وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى مطار قرب باريس مساء الأحد يرافقه الصحفيون الفرنسيون الثلاثة الذين افرجت عنهم تشاد ، بالاضافة الى اربع مضيفات جويات اسبانيات قامت طائرة ساركوزي بتوصيلهم الى مدريد قبل مواصلة رحلتها الى باريس . وقد توقفت طائرة ساركوزي التي كانت تقل الاوروبيين السبعة المفرج عنهم في قاعدة توريخون العسكرية الجوية الواقعة خارج العاصمة الاسبانية مدريد مباشرة ، حيث استقبل رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو المضيفات الاسبانيات. وكان هؤلاء المحتجزين ضمن 16 فرنسيا واسبانيا اعتقلوا قبل عشرة ايام اثناء محاولتهم نقل 103 اطفال افارقة جوا الى اوروبا ، ومازال عشرة اوروبيين اخرين في السجن ، ويواجه ستة من اعضاء جماعة ارش زويه الفرنسية اتهامات بالتحايل والخطف ، كما يواجه ثلاثة من أفراد طاقم طائرة أسبان اتهامات بالمساعدة في ارتكاب هذه الجريمة ، بالاضافة الى طيار بلجيكي. واعتقل هؤلاء الاوروبيون قبل اكثر من اسبوع في بلدة ابيشي بشرق تشاد قرب الحدود مع اقليم دارفور السوداني الذي تمزقه الحرب اثناء محاولتهم نقل هؤلاء الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين عام وعشرة اعوام جوا خارج البلاد ، واتهمت تشاد هذه المجموعة بمحاولة خطف الاطفال ولكن ارش زويه قالت انها كانت تعتزم وضع الاطفال الايتام من منطقة دارفور تحت رعاية اسر اوروبية للعناية بهم وان من حقها ان تفعل ذلك وفقا للقانون الدولي . وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد بحث في تشاد قضية الرعايا الأوروبيين المذكورين وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي مع الرئيس التشادي ادريس ديبي ان فرنسا لديها ثقة في الدولة التشادية والنظام القضائي التشادي ، ولكنه اضاف ايضا انه يفضل ان يحاكم الفرنسيون امام محاكم فرنسية وقال انه لا بد وان تجري مناقشات بين الهيئات القضائية للتوصل "خلال أسابيع لنتيجة تحترم العدالة التشادية وتعطي كل الضمانات لكل الاطراف ، العلاقات بين تشاد وفرنسا طيبة..وهذه المغامرة المؤسفة حقا ليس لها صلة بنشر القوة الاوروبية في تشاد." تجدر الاشارة الى ان لفرنسا -الدولة المستعمرة سابقا لتشاد- قوات في تشاد وستقدم نحو نصف ما يصل الى ثلاثة الاف جندي من الاتحاد الاوروبي سينتشرون في المنطقة الشرقية التي يسودها العنف خلال الاسابيع المقبلة لحماية اللاجئين السودانيين والتشاديين .