رغم مرور ثلاثة سنوات على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (ابوعمار)، والشكوك التي حامت حول ظروف وأسباب وفاته،لا يزال طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي مصراً على «قناعته الأولى» بأن الرئيس الراحل توفي مسموماً. قال الكردي، وهو وزير صحة أردني سابق، ل«يونايتد برس إنترناشونال»: «كنت أول من أكد تعرض الرئيس أبو عمار للتسمم ما أدى إلى وفاته، ورغم مرور ثلاثة سنوات على ذلك، مازلت مصراً على موقفي.. ومازلت على القناعة نفسها.. الرئيس مات مسموماً». تصادف في 11 نوفمبر الحالي الذكرى الثالثة لوفاة الزعيم الفلسطيني، الذي قاد حركة فتح والثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها في العام 1964، وأضحى واحداً من أهم الشخصيات السياسية المؤثرة في المنطقة بعد وفاته، شكلت السلطة الفلسطينية لجنة للتحقيق في أسباب الوفاة، إثر تدول الأنباء عن احتمال اغتياله مسموماً، لكنها لم تعلن عن أي جديد فيما يتعلق بأسباب الوفاة. وكان عرفات، الذي حاصرته القوات الإسرائيلية في مقر إقامته برام الله(المقاطعة) منذ العام 2002، تعرض لمتاعب صحية في الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر من العام 2004، وفشل الأطباء الذين توافدوا على مقر المقاطعة من كل من مصر وتونس في معرفة سبب مرضه المفاجئ، إلى أن تقرر نقله للعلاج في مستشفى بيرسي العسكري في العاصمة الفرنسية، باريس، حيث أعلن في تاريخ 11 من نوفمبر من العام نفسه نبأ وفاته. وخلصت التقارير الطبية الفرنسية التي صدرت عن مستشفى بيرسي إلى القول أن جسم عرفات كان خالياً من أي نوع من السموم المعروفة. الكردي الذي كان طبيباً خاصاً لعرفات على مدى 18 عاماً، يعتقد أن التقارير الفرنسية لم تتمتع بالمصداقية، كما أن عمل لجنة التحقيق الفلسطينية لم يتم بشكل صحيح، وأنه «كان هناك عدم مصداقية واضحة في عملها». ويقول الكردي«عرضوا علي الانضمام إلى لجنة التحقيق التي شكلتها السلطة ولكني رفضت ذلك بشدة.. كيف يريدون مني أن أكون عضوا في لجنة تحقيق ولم يستدعوني للاطلاع على الوضع الصحي للرئيس عرفات إلا بعد ثمانية عشر يوماً على مرضه، بعدما فشل الأطباء التونسيون والمصريون من معرقة سبب مرضه». ويعتقد الكردي أن تأخر الاتصال به لمعاينة الرئيس كان متعمداً، وقال «كانوا في السابق يطلبونني كلما أصيب الرئيس بالرشح أو الإسهال.. الخ.. ولكن رغم علمهم بصعوبة وضعه الصحي لم يتصلوا في إلا متأخراً ..كما لم يطلبوا مني أن أرافقه إلى باريس .. ولم يقم أي من أطبائه الفرنسيين بالاتصال في رغم محاولاتي المتكررة للاتصال بهم، كوني طبيب الرئيس الخاص وأشرفت على علاجه لسنوات طويلة واعلم تماماً تفصيل تاريخه الصحي». وتابع أن «عرفات كان يعاني من تكسر الدم والسبب في ذلك يعود لأمرين، إما انه مصاب بالسرطان أو انه تعرض للتسميم». ويعتقد الكردي انه كان من المفروض أن تشكل لجان تحقيق في فرنسا لمعرفة السبب الحقيقي لوفاة عرفات.