فى تناقض واضح بين ما يريده الديمقراطيون من أعضاء الكونجرس الاْمريكى وماتفعله الإدارة الامريكية، أقر وزير الدفاع روبرت جيتس إرسال نحو 2200 جندي إضافي للعراق.وذلك في الوقت الذى طلب فيه عدد من أعضاء الكونجرس، من الديمقراطيين المعارضين لحرب العراق من إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، الإعلان عن جدول زمني للإنسحاب من العراق، والإسراع في إعادة الجنود الأمريكيين إلى وطنهم، وإنهاء الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق، منذ ما يقرب من أربع سنوات.وكان النواب الأعضاء في ما يسمى "منتدى الخروج من العراق"،قد وجهوا رسالة إلى زملائهم بمجلس النواب، اتهموا فيها إدارة الرئيس بوش بممارسة "الألاعيب" خلال الحرب بالعراق .و أشار النواب، في رسالتهم، إلى أن تكلفة الحرب على العراق أصبحت "غير محتملة"،الامرالذى يكلف الخزانة الأمريكية ما يزيد على ثمانية مليارات دولار شهرياً .محذرين من إن مزيداً من التأجيل من جانب الإدارة الأمريكية، في اتخاذ تحرك إيجابي لإنهاء هذه الحرب، سوف يؤدي إلى مزيد من المخاطر سواء للولايات المتحدة، أو لغيرها من المناطق الأخرى من العالم..وكان أعضاء بارزون فى الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، قد أعلنوا في وقت سابق، عزمهم طرح خطة جديدة لنزع التخويل الذي منحه المجلس في عام 2002 للرئيس بوش بشن حرب في العراق، واستبداله بخطة تحد من دور القوات لأمريكية في العراق وتنص على البدء بسحب القوات من هناك.إلا أن البيت الأبيض حذر من أن البدء بسحب القوات الأمريكية من العراق،وفقاً لما يطالب به الحزب الديمقراطي، سوف "يؤدي إلى إشاعة الفوضى في بغداد."وكان المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو،قد اكد إن القوات الأمريكية المنتشرة في العراق، تقوم بتنفيذ وعد الرئيس بوش بإقرار الأمن في بغداد، وتفعيل ما جاء في قرار مجلس الأمن بشأن انتشار القوات الدولية في العراق.من جانب آخر،اشاروزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيتراوس، طلب من واشنطن إرسال 2200 جندي إضافي للمشاركة في العملية الأمنية التي تنفذ حالياً في بغداد.مشيراً الى أن تلك القوات، التي تم إقرار إرسالها بالفعل إلى العراق، ستضطلع بمهمة حراسة المحتجزين ضمن عملية تأمين بغداد، والمعروفة باسم "خطة فرض القانون."مشيراً الى توقع الجنرال بيتراوس أنه بوصول الفرق الجديدة، ومع تنفيذ خطة بغداد الأمنية، سيتم احتجاز عدد كبير من مرتكبي أعمال العنف، وأن ذلك يحتاج إلى قوات شرطة عسكرية إضافية لحراستهم..وكان الرئيس بوش قد أعلن مؤخراً عن استراتيجيته الجديدة بشأن العراق، والتي تتضمن إرسال ما يزيد على 20 ألف جندي إضافي إلى العراق، في خطوة تهدف إلى محاولة السيطرة والقضاء على أعمال العنف الطائفي المتزايدة بالعراق..جدير بالذكر أن الإنتقادات التى يوجهها النواب الديمقراطيين للإسلوب الذى اتبعه الرئيس بوش فى إدارته للحرب فى العراق تصاعدت مؤخراً حيث وصف زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور هاري ريد الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد العراق بالخطأ الفادح الذي يفوق خطأ حرب فيتنام، وذلك في معرض انتقاداته المتواصلة لسياسة الرئيس الأمريكي.ويرى المراقبون أ نه ليس بالجديد مقارنة الحربين..إلا أن الإشارة بأن حرب العراق خطأ أسوأ من فيتنام، هو الذى يعتبر السابقه الاولى من نوعها فى وصف هذه الحرب.ويرجع تزايد الإنتقادات الى الفشل الذى تواجهه القوات الأمريكية فى فرض الامن والإستقرار فى العراق،إلى جانب تصاعد الخسائر البشرية للجيش الامريكى فى العراق بوتيرة ثابتة حيث اعلنت قيادة الجيش الامريكى فى العراق فى الاسبوع الاول من شهر مارس عن ارتفاع خسائره إلى 3132 قتيلاً بالعراق منهم 50 قتيلا خلال شهر فبراير فقط.