لم تمنع سنوات الحرمان بعض الكويتيين الجدد من التطبع بالأطباع «الطارئة» لنظرائهم الكويتيين القدامى، التي شاعت بصورة مفاجئة خلال السنوات الأخيرة، حيث مخالفة القوانين وتقديم الولاءات القبلية والطائفية والطبقية على الوطنية اسهل من شربة الماء، فبدأوا ساعات حياتهم الأولى ككويتيين بالضرب بالقانون عرض الحائط ونشر اعلانات الشكر والثناء لمن منحوهم او ساهموا في حصولهم على الجنسية الكويتية حسب تعابيرهم! الاعلانات التي اعلنت بكل وضوح ولاء بعض من نالوا الجنسية الكويتية أخيرا لاشخاص اكثر من ولائهم للوطن، تطرح عدة تساؤلات، فنحن هنا امام خيارين لا ثالث لهما: اما ان يكون محتوى الاعلانات صحيحا.. او غير صحيح. واذا ما سلمنا جدلا بأن المحتوى صحيح، فإن عدة علامات كبرى ترسم في عقولنا، تبدأ باعادة النظر في مسألة حق الدولة السيادي في منح شرف الجنسية، وهل تحول الأمر الى اداة تكسب بيد عدد من المتنفذين؟ سؤال آخر نطرحه – او نكرر طرحه – في هذا الصدد، وهو ما سأله النائب احمد المليفي عن حقيقة وجود 3 كشوفات لملفات التجنيس، الاول مخصص لرغبات «الشيوخ»، والثاني مقدم من وزارة الداخلية، والثالث للمتنفذين والنواب! وهو ما لم تجب عنه الحكومة حتى اليوم! ونسأل ايضا: هل تفشى دور الواسطة ليصل الي قرارات الدولة السيادية؟ وهل سيطر الفساد الاداري الى درجة ان تجعل المقربين والموالاة لطرف ما اوفر حظا في الحصول على الجنسية من غيرهم وان كانوا مستحقين؟ اما اذا سلمنا جدلا بأن محتوى الاعلانات غير صحيح، وانه ادعاء باطل على حكومتنا الرشيدة، فيحق لنا ككويتيين ان نسأل عن الاجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية لايقاف هذه المهازل بشأن الوطن والدستور والقوانين معا، وهل حققت مع الطرفين (الشاكر والمشكور) حول مضمون رسائل الشكر تلك؟ ولماذا أبقت البلدية هذه الاعلانات مكانها لعدة ايام من دون ان تزيلها رغم انها مخالفة للقانون بغض النظر عن محتواها؟ افلا يعتبر ذلك موافقة ضمنية علي ما جاء فيها؟ بعض الكويتيين الجدد الجدد تفننوا – او لنكن اكثر انصافا – بعضهم في مخالفة القوانين بمختلف الصور قبل ان يجف الحبر الذي طبعت به الجنسية، فإذا كانت بعض مخالفاتهم بسيطة المظهر مثل «التشفيط» في السيارات احتفالا، فإن بعضها الآخر جسيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس اوله اطلاق الاعيرة النارية في الهواء وتعريض حياة الآخرين للخطر، وليس آخره الامتنان لأفراد دون الدولة في الحصول على الجنسية، فهل يحرك احد ما ساكنا لاستكشاف وتعديل الوضع؟ ام اننا نبقى على «طمام المرحوم».. ولا عزاء للكويت!