يقول محللون انه يبدو ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف في سبيله للفوز بتفويض جديد في الانتخابات التي تجري في السادس من الشهر المقبل وتركه منصبه كقائد للجيش بعد ذلك بقليل غير ان بقاءه في السلطة يتوقف على عثوره على حلفاء سياسيين جدد. وتراقب الولاياتالمتحدة والدول الغربية تحول باكستان لقدر اكبر من الديمقراطية وتعتمد هذه الدول على مشرف لدعم تدخلها العسكري في افغانستان وحربها ضد القاعدة. وأمس الاول رفضت لجنة الانتخابات اعتراضات من منافسين على ترشيح مشرف بعد يوم من رفض المحكمة الباكستانية العليا طعونا على سعي الرئيس برويز مشرف لاعادة انتخابه وهو لا يزال يشغل منصب قائد الجيش. ورغم تراجع شعبية مشرف في ستة اشهر منذ محاولته غير الحكيمة الاطاحة بكبير القضاة فان الاغلبية التي يتمتع بها الائتلاف الحاكم تضمن له الفوز في الاقتراع في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والمجالس المحلية. ويقول حسن عسكرى رضوي وهو محلل في لاهور "ربما يفوز الجنرال مشرف في الانتخابات ولكن مستقبله السياسي غير مؤكد." ومن المقرر حل البرلمان بحلول منتصف كانون الثاني المقبل لاجراء انتخابات عامة في منتصف الشهر نفسه ، ومن المتوقع ان يفقد عدد كبير من الساسة ممن انضموا للبرلمان تحت مظلة مشرف بعدما استولى على السلطة قبل ثمانية اعوام مقاعدهم. ويقول محللون ان مشرف سيكون مهددا بصورة اكبر بعدما يفي بتعهده بترك الجيش الذي حكم البلاد لما يزيد عن نصف تاريخها منذ تاسيسها قبل ستين عاما وذلك في غياب قاعدة سياسية قوية يستند اليها. ويقول طلعت مسعود الجنرال المتقاعد والمحلل "حين يخلع زيه العسكري سيرى مركز السلطة يتحول نحو قائد الجيش الجديد. سيواجه تهديدا اكبر سياسيا ومن الجيش ايضا."وينبغي ان يتأكد مشرف من اضفاء مصداقية على فوزه المتوقع في الانتخابات من الاحزاب المعارضة والا واجه تحديا من البرلمان الجديد لسلطاته. وينوي انصار نواز شريف الاستقالة من المجالس غدا الى جانب ممثلي الاحزاب الدينية واحزاب أصغر. وكان شريف رئيسا للوزراء حين اطاح به مشرف في عام 1999 وأمر مشرف بترحيله حين عاد للبلاد من المنفى في العاشر من الشهر الماضي ولكن الانظار مسلطة على ما سوف تفعله رئيسة الوزراء بنظير بوتو التي تعيش في منفى اختياري. فحزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه اكبر حزب معارض في البلاد ورغم ان اعضاء الحزب في البرلمان لن يصوتوا لمشرف اذ انهم تقدموا بمرشح عن الحزب غير ان مشاركتهم ستضفي على الانتخابات شرعية أكبر. واجرى مشرف وبوتو محادثات بشان اتفاق محتمل للمشاركة في السلطة بعد الانتخابات يتيح لها ان تصبح رئيسة للوزراء للمرة الثالثة ولكن لم يتوصلا لاتفاق بعد. وتنوي بوتو انهاء اقامتها في المنفي طيلة ثمانية اعوام والعودة لباكستان في 18 اكتوبر رغم قضايا الفساد المرفوعة ضدها. وينظر اليها ومشرف كزعيمين تقدميين سيحاولان منع باكستان من السقوط في براثن مسلمين محافظين ومحاربة مقاتلي القاعدة الذين يحاولون زعزعة استقرار البلاد من معاقل في المناطق القبلية على الحدود مع افغانستان. ولكن ثمة شكوكا بشان المدة التي يمكن تتعاون خلالها هاتين الشخصيتين القويتين. ولمحت الصحف الى ان مشرف يحاول حل تحالف اسلامي مؤلف من ستة احزاب بمحاولة ضم اكبر اعضائه الى صفه. وتتمتع جمعية علماء الاسلام بقيادة فضل الرحمن بنفوذ كبير في المناطق الحدودية حيث يقاتل الجيش الباكستاني القبائل الموالية لطالبان. ويتحمل مشرف شخصيا مسؤولية عزله نفسه فبعد استيلائه على السلطة همش الاحزاب السياسية الرئيسية ليفسح مساحة لنمو وازدهار حلفائه المحافظين والاحزاب الدينية. ويقول نجم سيثي رئيس تحرير ديلي تايمز ان عهد مشرف قد يكون ولى مالم يبرم اتفاقا مع بوتو وفضل الرحمن. وتابع "اذا ابدى الحزبان السياسيان الكبيران استعدادا للعب الكرة معه فلن يواجه مشكلة خطيرة." وأضاف "اذا لم يحدث واتجه الحزبان للجماعات المعارضة فسيكون من الصعوبة عليه بمكان البقاء. "رويترز".