هذه حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها.. وما حدث في منطقة «الماسورة» ضد أفراد كتيبة الحرية، التي راح ضحيتها 16 شهيداً من ضباط وجنود الكتيبة، بخلاف المصابين، هذه ليست آخر العمليات. فسيناء ستقدم مفاجآت غير سارة بعد إهمالها طيلة هذه السنين. وقد أعلنت القوات المسلحة في وقت سابق عن عملية تطهير سيناء، التي أطلقت عليها «نسر»، وبالتزامن مع انطلاق العملية، تفجرت أسئلة حول إمكانية نجاحها. وهل يمكن أن نطهر سيناء وجبالها من الإرهابيين، رغم مساحتها الشاسعة التي تبلغ 60 ألف كيلو متر مربع وهي تمثل 6٪ من مساحة مصر. وتمثل الأنفاق التحدى الأول أمام «نسر»، فما يتم من خلال الأنفاق وما يحدث فيها لا يمكن معه تطهير سيناء. «الوفد» قامت بجولة علي الحدود وشاهدت العديد من الأنفاق، واستمعت لأهالي المنطقة الذين أجمعوا علي ضرورة ردم هذه الأنفاق للسيطرة علي الحدود، وإغلاق المنافذ أمام العناصر الإجرامية التي تلعب وترتع في سيناء. وأضافوا أن هذه العناصر تقف وراء الجرائم التي تُرتكب في سيناء وآخرها عملية «الماسورة». صابر السياح - مدرس - ومن أهالي منطقة رفح أكد أن الأنفاق معضلة كبيرة، وبدون هدمها وردمها لا يمكن أن يعود الأمن لسيناء. فالأنفاق التي تمتد من معبر كرم أبو سالم حتي «قلة البحر» علي مسافة 13.6 كيلو متر ما بين رفح وغزة تعتبر تجارة رابحة، ويسيطر عليها أشخاص أصحاب نفوذ، بل تعتبر مصدر دخل لحركات وجماعات، ومن الصعب أن يتم التضحية بمصالح هؤلاء خاصة بعد الثورة. وأضاف أن مصر غير جادة في هدم هذه الأنفاق.. وما يتم هو عمليات هدم محدودة لأنفاق غير مستعملة، وأصبحت تشكل خطراً على من يعبر منها. وأوضح أن هناك تقسيمات متعددة للأنفاق، ففيها أنفاق لعبور السيارات وأخرى للبنزين، ومنها ما هو مخصص للزلط والرمال، وأخرى للأفراد، ومنها ما تعبر منه البضائع وهذه تجارة رابحة، و«بيزنس» سوف تجد صعوبة في التضحية بمصالح فلسطين لارتباطها بمصالح أخرى مشابهة في الجانب المصرى. مصدر رسمى طلب عدم نشر اسمه أوضح أن هناك 1400 نفق بين رفح وغزة وأن العمليات التي تتم مجرد عمليات محددة الهدف منها «الشو» الإعلامى. وأن قرار هدم الأنفاق قرار سياسى يحتاج إرادة سياسية لاتخاذه بعيداً عن المصالح والحسابات بين هذا وذاك. وأكد المصدر أنه بدون هدم الأنفاق لن تنجح أي عملية لتطهير سيناء, فسيناء مفتوحة لكل من «هب ودب»، وليس هناك حصر أو تقنين لمعرفة عابرى الأنفاق. وقال إن ما يحدث من عمليات في سيناء نتيجة لهذه الفوضى علي الحدود. الشيخ حمادة قاسم من أهالي سيناء أوضح أن الأنفاق هي التحدي الأكبر أمام عملية تطهير سيناء، وأن وجود الأنفاق يؤثر تأثيرًا سلبيًا علي أهالي سيناء. فتهريب السلع والمواد الغذائية يؤدى إلى عدم توفرها فى سيناء وزيادة أسعارها، ناهيك عن المشكلة الكبرى في عدم ضبط الحدود ودخول عناصر إجرامية والخروج من هذه الأنفاق وتنفيذ عمليات إرهابية في سيناء. وطالب بهدم الأنفاق حتي يكتب النجاح للعملية «نسر»، ويتم تطهير سيناء من البؤر الإجرامية والعناصر الإرهابية التي تتخذ من سيناء مرتعاً لها لزعزعة استقرار الوطن. الشيخ عيد مرزوقة شيخ قبيلة البياضية طالب بغلق الأنفاق، وهي العملية الأهم والأكبر، والتحدى الذي يجب أن تخوضه القيادة السياسية إذا أرادت أن تطهر سيناء، وتحاصر البؤر الإجرامية والعناصر الإرهابية. فغلق المنافذ التي يتسلل منها الإرهابيون والعناصر الإجرامية هي الخطوة الأولى لمحاصرتهم، وأن أبناء سيناء يتعاونون مع الأجهزة الأمنية لرصد أي عناصر فى سيناء. وقد تعهد مشايخ القبائل بالتعاون.. وقالوا إنه سيتم إعدام أي فرد من أبناء سيناء يثبت تورطه في أي عملية إرهابية وهذا تعهد قدمه مشايخ القبائل للقيادة السياسية والأمنية، ولكن يجب غلق منافذ هروب هذه العناصر لإحكام السيطرة عليها. الشيخ حماد نافل من قبيلة الترابين أوضح أن التحدى الأكبر هو الأنفاق، وقال إن الحديث عن «جبل الحلال» وأنه مأوى للإهابيين كلام عار من الصحة وبعيد عن الحقيقة، وأن العناصر الإجرامية تنفذ عملياتها وتتخذ من الأنفاق ملاذاً للهروب إلى غزة أو إسرائيل. وبعد كل هذا.. هل ينجح الرئيس محمد مرسى في اختبار الإرادة مع «مافيا» التهريب والتجارة الخفية؟