاليا. وصرح الدكتور عزمى بشارة عقب اللقاء بأنه تم بحث الوضع السياسى وتوجه مصر بالنسبة لمبادرة السلام العربية ونشاط الدبلوماسية المصرية حاليا ونشاطها فى مسألة مبادرة السلام العربية والتمسك بحرفية المبادرة واصفا اللقاء بأنه كان "جيدا وممتازا". وردا على أسئلة المحررين الدبلوماسيين حول رؤيته لموقف إسرائيل من مبادرة السلام العربية قال عزمى بشارة ان إسرائيل بعد أن فشلت فى توجهها برفض عملية السلام والتوجه نحو فك الارتباط ثم فشل الحرب على لبنان مضطرة للتعامل مع مبادرة السلام ولكنها لا تقبلها بمعنى أنها تشعر بالاحراج الشديد من فشل إدارة الظهر لعملية السلام على شكل فك ارتباط مع غزة كما تشعر بالاحراج من فشل عمليتها العدوانية فى لبنان وبقى لها فقط أن تتعامل مع ما هو قائم من مبادرات عربية الان. وذكرعزمى بشارة إنه يجب أن ندرك أن إسرائيل ترفض مبادرة السلام العربية ولكنها مضطرة للتعامل معها كما يجب ألا نقع فى الفخ بمعنى أنها تنتظر أن تصدر أصوات عربية فيها نوعا من التنازل عن حق العودة أو غيرها من القضايا لارضاء إسرائيل مؤكدا أنه لا شىء يرضى إسرائيل سوى الثوابت الاسرائيلية وهى غير مستعدة للتنازل عن القدس وليس فقط قضية اللاجئين كما أنها ضد العودة إلى خطوط الرابع من يونيو 1967 وضد حق العودة. وأكد بشارة أن من يعتقد أن التنازل مثلا عن مبدأ واحد من مبادرة السلام العربية ستقبل إسرائيل بالباقى "فهو خاطىء" لانه سيفتح شهية إسرائيل للمزيد ولذلك أنا مع الموقف المصرى المتمسك بالمبادرة كما هى وكوحدة واحدة. وردا على سؤال حول الموقف بعد الاتهامات الاسرائيلية الموجهة له قال الدكتور عزمى بشارة "لا يوجد جديد فهناك تقييم إسرائيلى عليها ونحن ندركها تماما وأصبحت معروفة بعد مقابلاتى فى الاعلام ولم أتخذ أى قرار " مؤكدا أنه سيعود إلى إسرائيل ولكن لم يحدد الموعد بعد. وأضاف أن التحقيق جار ولكن لم تقدم لائحة اتهام حتى الآن للمحاكم وقال إنه سيقدم استقالته ولكن تم تأجيل تقديمها لأن الاستقالة فى مثل هذه الظروف كانت تعنى الاعتقال ولكن الآن بعد الحملة بهذه الحدة وأنهم سيرفضون الحصانة البرلمانية فمن الافضل تقديم الاستقالة قبل أن ينزعوها منه.