أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب مسؤوليته عن هجومين انتحاريين اسفرا عن مقتل 57 شخصا على الاقل في الجزائر خلال اليومين الماضيين في بيان نشر على الانترنت يوم السبت. وقال البيان ان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي مسؤول عن تفجير شاحنة ملغومة في ثكنات خفر السواحل في دلس شرقي العاصمة الجزائر يوم السبت وعن هجوم في مدينة باتنة قبل اقل من 48 ساعة. وقال البيان ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان هو الهدف المقصود اصلا من الهجوم في باتنة الواقعة على بعد 430 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة الجزائر ولكن المهاجم اضطر لتفجير قنبلته قبل الاوان بعد اكتشافه قبيل فترة وجيزة من زيارة مقررة لبوتفليقة. وفجر المهاجم نفسه وسط حشد كان ينتظر رؤية بوتفليقة مما ادى الى قتل 20 شخصا. وقال البيان الذي نشر على موقع اسلامي على الانترنت "ونحن نؤكد أن العدد الكبير من الضحايا فى هذه العملية هم من قوات الامن و الشرطة على عكس ما تداولته وسائل الاعلام الرسمية ونؤكد على أن شهيدنا لم يتقصد اخوانه المسلمين المتواجدين هناك." واضاف البيان الذي لم يتسن التأكد من صحته ان اثنين من مقاتلي القاعدة نفذا العمليتين "للدفاع عن أمة الاسلام وعن دين الاسلام." وقد استخدمت شاحنة معبأة بثمانمائة كيلوجرام من المتفجرات في التفجير الذي وقع يوم السبت على ثكنات خفر السواحل في ميناء دلس الواقع على بعد 100 كيلومتر شرقي الجزائر العاصمة. ودمر الانفجار الثكنات وقال مصادر مستشفيات انه ادى الى سقوط 37 قتيلا . ورأت الحكومة ان الهجوم محاولة لتقويض جهودها لانهاء 15 عاما من العنف السياسي. وقال ساكن يدعى سعيد حمداوي (28 عاما) يوم السبت "سمعت انفجارا قويا نحو الساعة الثامنة صباح اليوم واكتشفت أنه استهدف ميناء المدينة ثم سمعنا أصوات سيارات الاسعاف." وكثفت دول شمال افريقيا جهود التنسيق الامني في الاونة الاخيرة للتصدي لجماعات مسلحة تسعى لاقامة حكم اسلامي في المنطقة التي تقع جنوب أوروبا والتي تعتمد الى حد كبير على صادرات النفط والغاز والسياحة. وكان أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة قد قال في شريط فيديو اذيع على شبكة الانترنت في يوليو انه لا يوجد سبيل واحد للتغيير لكن القوة يجب ان تكون عنصرا في السعي من اجل التغيير سواء من خلال انقلاب عسكري أو انتفاضة شعبية أو عصيان مدني ضد الحكومات الفاسدة. وقال شهود ان انفجار دلس دمر الثكنات الخشبية والحق اضرارا بعدة منازل مجاورة كما حطم نوافذ الابنية في الشوارع المجاورة، وأغلق جنود مسلحون ببنادق الية المنطقة المحيطة بمكان الهجوم. ودعت السلطات الجزائريين الى الخروج في مسيرات من أجل السلام في جميع أنحاء البلاد يوم الاحد. وفي نيويورك أدان سفير فرنسا لدى الاممالمتحدة جان موريس ريبرت الذي يرأس حاليا مجلس الامن الدولي الهجوم. وكان مجلس الامن المؤلف من 15 دولة قد أدان هجمات باتنة. وقال ريبرت "لابد من تجديد هذه الادانة بقوة بعد هذا الهجوم الارهابي المروع الذي وقع في دلس". ونشب الصراع في الجزائر عام 1992 بعد أن الغت السلطات المدعومة من الجيش انتخابات برلمانية كان الاسلاميون على وشك الفوز بها. وخشيت السلطات من نشوب ثورة اسلامية. وتشير التقديرات الى أن ما يصل الى 200 ألف شخص قتلوا.