صرح الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة واستصلاح الاراضي الخميس بأن الوزارة لديها خطة للاستفادة من مياه الصرف المعالج بالتنسيق مع عدد من الوزارت المعنية والمحافظات للتوسع فى زراعات الأشجار الخشبية لإنتاج الوقود الحيوى. واوضح ان مصر تمتلك حاليا حوالى 11 ألف فدان غابات وضعت مصر على خريطة الدول المنتجة للأخشاب. وأكد وزير الزراعة -خلال الاحتفال باليوم الدولي للغابات بوادي النطرون في البحيرة والذي حضره مجاهد عشوري ممثل منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة "فاو" فى مصر- أنه تم وضع خطة للتوسع فى إقامة الغابات الخشبية للاستفادة من مياه الصرف الصحى والتخلص الآمن منها للحد من وصولها إلى المجارى المائية ونهر النيل. ولفت الى أن منظومة الغابات تحد من معدلات التصحر وتقلل من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على مصر. وقال إن الحكومة تدرس حاليا إنشاء هيئة عامة للغابات تتولى إدارة الغابات الشجرية فى مختلف المحافظات بدلا من تضارب جهات الإشراف عليها بما يحقق تنفيذ خطة التوسع فى مساحاتها إلى 250 ألف فدان بدلا عن 11 ألف فدان حاليا تساهم فى إنشاء حزام أخضر لحماية الدلتا ووادى النيل. وأضاف الوزير أن خطة الحكومة للتوسع فى الغابات الخشبية تستهدف الحد من الآثار السلبية للصرف الصحى وعدم وصولها إلى المجاري المائية قائلا أننا نسعى للاستفادة من 6 مليارات متر مكعب من مياه الصرف الصحى فى زراعة هذه الغابات التى تحد من مخاطر الآثار السلبية للتغيرات المناخية على مصر والاستفادة من التجربة التركية فى إقامة كيان إقليمى للإدارة المتكاملة للغابات فى منطقة الشرق الأوسط وإنشاء بنك للأصول الوراثية للغابات الشجرية لضمان استدامتها. وأشار مجاهد عشورى ممثل "فاو" في مصر إلى الدور الجوهري الذي تلعبه الغابات فى الاقتصاديات الوطنية والعالمية وكذلك الى الخدمات والمنتجات التي لاتقدر بثمن التي توفرها للبيئة وللبشرية لافتا الى الدور الاستراتيجي الذي تلعبه زراعة الغابات فى مصر فى لحماية التربة والمياه. ولفت الى ما تتعرض له الغابات فى إقليم الشرق الأوسط من خطر حيث يقل الغطاء الحرجي ممزوجا بانتشار ندرة المياه مع الخطر الذي يبدو بتغير المناخ جاعلا الغابات الطبيعية والمزروعة على وجه الخصوص معرضة للتدهور فى المستقبل. وأوضح عشوري أنه يمكن التخفيف من أثر هذه التهديدات من خلال زراعة المزيد من الأشجار كمساهمة في تحسين موارد المعيشة والأمن الغذائي ولكن أيضا استجابة للمتطلبات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المتعددة التي يتسم بها الإقليم. وفي السياق ذاته، أوضح المهندس سيد خليفة رئيس قطاع التشجير بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي أن هناك تعاونا مصريا دوليا فى مجال إنشاء الغابات لكنها تحتاج إلى إنشاء شبكة عمل إقليمية تشمل مصر وتونس والجزائر والمغرب من أجل تجديد الغابات الموجودة فى تلك الدول باستخدام مياه الصرف المعالجة. وأكد أن زراعة الغابات الشجرية فى مصر تحقق الكثير من الأهداف من بينها الاستغلال الآمن لمياه الصرف الصحى المعالج ومكافحة التصحر والحد من التغيرات المناخية وإنتاج أخشاب عالية القيمة وتوفير فرص عمل حقيقية والحد من الفقر وإقامة مناطق خضراء وحماية الأراضى الزراعية من الرياح والأتربة وإنتاج الوقود الحيوى من أشجار وشجيرات مثل الجاتروفا والجوجوبا. وأوضح أنه تم استيراد شتلات لأنواع محسنة وعالية القيمة من أشجار الأخشاب مثل الكافور والسرو والجازورينا والنيم والكايا والماهوجنى والترمناليا والحور والصنوبر وتم تجربة زراعتها فى مصر وحققت نجاحا كبيرا.