أسطورة من الجمال الممزوج بالحزن لم ير فيها العالم سوى عيونها الملائكية الحزينة ولو عرفوا ما فى قلبها لأدركوا كم كانت حياتها صعبة إنها "فرجينيا السينما المصرية" وأجمل من أنجبت شاشة الأبيض والأسود .. أجمل فتاة في المدرسة ولدت ليلى فوزي في تركيا 1923 فى تركيا .. والدها تاجر القماش السوري محمد فوزي إبراهيم الذي كان يملك محالا تجارية في القاهرة ودمشق وإسطنبول وأمها حفيدة قيصر لي باشا أحد قادة الجيش التركي إبان حكم سلاطين آل عثمان وكانت تعيش مع عائلتها فى القاهرة والتحقت بمدرسة الراهبات بحى شبرا. كان الأب يرفض تماما فكرة عمل ابنته في مجال الفن والتمثيل لكنه وافق بناء على إلحاح صديقه الذي كان يرى فيها موهبة شابة جديدة تستحق التبني وهكذا كانت البداية وصولاً إلى فيلم "ممنوع الحب" بصحبة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب الذي كان نقطة فارقة في حياتها لتنهال عليها عروض الأفلام الخاصة. وحصلت فوزى على لقب ملكة جمال مصر 1940 في مدرستها ما جعل صورتها تظهر على غلاف إحدى المجلات آنذاك واتجهت إلى الفن كهاوية في مدرسة قاسم وجدي لإعداد الوجوه الشابة الذي كان صديقا لوالدها وأقنعه بظهورها معه في فيلم "مصنع الزوجات" عام 1941. تميزت ليلى فوزي بملامحها الجميلة وعيونها الزرقاء وتعتبر من أجمل الفنانات التي ظهرت على شاشة السينما المصرية حيث اختيرت من قبل مجلة في أربعينيات القرن العشرين. وبرعت فوزي في تقديم البنت الأرستقراطية بجدارة وساعدتها ملامحها المميزة كما تنوعت أدوارها بين الخير والشر لتثبت أنها فنانة موهوبة قادرة على تغيير جلدها ببراعة فيما عملت مع أبرز المخرجين والفنانين مثل أنور وجدي وفريد الأطرش ونالت شهرة كبيرة وحققت نجاحا جماهيريا وكانت نجمة شباك وفقا لكلام الموزعين. والدها رفض زواجها من أنور لأنه ممثل كان الاثنان لبعضهما الحب الأول وبينما لم يرغب "أنور" فى الزواج من أى امرأة قبلها او بعدها كان لوالد "ليلى فوزى" رأى آخر حيث رفضه بحجة أنه ممثل وفضل عليه المغنى عزيز عثمان خوفا على ابنته من معجبات أنور الكثيرات. مغنى "بطلودا واسمعوا ده" كان متزوجا من جميلة الجميلات ليلى فوزى..!! لم تكن ليلى فوزي محظوظة في الحب والحياة الأسرية فقد تزوجت من صديق والدها الفنان "عزيز عثمان" الذى كان يتردد على منزلهم دائما وكانت ترى فيه الأب لكنه طلب زواجها ووافق عليه والدها برغم أنه يكبرها ب30 عاما فوافقت ليلى لكي تتخلص من تحكم والدها فيها ظنا منها أنها ستنال حريتها إلا أن عزيز عثمان شد الخناق عليها مثل أبيها وغيرته الجنونية عليها وزادت الخلافات والمشاكل. طلقت من عزيز عثمان من أجل عيون وجدى ولأن الحب الصادق فقط هو ما يخلق زواجا ناجحا فشلت ليلى فوزى أو أنور وجدى فى الزواج من عزيز عثمان وليلى مراد على الترتيب حيث طلبت ليلى الطلاق من عزيز للرجوع إلى حب عمرها وهو ما حدث فعلا حيث تزوجا بعد انفصالهما عن أزواجهما فورا. حزن على فقدان بصره لأنه لن يستطيع رؤية "ليلى" قبل رحيله بأيام تسبب سوء حالة "أنور وجدى" الصحية وإصابته بسرطان المعدة فى فقدان بصره وبالرغم من الألم الشديد والبكاء المتواصل الذى كان يعيش فيه، إلا أن قلبه هو الذى كان مجروحا فعلا لأنه لن يستطيع رؤية حب عمره "ليلى فوزى" ويمتع عينه بجمالها بعد ذلك. آخر كلمة نطق أنور بها لليلى "أنا أول مرة أحب بجد" "خليك معايا أنا أول مرة أحب بجد" بهذه الكلمات التقط وجدى" آخر أنفاسه وهى يشهد بحبه ل"ليلى" وأخذ يبكى ودموعه الساخنة تنزل على يدها فى مشهد لم تستطع كل الأفلام الرومانسية وقصص الحب الجبارة استيعاب رقته. رحل بعد 4 شهور فقط من زفافهما بعد شهر عسل خيالى بين القاهرة والسويد رحل "أنور وجدى" عن العالم تاركا زوجته وحب عمره "ليلى فوزى" وراءه والتى افترقت عنه حيا وميتا تاركاً فى قلبها جرحا عميقا لم تستطع الشفاء منه بعد ذلك. الإذاعي الذي أجبر ليلى فوزي على الاعتزال الإذاعي اللامع جلال معوض والذي ألقى بيان ثورة يوليو 1952 ثم اشتهر بعد ذلك بتقديم الحفلات الغنائية لكوكب الشرق أم كلثوم وحفلات الربيع لعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وكذلك الاحتفال بالعيد السنوي للثورة. معوض ارتبط بصداقات عديدة بالفنانين في ذلك الوقت مثل عبدالحليم حافظ والموسيقار محمد عبدالوهاب وكذلك مع بعض فنانات الزمن الجميل و أبرزهم على الإطلاق هي الفنانة ليلى فوزي التي لم تستمر صداقتهما طويلاً حيث قررا الزواج. الإذاعي الثائر تزوج من ليلى في 23 يناير عام 1960 وهو ثالث أزواجها بعد عزيز عثمان وأنور وجدي ورافقته طوال رحلة حياته فكانت بذلك هي سر كل النجاحات التي حققها بعد الزواج، كما تحملت الكثير معه خاصة بعد أن ترك الإذاعة وسافر إلى ليبيا عام 1971. لم يكن أحد يتصور أنها كفنانة تستطيع أن تعيش في تلك الظروف بعيداً عن الأضواء ويقول معوض أنها بقيت بجانبه حتى عادا إلى القاهرة فلم تكن لها صلة بأحد في ليبيا سوى مجتمع سفارتنا وكانوا يقضون معا كل يوم جمعة ولم يصبها الملل من تركها للشهرة والعمل أمام عدسات الكاميرات. الطريف في علاقة معوض بزوجته ليلي أنه ذكر في أحد أحاديثه أنه لم يشاهد أى من أفلامها أو مسلسلاتها التليفزيوني، ولم يتدخل في اختيار أدوارها، وأن الفيلم الوحيد الذي شاهده لها كان "الناصر صلاح الدين" عام 1963 وكانا حديثي عهد بالزواج. ليلى تحملت معه الكثير، وهو بدوره يدين لها بالفضل فقد كانت زوجة مثالية حريصة على توفير كل وسائل الراحة في البيت إلى جانب أنها طباخة ماهرة وأنها كانت الزوجة الفخورة بكل إنجازاته الإذاعية كما يروي جلال معوض. فريجينيا .. جميلة الجميلات من أشهر أدوار ليلى فوزى على الإطلاق دورها فى فيلم "الناصر صلاح الدين" للمخرج يوسف شاهين 1963 الذى لعبت فيه دور الأميرة الصليبية فريجينيا التى تتآمر للإيقاع بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد وتسعى إلى تحقيق طموحها بالتربع على عرش القدس وكان دورها فى هذا الفيلم وراء إطلاق لقب "جميلة الجميلات" عليها وهو اللقب الذى ظل مرتبطًا بها حتى وفاتها. https:// واشتهرت ايضا ليلى فوزى بدور المرأة الغاوية التى تسقط الرجال فى شباكها والمرأة الأجنبية الجاسوسة فى عدد من الأفلام منها "بورسعيد" و"من أجل امرأة" المقتبس عن الفيلم الأمريكى "تأمين مزدوج" و"الدخيل" و"ضربة شمس". تخليد قصة حبها لانور وجدى حاولت ليلى فوزى تخليد قصة الحب هذه فى فيلم بعنوان "طريق الدموع" وذلك بعد سنوات من الاعتزال حزنا على أنور وجدى ولعبت ليلى فوزى فى هذا الفيلم شخصيتها الحقيقية فى الحياة وقصة حبها لأنور وجدى الذى جسد دوره الفنان كمال الشناوى ويعد هذا من أول أفلام السيرة الذاتية فى السينما العربية منذ السبعينات. تكريمات حصلت ليلى فوزي على العديد من الجوائز خلال مشوارها الفني الطويل واللامع منهم: جائزة عن دورها في فيلم "ضربة شمس" من قبل جمعية كتاب ونقاد السينما كما كرمها "مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي" في دورته ال19 في عام 2003 وكان آخر تكريما لها من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال28 عام 2004. رحيلها وفي ختام حياتها رفضت ليلى بيع مذاكراتها في إحدى القنوات الفضائية نظير مبلغ كبير من المال وبعد صراع طويل من المرض توفيت اميرتنا الجميلة في إحدى مستشفيات القاهرة وشيعت جنازتها من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين في حضور شعبي وفني كبير.