قال باحثون إن عدد المواليد الاناث يزداد في بعض المناطق الكندية لأن ملوثات الديوكسين التي ينقلها الهواء تغير النسب الطبيعية للبنين والبنات حتى اذا كان مصدر التلوث على بعد عدة كيلومترات. وثبت في مناطق أخرى أن التعرض للديوكسين يرفع من معدلات الاصابة بالسرطان ومن مواليد الاناث. وقال باحثون في مركز انتر امريكاز للبيئة والصحة ان النتائج التي توصلوا لها ونشرت هذا الشهر تؤكد هذه الظاهرة في كندا. وذكروا ان الدراسة كشفت أن هناك مخاطر صحية للحياة على بعد 25 كيلومترا من مصدر التلوث وهي مسافة أبعد بكثير عما كان يعتقد في السابق. وعادة ما تكون النسبة هي 51 للذكور و49 للاناث. الا أن النسبة تغيرت في مدن وبلدات كندية تعرض فيها الاباء لملوثات من مصادر كمصافي البترول ومصانع الورق ومصاهر المعادن لتصبح 46 للذكور و54 للاناث. وقال جيمس ارجو أخصائي الجغرافيا الطبية الذي أشرف على الدراسة التي نشرت في دورية الجمعية الكيميائية الامريكية "اذا وجدت نسبة معكوسة للاناث والذكور وتريد أن تعرف السبب ابحث عن مصادر الديوكسين." وأضاف ارجو في مقابلة "في كل مدينة توجد بها هذه الصناعات... هناك احتمال لزيادة نسبة مواليد الاناث عن الذكور." وخلصت أيضا الدراسة التي استعانت بسجلات المواليد ومراجعة مصادر التلوث في كندا الى أن التعرض المبكر للديوكسينات وحتى على بعد 25 كيلومترا من مصادرها زاد من خطر الاصابة بالسرطان لاحقا في مجموعة من 20 ألف شخص خضعوا لمسح في التسعينات. وقال ارجو ان الدراسات السابقة ربطت بين الديوكسينات والاصابة بالسرطان واختلال التوازن بين الجنسين لدى من يعيشون على بعد خمسة كيلومترات من مصدر للملوثات. والديوكسينات هي مواد كيميائية سامة توجد بكميات صغيرة للغاية في الهواء والماء والتربة وفي بعض الاغذية. وفي كندا يعتبر حرق مخلفات المدن والمخلفات الطبية على نطاق واسع المصدر الرئيسي للديوكسينات الا أنها تأتي أيضا من الوقود وحرق الاخشاب ومولدات الكهرباء وأثناء انتاج الحديد والصلب.