قال اللواء أحمد عبدالحليم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية والخبير الاستراتيجي المعروف، أن العملية العسكرية التي قام بها الجيش المصري بعد الاعتداء الإرهابي على جنود مصر في رمضان الماضي نجحت في تصفية 95 في المائة من البؤر الإجرامية في سيناء. وأوضح عبدالحليم - خلال حواره مع برنامج "الحياة اليوم" - أن ما تبقى من بؤر إجرامية في سيناء بعد العملية التي قام بها الجيش لا يتجاوز 5 في المائة، مشيرا إلى أنه من غير المستبعد أن يكون الصاروخان اللذان تم إطلاقهما على إسرائيل قد تم إطلاقهما من سيناء، خاصة أن القوات المسلحة تتعامل الآن مع هذه البؤر لتصفيتها بشكل كامل من خلال جمع المعلومات حول العناصر الإجرامية وملاحقتهم وضبطهم استعدادا لتقديمهم للعدالة. ولفت عبدالحليم إلى أن القوات المسلحة قامت على الفور بتشكيل لجان فنية لبحث إطلاق الصواريخ على قطاع غزة، لمتابعة العناصر الإجرامية التي ارتكبت هذه الجريمة إذا كان بالفعل تم إطلاق الصاروخين من سيناء، موضحا أن هناك هدفين من إطلاق الصواريخ على إسرائيل من سيناء، الهدف الأول هو توتر العلاقة بين مصر وإسرائيل، والثاني وقف هدم الأنفاق. وشدد عبدالحليم على أن الجيش المصري مصمم على مواصلة هدم الأنفاق، منوها إلى أن الجيش المصري يستطيع هدم الأنفاق خلال 10 دقائق ولكن تكلفة الهدم ستكون عالية وضحاياها سيكونون كثيرين، وهذا ما دفع الجيش لانتهاج أساليب جديدة في هدم الأنفاق. وأكد عبدالحليم أن تصريحات القيادات الإسرائيلية حول أنهم يدرسون الرد على هذه العملية هي تصريحات سياسية هدفها الأول رسالة لإسرائيل في الداخل أن القيادة الإسرائيلية ستحافظ على سلامة الإسرائيليين، والثاني الضغط على الجانب المصري لمواصلة هدم الأنفاق وعدم الاكتراث بما يقال حول إن هدم الأنفاق سيتسبب في تجويع الشعب الفلسطيني. وأشار المحلل الاستراتيجي البارز، إلى أن مصر وإسرائيل يعيشان شهر عسل فيما يتعلق بالتنسيق الأمني بين الجانبين، مستشهدا بالتقارير الإعلامية الإسرائيلية المسربة من قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتجاوز إسرائيل عن دفع مصر بآلاف الجنود لسيناء للقضاء على البؤر الإجرامية. واختتم عبدالحليم حواره، بالتنويه إلى أن مصر وإسرائيل تجاوزتا الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين الجانبين فيما يتعلق بعدد الجنود المصريين في سيناء، موضحا أن هذه العملية لن يكون لها تأثير على العلاقات بين مصر وإسرائيل على المستويين السياسي والأمني.