بهدف مواجهة تطور ظاهرة الإرهاب علي مستوي العالم ومواجهة الإرهابي المتطورعلي وجه التحديد وتقليص فرص نجاح نشوء جيل جديد من الإرهابيين, نظم الإنتربول(المنظمة الدولية للشرطة الجنائية)مؤتمرا بمدينة ليون الفرنسية خلال الفترة من3 الي5 ابريل2007 بمشاركة اكثر من200 مندوب عن79 دولة بهدف وضع خطط لمواجهة الإرهابي المتطور. وكان المؤتمر الذي عقد تحت عنوانمنع نشوء جيل جديد من الإرهابيين قد شهد اهتماما كبيرا بإعداد المنظمة والدول الاعضاء لخوض معركة ضد الارهاب في المستقبل و مناقشة وتحليل نقاط الضعف والقوة في الجهود التي بذلت وتبذل حاليا من اجل مواجهة انتشار الارهاب علي مستوي العالم. واقتنع المشاركون بأهمية توافر القدرة الاستباقية للدول علي وضع اليات وادوات تدريب فعالة لمواجهة الارهابيين وتقييد حركتهم. وتطرق المشاركون الي استخدام التعريفات المثيرة للجدل مثل الأصولي الإسلامي العنيف او الراديكالي العنيف.. الخ حيث اكد رونالد نوبل امين عام الانتربول ان العالم لم ولن يصل الي اتفاق محدد حول افضل تعريف قابل للاستخدام في ذلك المجال مقترحا القبول بتلك الحقيقة والمضي قدما في مواجهة الإرهاب ذاته. والقي المشاركون الضوء علي التطور المستمر الذي يشهده الارهاب خاصة فيما يتعلق بالفرد.. الارهابي المتطور. فالوثائق المزورة( اوراق الهوية وجوازات السفر)وصفها رونالد نوبل امين عام الانتربول بأنها تعد دماء الحياةللجانب الأعظم من الارهابيين في انحاء العالم حيث يستغلون تلك الوثائق في الهروب والاختفاء والتسلل لتنفيذ عملياتهم, وقدر نوبل عدد اوراق السفر المسروقة او المفقودة بالملايين وهو الامر الذي دفع المنظمة الي انشاء قاعدة بيانات خاصة بوثائق السفر المفقودة والمسروقة تحتوي حاليا علي14 مليون قيد, وتمت الإشارة الي ان تنظيم القاعدة يعد الاخطر علي مستوي العالم سواء كان التنظيم الأصلي اوالتنظيمات الفرعية المتصلة به او المستوحاة من نموذجه. فالارهابيون المتصلون بالقاعدة دائما ما يتخذون من الدين ذريعة لافعالهم علي الرغم من تأكيد المتدينين وخبراء الدين خطأ تلك الإدعاءات,واكد نوبل ان نشر القاعدة لشروح ملتوية للإسلام يمثل بعدا هاما وحاسما في الارهاب المعاصر. ولم يعد الارهاب محصورا في الارهاب القادم من الخارج وانما اصبح هناك ارهابيون ينشأون في داخل المجتمعات( ارهاب الداخل)وخاصة في الولاياتالمتحدة واوروبا. ويعتمد هؤلاء الارهابيون الجدد علي شبكة الانترنت في اجراء اتصالاتهم الي الدرجة التي اصبحت معها تلك الشبكة اداة تغذيةلظاهرة ارهاب الداخلالآخذة في التنامي. فالارهابي المتطور يستخدم شبكة الانترنت في نشر الدعاية الضارة بالاضافة الي استخدامها في اجراء عمليات التجنيد وتوفير التعليمات عن صنع القنابل واستخدام انواع مختلفة من السلاح ووسائل التدمير, وفيما يتعلق بتبعات عدم الاستقرار في كل من العراق وافغانستان بعد الغزو الامريكي لهما اكد نوبل ان الجيل الجديد من الارهابيين يتجه الي هاتين الدولتين حيث يتمكنون هناك من التدريب وشحذ قدراتهم التخريبية عمليا. وفيما يتعلق بالجوانب الايديولوجية للارهاب تمت الاشارة الي ان الايديولوجيات المتطرفة تتسلل الي وتؤثر علي الناس في جميع مناحي الحياة ومن كل سن وكل نوع او اثنية بل ومن اي مستوي اجتماعي واقتصادي حتي بات من الصعب تحديد الجهة التي سيأتي منها الإنتحاري المتفجر او اين ولماذا سيوجه الرجل او السيدة)الارهابي ضربته التالية.. وهو ما يعد اصعب من ان تواجهه دولة او مؤسسة شرطية وحدها. وتتمثل عناصر الخطة الأساسية المقترحة للتصدي لتهديد الارهاب العالمي المتطور في: (1)الإقرار بأن تبادل المعلومات والعلاقات مع الجاليات المقيمة داخل الدول من العناصر الاساسية للتصدي لتهديد الارهاب الدولي. (2)الانترنتومناطق الصراع هما مجالان اساسيان فيما يتعلق بتجنيد الارهابيين وتلقينهم وتنمية مهاراتهم..وهو ما يعني ان التركيز في التعامل مع المجالين المذكورين سيساعد علي تدعيم جهود مكافحة انتشار الجيل القادم من الارهابيين. (3) توفير التدريب للوقاية والاستعداد الموجه للمؤسسات الامنية المعنية. (4) تبني استراتيجية شاملة لتنمية العلاقات والمشاركات بين هيئات إنفاذ القانون والجاليات المحلية( في اوروبا والولاياتالمتحدة علي وجه الخصوص)بهدف تدارك نشوء جيل جديد من الارهابيين. (5)تدعيم التنسيق والتواصل بين هيئات إنفاذ القانون علي المستويين الوطني والدولي لمواجهة خطر الارهاب الذي يمثل تحد مشترك للجميع. (6)وضع تشريعات ملائمة ومتطورة لمواجهة الطبيعة المعقدة والدائمة التطور لخطر الارهاب. (7)تيسير توصيل نقاط العبور الحدودية بآليات الانتربول( قاعدة البيانات الخاصة بوثائق السفر المسروقة والمفقودة)بهدف تقليص فرص الارهابيين في التسلل بين الدول. ومن المعروف ان الانتربول يعد اكبر مؤسسة شرطية في العالم وقد تأسست في عام1923 وتضم في عضويتها186 دولة.وتهدف المنظمة الي منع ومكافحة الجريمة الدولية في المقام الأول بالاضافة الي جمع وتخزين وتحليل المعلومات عن المشتبه بهم والمجموعات الارهابية وتبادل تلك المعلومات مع الدول الاعضاء عبر منظومة اتصالات عالمية لتحقيق التنسيق فيما بينها,ويقدم الانتربول يد العون للدول الاعضاء عند وقوع اعتداءات ارهابية.