أصر رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني اليوم الجمعة على ان تشكيل ائتلاف كبير بين تحالفه المحافظ ويسار الوسط هو السبيل الوحيد لإنهاء حالة الجمود السياسي الناجمة عن انتخابات غير حاسمة في البلاد.ولم تبرز أي كتلة سياسية في انتخابات 24-25 فبراير فائزة بأغلبية برلمانية واضحة. ويسيطر يسار الوسط الذي فاز بالسباق بفارق بسيط على أحد مجلسي البرلمان فقط.يذكر أن الرئيس جورج نابوليتانو يجرى جولة جديدة من المشاورات مع قادةسياسيين اليوم بعد يوم من فشل جهود زعيم يسار الوسط بيير لويجي برساني لحشد اغلبية. وكان برلسكوني أول من يلتقي بالرئيس الإيطالي.وقال انه أمر منطقي ويصب في مصلحة البلاد أن يتحالف ائتلافا برساني و برلسكوني, مع الأخذ بالاعتبار أن ثالث أكبر كتلة في البرلمان حزب حركة النجوم الخمس الاحتجاجية استبعدت التعاون مع الآخرين. وقال برلسكوني انه مستعد لدعم برساني رئيسا للوزراء ورفض إمكانية تشكيل حكومة تكنوقراط أخرى, على غرار الحكومة المنتهية ولايتها بقيادة مفوض الاتحاد الأوروبي السابق ماريو مونتي.وقال الزعيم المحافظ إنه بمجرد تشكيل الحكومة, فإنه سيكون منطقيا ليسار الوسط ويمين الوسط أن يناقشا معا من ينبغي أن يكون الرئيس المقبل لإيطاليا نظرا لأن فترة رئاسة نابوليتانو تنتهي في مايو. وقال ميجيل جوتور أحد مساعدي برساني لصحيفة كورييرا ديلا سيرا إن جانب برلسكوني عرض صفقة تبادل دعم حكومة يقودها برساني في مقابل دعم يسار الوسط لشخص محافظ كي يكون الرئيس القادم للدولة.وقال جوتور إن برساني كان محقا في رفض الصفقة. ولا يزال من المقرر أن يلتقي نابوليتانو بحركة النجوم الخمس و ائتلاف الوسط بزعامة مونتي وكذلك تيار اليسار وحزب الحرية والحفاظ على البيئة وهو حليف يساري لبرساني وبرساني نفسه قبل أن يعلن قراره بشأن من يجب ان يشكل الحكومة.وإذا لم يتم التمكن من حل هذا المأزق فإنه قد تتم الدعوة الى اجراء انتخابات جديدة. ولكن لا يمكن أن يحدث هذا حتى ينتخب البرلمان خليفة لنابوليتانو. ومن المتوقع ان يبدأ نواب التصويت على اختيار رئيس للبلاد في 18 ابريل. وأشارت استطلاعات أخيره للرأي أن العودة إلى الانتخابات مجددا قد ينتج عنه فرصة ضئيلة بفوز برلسكوني أو برلمان معلق آخر ما لم يتم تغيير قانون الانتخابات. وقد أحدثت حالة عدم اليقين السياسي في الدولة صاحبت ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو هزة في الأسواق.وتم إغلاق سوق المال في ميلانو اليوم, ولكن يوم امس الخميس ارتفع الفارق بين عائد السندات الإيطالية التي تمتد لعشر سنوات ونظيرتها الألمانية مؤشر رئيسي على المخاطر في منطقة اليورو إلى 360 نقطة وهو أعلى مستوى لها في ستة أشهر قبل أن ينخفض إلى ما دون 350 نقطة في فترة ما بعد الظهر.