يبدأ اضرابا واسعا لوسائل النقل الفرنسية الخميس في اول اختبار جدي لساركوزى في مواجهة المشاكل الاجتماعية في فرنسا. واعلنت الرئاسة الفرنسية انها تتوقع "تعبئة قوية جدا جدا" للمضربين الخميس احتجاجا على اصلاح يطاول انظمة التقاعد كما توقع وزير العمل الا يعمل الخميس اي قطار او حافلة او مترو. وللمرة الاولى منذ عام 1995 دعت النقابات الثماني الممثلة في شركة سكك الحديد الفرنسية بالاجماع الى الاضراب كما دعت ست نقابات ممثلة في شركة قطار الانفاق الفرنسي وخمس نقابات تنشط في قطاعات الطاقة الى الاضراب. واذا كان من المتوقع ان يكون التجاوب مع الاضراب مكثفا في قطاعي النقل والطاقة فانه لن يكون واسعا في القطاع العام ، كما هددت بعض النقابات بمواصلة الاضراب الى ما بعد الخميس. وقال الامين العام لنقابة "الكونفدرالية العامة للعمل ان الهدف من اضراب الخميس "اجبار الحكومة على الجلوس مجددا الى طاولة المفاوضات. حيث تندد النقابات بالاسلوب القسري للحكومة في اصلاح انظمة التقاعد الفرنسية من دون ان تكون معارضة للمبدأ. ويتضمن اقتراح الاصلاح الحالي لانظمة التقاعد الخاصة والتي تعني نصف مليون اجير (و1,1 مليون متقاعد) من اصل 18 مليون اجير في القطاع الخاص جعل عدد سنوات المساهمة في صناديق التقاعد بحلول العام 2012 40 عاما بدلا من 37,5 سنة كما هو معمول اليوم. وتأخذ انظمة التقاعد الخاصة بعين الاعتبار خطورة المهنة خصوصا لدى عمال المناجم والبحارة والعاملين في صناعات غازية او كهربائية. وقال ساركوزي انه لن يتراجع عن هذه الاصلاحات التي جعلها في برنامجه الانتخابي الرئاسي وسبق ان تأجل اقرارها مرارا خصوصا عام 1995 تحت ضغط تظاهرات حاشدة اجبرت الحكومة على التراجع بعد ثلاثة اسابيع من الفوضى العارمة في وسائل النقل. ولا يزال ساركوزي يسجل نتائج جيدة في استطلاعات الراي وتصل شعبيته حاليا الى ما بين 61 و63 بالمئة يؤيدون الشعار الذي رفعه ب"القطيعة" مع الماضي. ويرى 53 بالمئة من الفرنسيين ان اضراب الثامن عشر من اكتوبر "غير مبرر" مقابل 43 بالمئة يعتبرونه "مبررا".