قال وزير الزراعة الدكتور صلاح عبدالمؤمن الخميس أنه لمس تجاوبا خلال زيارته للمملكة العربية للسعودية من قبل المصريين والسعوديين للاستثمار في مشروع المليون فدان. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الزراعة في الرياض على هامش اجتماعات اللجنة السعودية المصرية المشتركة التي اختتمت أعمالها مساء الأربعاء في العاصمة السعودية برئاسة وزير التجارة والصناعة المهندس حاتم صالح ونظيره السعودي دكتور توفيق الربيعة. وقال عبدالمؤمن إنه سيتم أوائل مايو طرح كراسات مشروع المليون فدان المزمع استصلاحها في 5 مناطق هى جنوب شرق منخفض القطارة والفرافرة والساحل الشمالى الغربى وتوشكا والمحور الأوسط بسيناء بواقع 200 ألف فدان لكل منطقة فضلا عن 50 ألف فدان خدمات موضحا أنه سيتم طرح 340 ألف فدان كمرحلة أولى. وأفاد بأن المشروع تم طرحه بعد دراسة مستفيضة بين الزراعة والرى والتأكد من أن مصدر مياه الرى موجود ومستمر موضحا أن الري في سيناء يتم عبر آبار متجددة وفي توشكى يكون سطحيا وتم عمل موقع الكترونى لهذا المشروع وسيتم طرح الكراسات أوائل الشهر القادم أمام المستثمرين وسيكون الأولوية للمصريين كما ستتولى السفارات المصرية في الخارج الترويج للمشروع. وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت مؤخرا خلال اجتماع مجلس الوزراء عن عزمها طرح مليون فدان ضمن المشروع القومي للاستصلاح فى 5 مناطق محددة على مستوى الجمهورية لتنفيذ مشروعات استثمارية زراعية ومشروعات خدمية وإسكانية وصناعية متكاملة بالتنسيق مع بعض الوزارات والجهات المرتبطة بتلك المشروعات. وكشف وزير الزراعة الدكتور صلاح عبدالمؤمن أن المشروع يحتاج إلى 15 مليار دولار من أجل تصليح الأرض وإعدادها للزراعة مباشرة وتقوم فكرته على أن تساعد الزراعة في هذه الآراضى على سد فجوة غذائية من خلال تخصيص نسبة ثلثى الأرض لمزروعات تحددها الدولة كل عام وتقوم هى بتسويقها والثلث الآخر يترك للمستثمر لاختيار نوع الزراعة التى يريدها. وبين أن المدة الزمنية المحددة للمشروع تبلغ عشر سنوات على أن يبدأ الإنتاج بالفعل خلال ثلاث سنوات كمرحلة أولى ثم يتم العمل على تحسين المرحلة الثانية بعد الاستفادة من ملاحظات المرحلة الأولى. وحول تطورات خطة الاكتفاء الذاتى من إنتاج القمح، قال عبدالمؤمن إن الوزارة نجحت في مضاعفة المساحة المنزرعة بالقمح لأول مرة حيث تم زراعة 3.5 مليون فدان لإنتاج 10 ملايين طن من خلال الاهتمام بالمزارع وتقديم سعر مجز له أعلى من السعر العالمى. وأضاف إن إنتاج القمح للعام الحالى سوف يغطى احتياجات رغيف الخبز الأسمر المدعوم التي تبلغ يحتاج 9 ملايين طن قمح غير أننا نواجه نقصا شديدا في عدد صوامع التخزين التى لم تلق اهتماما من قبل الدولة خلال العقود الماضية وتبذل الجهود حاليا للعمل على حلها. وأشار إلى أن الصوامع الرسمية لا تكفى سوى لتخزين نصف الإنتاج والباقى يذهب إلى المخابز الخاصة والأفراد وربما ينتهى به المطاف كعلف للطيور ويفسد جزء كبير منه بسبب التخزين الخاطىء. وقال إن صادرات مصر من المنتجات الزراعية إلى السعودية تبلغ حاليا مليارى جنيه وسوف نعمل على زيادتها من خلال تسهيل إجراءات نقل البضائع وحل المشاكل اللوجيستية إلى جانب النقاط الفنية الخاصة بالحجر الزراعى والبيطرى. وأوضح عبدالمؤمن أن تسهيل هذه الإجراءات ومنح المستورد فرصة للمشاركة في المعاينة مما يعطيه إحساسا بالأمان والطمأنينة بخصوص السلع التى يستوردها , ومن ثم يفتح السوق أكبر والسعودية سوق كبيرة للموالح المصرية والفراولة والخضروات والفلفل. وقال وزير الزراعة الدكتور صلاح عبدالمؤمن إن السوق الزراعية مفتوحة ولدينا بعض السلع التى نركز فيها للتصدير وهناك لدينا سلع كثيرة ولكن لتغطية الإنتاج المحلى ونحن نعمل حاليا على الإنتاج لغرض التصدير مثلا البطاطس ولكن السوق الأساسية لها أوروبا. وحول المشاريع الزراعية الثلاثية بين مصر والسعودية والسودان، أجاب عبدالمؤمن أنه تم مناقشة هذا الأمر مع وزير الزراعة السعودى غير أنه يجب أن يتم بحضور السودان مشيرا الى ضرورة توفر الارادة السياسية لدى الدول الثلاث. وقال إنه إذا تضافر رأس المال السعودى مع العمالة المصرية الماهرة مع الأرض الخصبة السودانية فإننا نستطيع أن نحقق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى من السلع الغذائية ليس فقط للدول الثلاث ولكن للامة العربية كلها. وأفصح "إننا نفكر في التعاون مع الشقيقة السودان كمصدر رائع للاستثمار للقطاع الخاص نظرا لتوفر مياه الرى في السودان, فهناك 20 مليون فدان خصبة من أجود الأراضى ونحن كحكومة نستثمر في السودان في الانتاج الحيوانى فقط ولكننا نشجع القطاع الخاص ونوفر له الدعم الفنى والغطاء القانونى اللازم للاستثمار في الانتاج الزراعى". وحول الشركات السعودية العاملة في حقل الزراعة في مصر، قال "هناك عددا من الشركات الخاصة ونحن نطرح حاليا 340 ألف فدان للاستثمار حاليا تم تسليمهم للسفارة المصرية لطرحهم على المستثمرين السعوديين مرحبا بالاستثمار الجاد في مجال الزراعة ونعطى مهلة ثلاث سنوات لأى مستثمر مصرى أو عربى لإثبات جديته وفي حالة عدم إثبات جديته يتم سحب الترخيص". وبالنسبة لسيناء، أفاد عبدالمؤمن بأنه سيتم طرح حوالى 200 ألف فدان في المحور الأوسط وفي شمال سيناء هناك 80 ألف فدان جاهزة للتسليم والأولية فيها لأهل سيناء في جزء منها وللمصريين جزء آخر. وقال إننا نحتاج إلى 5 ملايين فدان زراعة قمح لكى نحقق الاكتفاء الذاتى ولا نحتاج للاستيراد من الخارج ولكننا حاليا نجحنا في القفز بالمساحة المنزرعة قمح من 2 مليون فدان إلى 3.5 مليون فدان مشددا على ضرورة العمل على تطوير الانتاج الزراعى في مصر للمستقبل ومن أجل الاجيال القادمة. وأكد على ضرورة الاهتمام بالفلاح المصرى لأنه الدعامة الأساسية للاقتصاد القومى والأمن الغذائى وأثتبت تجربة زراعة القمح أنه كلما اهتمت الدولة بالفلاح كان عطاؤه كبيرا.