انطلقت مساء السبت في اسطنبول بتركيا أعمال مؤتمر مجموعة أصدقاء سوريا بحضور العديد من وزراء خارجية الدول الكبرى وسط أجواء تدل على التوجه نحو تعزيز دعم المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل النظام الوحشى للرئيس بشار الأسد، وذلك بعد إعلان واشنطن عن أنه تنوى زيادة "المساعدات العسكرية غير القاتلة" والتى تتمثل فى سترات واقية من الرصاص وعربات ومناظير ليلية. وقبل أن ينضم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى نظرائه المشاركين في المؤتمر التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب. ومن المتوقع أن يجدد الائتلاف السوري المعارض الممثل بوفد رسمي في الاجتماع طلبه من "الدول الصديقة" تزويد المعارضة بأسلحة مباشرة وفعالة. ويضم وفد المعارضة السورية رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب ورئيس الحكومة السورية المؤقتة المكلف غسان هيتو ونواب رئيس الائتلاف جورج صبرة ورياض سيف وسهير الأتاسي والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ ورئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس. وأوضح بيان الائتلاف أن وزراء خارجية غحدى عشرة دولة من "مجموعة أصدقاء الشعب السوري" سيشاركون في اللقاء، و"في مقدمتهم وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر". يشار إلى أن واشنطن ودول غربية أخرى تتردد في تقديم أسلحة نوعية الى المعارضة المسلحة، خشية وقوعها في إيدي مسلحين إسلاميين متطرفين معادين للغرب إجمالا. كانت واشنطن خلال الاجتماع الأخير لأصدقاء سوريا في العاصمة الإيطالية روما في شهر فبراير الماضي قد أعلنت للمرة الأولى عن مساعدة مباشرة للمعارضة السورية تبلغ قيمتها ستين مليون دولار، لكنها استبعدت تزويد المعارضة بأي تجهيزات "قاتلة". وكانت فرنسا وبريطانيا قد دعتا الى رفع الحظر على الأسلحة الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا، مؤكدتين أنه الإجراء الوحيد الكفيل بترجيح كفة الميزان العسكرية لمصلحة المعارضة. لكن باريس تراجعت معتبرة أن الشروط على الرض "لم تتوفر" لتسليم أسلحة، بسبب اشتراك جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة فى مقاتلة النظام الأسدى في سوريا، وهى تنتمى لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. من جانبه وقبل ساعات من انعقاد الاجتماع، انتقد الائتلاف السوري المعارض تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي اعتبر أن "مجموعة أصدقاء سوريا" تلعب "دورا سلبيا" في النزاع المستمر منذ سنتين والذي أودى أكثر من سبعين ألف شخص. هذا وسيحاول "أصدقاء الشعب السوري" في اجتماعهم السبت إعطاء دفع لسلطة رئيس الحكومة المؤقتة "غسان هيتو" الذي كلفه الائتلاف الشهر الماضي بتشكيل حكومة "لإدارة المناطق المحررة" وذلك على الرغم من رفض الجيش السورى الحر له .