في إطارالمشاورات المصرية الفلسطينيةالمتواصلة لإعادة إحياء عملية السلام في المنطقة وتحقيق حلم اقامة دولة فلسطينية، التقى اليوم الاربعاء الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن،الذي وصل إلي الاسكندرية مساء أمس في زيارة تستغرق يومين ، وتناولت محادثات الرئيسين تطورات الأوضاع علي الساحة الفلسطينية ، وسبل دفع عملية السلام . كما أطلع الرئيس أبومازن الرئيس مبارك علي نتائج مباحثاته أمس الأول الاثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في مدينة أريحا بالضفة الغربية وكذلك ثمار محادثاتهمع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، وزيارته الأخيرة لموسكو ، وتم التشاور حول دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش لعقد مؤتمر دولي للسلام بالمنطقة في الخريف المقبل، وقد اتفق الرئيسانخلال اجتماعهما على أن يتم التوصل إلى اتفاق إطار مفصل قابل للتطبيق قبل انعقاد مؤتمر السلام الدولى بنيويورك ، وليس مجرد اعلان مبادىء على أساس أنهذا الاعلان موجود فى مبادرة الرئيس الأمريكى ، و مبادرة السلام العربية ، والقرارات الدولية . فقد أكد "أبو مازن" فى مؤتمر صحفى عقده فى قصر التين بالاسكندرية عقب لقائه مع الرئيس مبارك ضرورة توصل الجانبين الفلسطينى و الاسرائيلى الى اطار عمل يلزمهما باجراءات محددة بعيدا عن اعلانات المبادىء التى سبق التوصل اليها خاصة ان الكثير منها لم ينفذ موضحا أن السلطة الفلسطينية تعمل حالياً على تقوية أجهزتها الأمنية بتولى كل الصلاحيات الأمنية فى الأراضى الخاضعة لها، مُشيراً إلى أن إسرائيل منذ انتفاضة 28 سبتمبر 2000 استباحت الأراضى الفلسطينية، ونفى عباس أبو مازن وجود أى تعارض بين مبادرة الرئيس الأمريكى بإقامة الدولة الفلسطينية والمبادرة العربية للسلام التى أقرتها قمة بيروت عام 2002 ،قائلاً : من الناحية النظرية،فإن مبادرة بوش والمبادرة العربية يصبان فى اتجاه واحد، وهوإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية عام 67 19،وإيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين وفق قرارالأمم المتحدة رقم 194 . كما نفى الرئيس الفلسطيني وجود أى حوار مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ،واشترط أن تعيد ( حماس ) الاوضاع الى ما كانت عليه فى قطاع غزة لاستئناف الحوار معها مشيرا الى أن ماقامت به حماس فى غزة كان بمثابة عملية تدميرية . وكان رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أبدى استعداده للتخلي عن منصبه إذا كان ذلك ثمنا للوفاق الوطني مطالبا بإعادة الوحدة إلى مسارها الحقيقي لكن بلا شروط. و قد عقد الرئيس مبارك جلستى مباحثات مع الرئيس الفلسطينى أبو مازن ،اقتصرت الجلسة الاولى - التى استمرت لاكثر من نصف الساعة - على الرئيسين ثم عقدت جلسة موسعة شارك فيها الوفد الفلسطينى المرافق للرئيس ابو مازن،ووزير الخارجية احمد ابو الغيط. وحضر الاجتماع الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والعديد من الوزراء من بينهم :المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى ،والدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية ،والدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والرى والدكتورعثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية .والسيد انس الفقى وزير الاعلام ،والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية. بينما ضم الوفد الفلسطينى ياسر عبدربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،وأحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح والدكتور نبيل شعث عضو المجلس التشريعى الفلسطينى ، ومنذر الديجانى السفير الفلسطينى بالقاهرة . ويأتى هذا اللقاء فى أعقاب محادثات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بمدينة أريحا بالضفة الغربية الاثنين ،والتى وصفها صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية ، بأنها معمقة وجادة وإيجابية حيث شدد عباس في لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية على أهمية أن تؤدي عملية السلام إلى إنهاء احتلال كل الأراضي العربية التي احتلت عام 1967. وبخصوص المؤتمر الدولي للسلام، أكد عريقات ضرورة تبني خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية كأساس لهذا المؤتمر، مضيفاً :"لا نريد مبادرات جديدة، المهم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وما نريده من الاجتماع الدولي بنيويورك آليات تنفيذ وجدول زمني لتحقيق إنهاء الاحتلال وإقامةالدولة الفلسطينية المستقلة". وعلي صعيد آخر، يستقبل السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية صباح السبت المقبل نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية الذي سيصل إلي القاهرة مساء بعد غد الجمعة ، حيث يستعرضان الجهود المصرية الأمريكية الرامية لتحقيق التسوية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي،والاستعداد للمؤتمر الدولي للسلام المتوقع عقده فيشهرنوفمبرالمقبل. ومازالت الولاياتالمتحدة تعمل مع إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية على وضع جدول أعمال للمؤتمر لكى يتطرق للقضايا الجوهرية لعملية السلام . ويعد المؤتمر جزءاً من استراتيجية تستهدف دفع عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فضلاً عن عزل حماس التى سيطرت على قطاع غزة بعد قتال ضار مع حركة فتح منذ منتصف يونيو الماضى ، و رحب بهذا المؤتمرالجانب الفلسطيني والاطراف العربية والدولية بهدف اطلاق عملية السلام مجددا والتوصل الى حل للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي خاصة، والعربي - الاسرائيلي عموما. بينما نفى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت صحة ما ذكرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية من أن أولمرت يدرس حاليا خطة جديدة لإحلال السلام مع الفلسطينيين. وكانتالصحيفة قد ذكرت أن الخطة تتضمن أن تسلم إسرائيل إلي الفلسطينيين كل الأراضي التي احتلتها عام1967 في مقابل أن يتخلي الفلسطينيون عن المستعمرات التي يعيش فيها اليهود في الضفة الغربية ،والتي تشكل5% من أراضي الضفة. وفى غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف بالاراضى الفلسطينية المحتلة حيث قتل الجنود الاسرائيليون فلسطينيين اثنين اثر اشتباك مسلح وقع شرقي مدينة غزة صباح اليوم الأربعاء. وأعلن الجنود الاسرائيليون إنهم أطلقوا النار على الفلسطينيين اللذين يعتقد أنهما ينتميان لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قرب المعبر الذي يفصل مدينة غزة عن اسرائيل. 8/8/2007