قال مسؤول بارز في الشرطة الدولية «الإنتربول» ان قاعدة بيانات جديدة لضبط المهاجرين وتجار المخدرات والهاربين الذين يستخدمون جوازات سفر مسروقة او مفقودة كشفت النقاب عن آلاف يسافرون بهويات مسروقة. وسجل المشروع الذي يعتبره «الانتربول» سلاحا حيويا ضد تنامي شبكات اجرامية دولية بداية بطيئة نتيجة عقبات قضائية ونقص في التمويل والمعارضة السياسية. ويقول جان ميشيل لوبوتين المدير التنفيذي للانتربول للخدمات الشرطية ان «مسؤولي الهجرة استغلوا قاعدة البيانات للقبض على خمسة الاف شخص اثناء محاولتهم عبور الحدود بوثائق مسروقة هذا العام. وصرح جان ميشيل لوبوتين لرويترز «سيزيد العدد أكثر من المثلين في العام المقبل.. لم يكن من الممكن الكشف عن هذه القضايا دون قاعدة بيانات الانتربول». وفي خمس سنوات منذ اطلاقها اتصلت الشرطة في 20 دولة بقاعدة البيانات ويوجد فيها حاليا سجلات تضم اكثر من 14 مليون وثيقة. ويتوقع «الانتربول» انضمام روسيا وبريطانيا واوكرانيا ودول اخرى قريبا. ويدفع الراغبون نحو الف يورو مقابل جواز سفر مسروق خال من البيانات ويظهر معظمها في الاسواق السوداء بعد ان تسرقه عصابات مسلحة من المصانع او قوافل الحراسة التي تقوم بنقلها. وعلى هامش الجمعية العامة للانتربول التي عقدت في مراكش عدد لوبوتين القضايا التي كان يمكن لقاعدة البيانات ان تلاحق مجرمين ارتكبوا جرائم او تمنع جرائم خطيرة. وقام ميلوراد لوكوفيتش المتهم الرئيسي في اغتيال رئيس الوزراء الصربي زوران جينجيتش بعشرين رحلة حول العالم في ثلاث سنوات مستخدما جواز سفر كرواتي مسروق. وقال لوبوتين ان «الانتربول» حل هذا العام عصابة هجرة غير قانونية من العراق الى الولاياتالمتحدة وتعقب جوازات سفر سرقت في قبرص في عام 2003 ثم ظهرت في المكسيك. وقال «نعمل الان على قضية 2500 جواز سفر سرق في فنزويلا ونجدها الان في جميع انحاء العالم». وحث خبراء الامن في الاممالمتحدة الحكومات على التعامل مع «الانتربول» للتعرف على الجوازات المسروقة والمفقودة للمساعدة في احباط انشطة جماعات متشددة دولية مثل القاعدة. وقال لوبوتين ان الولاياتالمتحدة تختبر قاعدة البيانات في قاعات الوصول في مطارات نيويورك وتنوي التوسع فيها. واضاف «ان 40 دولة ستتصل بقاعدة البيانات بحلول العام المقبل». وبعد سنوات من التردد بدأت بريطانيا العمل على الاتصال بقاعدة البيانات بعدما انتقدها «الانتربول» لرفضها استخدام النظام او تقديم معلومات عن متشددين. وقال لوبوتين «كيف يمكنك ان تقول للمواطنين ان لديك نظاما ذا كفاءة لضبط الهجرة في بلدك حين يمكن لاي شخص ان يشير الى انك لم تتطلع على قاعدة بيانات تضم 15 مليون وثيقة». وقال «لم يشهد العالم اي عمل ارهابي لم تتورط فيه عدة دول ان لم تكن عدة قارات. ما يصلح في مركز شرطة واحد نريد ان نعممه على مستوى العالم لانه لم يعد هناك حدود». يذكر أن اشهر الارهابيين الذين حيروا المحققين الاميركيين هو رمزي يوسف مهندس محاولة نسف مركز التجارة العالمي في نيويوك قبل 14 عاما، والذي حوكم بالسجن المؤبد. وحتى بعد محاكمته لا تزال شخصيته الحقيقية غير مؤكدة. عندما كان مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.آي) يبحث عنه، كان يوسف يستعمل اكثر من عشرة اسماء منها: رمزي احمد يوسف، رمزي يوسف، رمزي يوسف احمد، راشد يوسف، راشد العراقي، رشيد يوسف، كمال ابراهيم، ابراهيم كمال، محمد اذان، خورام خان، عبد الباسط عبد الكريم، عبد الباسط محمود، علي محمد البلوشي. وكان يحمل جوازات سفر كثيرة منها: باكستاني باسم «عبد الباسط محمود عبد الكريم» وعراقي باسم «رمزي احمد يوسف». ورغم ان المحققين الاميركيين فضلوا الاسم الاخير (رمزي احمد يوسف) وان القاضي حكم بالسجن المؤبد على الاسم الاخير، فهناك وثائق نشرت مؤخرا تؤكد ان الاسم الاول (عبد الباسط محمود عبد الكريم) هو اسمه الحقيقي. وانه ليس باكستانيا ولكنه عراقي. وهناك ارهابي آخر استعمل اكثر من جواز سفر واكثر من اسم وهو عبد الحكيم مراد. وهو ايضا عبد الحكم مراد واحمد مراد ومراد مراد. وكان يحمل اكثر من جواز سفر، منها واحد باكستاني وواحد فلبيني. وهناك شكوك في مكان ميلاده وفي جنسيته الحقيقية. وقال مرة انه ولد في الكويت ومرة اخرى ذكر انه ولد في باكستان، وله صلة بالامارات العربية المتحدة لكن لا يعتقد انه ولد هناك او انه يحمل جنسيتها. وحتى قبل 16 سنة كانت تحكم نيكاراغوا حكومة الساندنيستا اليسارية والتي كانت تعاديها الولاياتالمتحدة. وعندما سقطت حكومة نيكاراغوا اليسارية اكتشف غياب خمسين الف جواز سفر، ويعتقد ان الاستخبارات النيكاراغوية وزعت جزءا كبيرا منها على استخبارات اخرى، مثل الاستخبارات العراقية. وكدليل على ذلك وكما قالت جريدة «نيويورك تايمز»، عندما طردت القوات العراقية من الكويت عثر على كمية كبيرة من جوازات السفر النيكاراغوية في الكويت. وهناك شخص آخر اشتهر بتغيير اسمائه وجوازات سفره منذ قرابة عشر سنوات ولا يزال مكتب التحقيق الفيدرالي يبحث عنه، وهو عبد الرحمن ياسين واسمه ايضا عبود ياسين وعبد ياسين وعبد الرحمن طاهر وعبد الرحمن طه. كان يحمل ثلاثة جوازات سفر على الاقل: عراقي واردني واميركي وذلك لان والده عراقي وهو ولد في اميركا عندما كان والده طالبا هناك. ولذا حصل على الجواز العراقي ثم الاميركي ثم الاردني. واشترك عبد الرحمن في محاولة نسف مركز التجارة العالمي سنة 1993 ثم هرب. ومنذ ذلك الوقت رصد مكتب التحقيق الفيدرالي مليوني دولار لمن يدل عليه. ويعتقد انه في العراق ولكنه ربما ذهب الى دول اخرى بأسماء اخرى وجوازات سفر اخرى.