ذكرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية إنه يتعين تفنيد نظريات المؤامرة قبل الوقوف على حقيقة استخدام أسلحة كيماوية في سوريا من عدمه. وأضافت الصحيفة -في تعليق أوردته بموقعها الإلكتروني على الانترنت مساء السبت- أنه من السهل تفنيد معظم هذه النظريات التي يقول أصحابها إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يحاولان الزج بنا في حرب شرق أوسطية جديدة، عبر مزاعم حكومتيهما باستخدام النظام السوري أسلحة كيماوية محظورة. وتابعت: "أن أصحاب هذه النظريات من مكذبي تلك المزاعم والمعارضين للتدخل الغربي في سوريا يواجهون أسئلة بالغة الصعوبة; حول ماهية الأسباب المانعة لنشر دليل على أن الأعراض التي أظهرتها الفيديوهات المتعلقة بهذا الشأن والناتجة عن استخدام غازات كيماوية غير محظورة، أولا تمثل انتهاكا لقوانين الحرب. وأشارت إلى ما أعلنته "مجموعة دعم سوريا" من مقرها بواشنطن من أنها فحصت عينات من الهجوم الذي استهدف مدينة "حلب" في 19 مارس الماضي وأنها (أي العينات) احتوت على مادة "الفوسفات العضوية" ذات التأثير المشابه لغاز "السارين"، ولكنها غير محظورة. ورأت الصحيفة أن مزاعم الحكومتين البريطانية والأمريكية بأن فحوصاتهما أكدت استخدام غاز السارين، ليست مبررا يمنع مكذبي تلك المزاعم من عرض ما توصلوا إليه وإجراء تقييم للنظير بالوقوف على مصادر العينات وكيفية إجراء الفحوصات والتدقيق في نتائج كل فريق على حدة. واعتبرت أن أصحاب هذه النظريات إنما يخشون التورط في مزيد من التدخلات العسكرية بالشرق الأوسط على غرار ما تورطت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، والتي ألحقت أضرارا جسيمة بالاقتصاد الأمريكي وأثرت على هيمنة الولاياتالمتحدة بالتزامن مع تنامي الصين. وقالت الصحيفة البريطانية إن هؤلاء لا يريدون الوقوع في الخطأ مرة أخرى، مشيرة إلى أن بعضهم بات على استعداد للتضحية بمصالح إسرائيل إذا تعارضت مع ذلك. ولكن على صعيد آخر، رصدت الصحيفة البريطانية رغبة آخرين، ممن يثقون في قدرة الولاياتالمتحدة وزاروا سوريا ورأوا ما آلت إليه الأوضاع، في أن تفعل أمريكا شيئا، مشيرة إلى أن قطاعات سياسية أمريكية عريضة باتت تتبني تلك الرغبة على مدار العامين الماضيين، لاسيما وزارة الدفاع الامريكية "بنتاجون" بعدما كانت متشككة في أول الأمر.