كشف تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس أن المواطنين الأفغان يفضلون عودة حركة طالبان لتولي الحكم في البلاد رغم اعتراضهم علي سياستها المتطرفة, مؤكدين أنهم كانوا يعيشون في أمان في ذلك العهد. وذكر التقرير الذي تم إعداده في ولاية قندهار الجنوبية أن العديد من المواطنين فروا من قندهار بعد تولي طالبان الحكم اعتراضا علي سيطرتهم المتطرفة علي مقاليد السلطة, لكنهم يرغبون الآن في عودة الحركة, وأضاف أنه رغم رفض المواطنين لطالبان وعدم استقرار الأوضاع آنذاك فإنهم كانوا لايشعرون بالخوف علي أفراد عائلاتهم من التعرض إلي أي سوء ولكنهم يشعرون الآن بالخوف كل دقيقة خشية اقتحام القوات الأمريكية منازلهم, أو تعرضهم للمساءلة غير المبررة من قوات الشرطة الأفغانية, أو أن يلقوا حتفهم خلال أي هجوم في أحد شوارع البلاد. وأوضح التقرير الذي نقل روايات علي ألسنة مواطنين أفغان أن من أهم أسباب كراهية المواطنين للقوات الدولية هو مصرع العديد من المدنيين الأفغان خلال عمليات الاقتحام والغارات الجوية لمطاردة فلول الطالبان وفشل قوات حلف الأطلنطي( الناتو) في إحلال الأمن والاستقرار كما تعهدت. وفي المقابل تعهد بعض المواطنين بمواصلة تأييدهم لطالبان ومكافحة أي فرد من قوات الناتو بغض النظر عن جنسياتهم. وكان استطلاع أخير للرأي لمؤسسة سويدية قد كشف أن نسبة التأييد لطالبان بين المدنيين في قندهار وإقليم هيلماند حيث تتمركز الحركة ارتفعت إلي27%. في الوقت نفسه, أعلنت قوات الناتو أنها استعادت السيطرة علي كبري مدن منطقة سانجين من عناصر طالبان في إطار هجوم علي ولاية هيلماند جنوبأفغانستان. وصرحت المتحدثة باسم القوات بأن أكثر من ألف جندي من قوات الناتو والجيش الأفغاني استعادوا السيطرة علي تلك المنطقة موضحة أن الجنود لم يلقوا مقاومة كبيرة كما تم العثور علي مخابيء أسلحة في المنطقة, وقالت إن القوات الدولية للمساعدة علي إرساء الأمن( إيساف) ستسلم في المرحلة المقبلة المسئوليات الأمنية في المنطقة للجيش الأفغاني, مؤكدة أن500 عنصر من قوات الأمن الأفغانية وصلوا إلي جنوب البلاد. يأتي ذلك في الوقت الذي لقي فيه أمس جندي من قوات الناتو مصرعه أمس وأصيب آخر في انفجار قنبلة علي أحد الطرق في جنوبأفغانستان ليصل بذلك عدد القتلي من قوات الناتو خلال العام الحالي إلي28 جنديا. من جانبه, أعلن متحدث باسم طالبان أن الحركة أعدمت المترجم الأفغاني للصحفي الإيطالي الذي أفرج عنه قبل أسبوعين بسبب رفض السلطات التفاوض والإفراج عن عدد من المسلحين المعتقلين. وأضاف أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن مصير الرهينتين الفرنسيين المحتجزين لدي الحركة بعد, وكانت المهلة المحددة بشأن المترجم قد انتهت منذ ساعات.