تصدر الجزء الثاني من حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رؤساء تحرير صحف "الأهرام" و"الأخبار" و"الجمهورية"، وتأييد المحكمة الإدارية العليا لحكم القضاء الإداري ببطلان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية وما ترتب عليه من تبعية جزيرتي تيران وصنافير لمصر، والشأن المحلي عناوين واهتمامات الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء. فنشرت صحيفة "الأهرام" الجزء الثاني من حوار الرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الثلاث ، الذي واصل فيه حديثه الصريح إلى الرأي العام عن مختلف قضايا الداخل والسياسة الخارجية المصرية والموقف من الوضع العربي الراهن. وذكرت الصحيفة أن الرئيس السيسى استهل الجزء الثاني بالحديث عن العمل الإرهابي الجبان ضد الكنيسة البطرسية وزيارته للكاتدرائية المرقسية فى عيد الميلاد فى السابع من يناير الحالي، حيث قال .ذهابي للكاتدرائية للتهنئة وكلامي مع المصلين هو تصويب لخطاب سائد ولا تتصور التأثيرات غير المحدودة على المصريين وغير المصريين. وعن مسألة ترميم الكنيسة البطرسية شدد الرئيس على أن انتهاء العمل من الترميم لإقامة صلاة عيد الميلاد فى موعدها بها أبلغ رد فهذا هو .أقل شيء يمكن تقديمه بعد الضرر الذي حدث، مؤكدا أن الأخذ بالثأر يكون بالبناء والتعمير، وعودة الناس للصلاة فى الكنيسة فى العيد. وعن تجديد الخطاب الديني، قال السيسى إننا قد حركنا مياها راكدة لم يكن أحد يقترب منها، مشيرا إلى أن هناك تغيرا حقيقيا فى قلوب وعقول الناس، فالناس لا تأخذ الأمور على إطلاقها، وأصبح هناك تدبر لفهم الدين أكثر من ذي قبل.. لذا أقول إنه سيخرج من مصر نور حقيقى للمواطنة واحترام عقائد الآخرين وعدم الإساءة للديانات الأخري. وعن سير الحرب ضد الإرهاب، قال السيسى الحرب على الإرهاب فى مصر وفى المنطقة هى حرب ضروس لا تقل عن الحروب التقليدية بل أشد، موضحا أن الحرب ضد الإرهاب التي يزيد عمرها على 3 سنوات ونصف سنة لم يشعر بها الشعب على غير ما كان فى أثناء حرب الاستنزاف حين توقفت التنمية وكانت كل الموارد مكرسة للحرب. وقال إن المواجهة من جانبنا متطورة وتتغير بتغير أساليب جماعات الإرهاب لكن حجم ما هو موجود الآن لا يقارن بما كان موجوداk منذ عامين ونصف عام. وحول تدشين الأسطول الجنوبي ورفع علم مصر على الحاملة .جمال عبدالناصر، قال السيسى إن الأمن القومى العربي في حالة انكشاف أدت إلى فراغ كبير أغرى منظمات متطرفة وقوى إقليمية بملء الفراغ وهو ما استدعى أن تتلاءم جهودنا وتتوازى مع هذا التحدي لملء الفراغ وتحقيق توازن القوي. وبشأن مواجهة الفساد، قال الرئيس: إن لديه تصميما على مواجهة الفساد وإنه لا يوجد عنده شيء اسمه "عش دبابير" لا أضع يدى فيه وأى واحد فاسد سنحاسبه ونحاكمه ولا أحد على رأسه ريشة ولا نتستر على فساد أحد مهما يكن مركزه ونتخذ الإجراءات القانونية. وعن مرور 6 سنوات على ثورة 25 يناير، قال السيسى إن الثورة مثلما كانت لها مكاسب كانت لها تحديات.. ولابد أن نقبل الاثنين معا، والمشكلة أننا نريد أن نأخذ من كل شيء حده الأقصى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ونظلم بذلك الدولة والتجربة. وأكد الرئيس أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. وتطرق الرئيس إلى الإعلام فقال إن صدر الدولة يضيق من الإعلام الذي ليس إعلاما والذي يبتعد عن المهنية والموضوعية وينشر الإحباط، مؤكدا أنه فى كل الأحوال لن يلجأ إلى الإجراءات الاستثنائية أو العقابية. وحول أولوية إصلاح التعليم، قال السيسى إنه يحتاج إلى سنوات طويلة من أجل تحقيق النهضة التي نرغبها فى العملية التعليمية من حيث المعلم والبنية البشرية العلمية والمناهج والمنشآت وغيرها، مشيرا إلى أن العمل مستمر للإعداد للمؤتمر القومى للتعليم. وعن تقييم أداء الحكومة، قال الرئيس إن الناس تقيم الحكومة وفقا للظروف والأسعار، واصفا الحكم بتلك الطريقة بأنه غير منصف بسبب المسئولية وصعوبة المهمة فى الظروف الراهنة. وقال إن شريف إسماعيل رئيس الحكومة يتمتع بثقته، وهذه الثقة نابعة من العمل ومن الأداء والمتابعة والتقدير للمهمة وأمانة المسئولية. وكشف الرئيس عن إجراء تعديل وزاري، وقال إنه "قريب جدا" وإنشاء مجلس جديد للشئون السياسية الداخلية والخارجية ضمن المجالس الاستشارية فى الرئاسة. وعن علاقات مصر الدولية والوضع الإقليمي، قال السيسى إنه سيكون هناك تفاهم أكبر واستعداد للتعاون وتنسيق أعمق مع إدارة دونالد ترامب وهناك إشارات إيجابية حول التعاون فى قضية الإرهاب من خلال تبادل الخبرات والمعلومات وإمدادنا بمعدات. كما قال السيسى إنه يلمس تطورا كبيرا فى العلاقات المصرية الروسية ولا يمكن تسمية ما يجرى بشأن عودة رحلات الطيران بالاستغراب من الموقف الروسي ولكنه .العتب وهذا ناجم عن الشخصية المصرية بما لها من .عشم فى تصرفات الآخرين. وأوضح الرئيس أن هناك قناعة أوروبية حقيقية بأهمية التعاون مع مصر والتنسيق معها خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب. ومن المقرر أن تقوم المستشارة الألمانية بزيارة مصر فى مارس المقبل. وعن الجهود المصرية لإنهاء الأزمة الليبية، قال السيسى إن جهود مصر مستمرة وهدفنا مازال هو وحدة ليبيا وتحقيق إرادة الشعب والمسار هو دعم الجيش الوطنى من أجل مكافحة الإرهاب وحماية الشعب واحترام الشرعية واتفاق الصخيرات. وحول تطورات الأزمة السورية ومشاركة مصر فى مؤتمر "آستانة" بشأن هذه الأزمة، قال السيسى إن موقف مصر واضح ولم يتغير من سوريا، ولو وجودنا سيسهم فى مؤتمر .آستانة "فى حلحلة" الموضوع فسنشارك فيه للخروج من المعاناة الرهيبة التى يعيشها الشعب السوري. واختتم الرئيس السيسى حديثه الممتد مع رؤساء تحرير الصحف القومية، مؤكدا أن أولوياته هي مصر وشعبها، وأن التحدى يكون – سواء – في النهوض بالتعليم أو الصحة أو تعميق الوعى أو تعزيز الأمن أو الارتقاء بالاقتصاد ومعيشة المواطنين.