وسط أجواء هادئة مقارنة بتدشين ولايته الأولى قبل أربع سنوات ، يؤدي الرئيس الامريكي باراك اوباما، الذي اعيد انتخابه لمنصب رئيس الدولة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012 ، اليمين الدستورية 20 يناير/كانون الثاني، وذلك في القاعة الزرقاء بالبيت الابيض. وتعد تأدية اليمين اليوم الاحد هي الفيصل لان الدستور الامريكي ينص على ان يؤدي الرئيس اليمين يوم 20 يناير/ كانون الثاني. وبصفته الرئيس رقم 44 للولايات المتحدةيدخل أوباما التاريخ في آدائه لليمن ، حيث يصبح الرئيس الثاني بعد فرانكلين روزفلت الذى يؤدي اليمن 4 مرات، وسابع رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة يؤدي اليمين لولاية ثانية في يوم أحد يمثل عطلة أسبوعية. وستكون الاجواء مختلفة هذه المرة مقارنة بالمرة الاولى التاريخية التي أدى فيها اليمين أول رئيس أسود للولايات المتحدة ، فبعد ان يضع أوباما اكليلا من الزهور في مقبرة ارلنجتون الوطنية الاحد يؤدي اليمين القانونية رسميا في البيت الابيض ،في مراسم خاصة باستثناء حضور إعلامي مع جمهور صغير يضم أفراد العائلة. ويكرر أوباما هذا الإجراء غداً خلال مراسم عامة في الكونجرس، علماً أن أداء اليمين سيكون في المرتين أمام قاضي المحكمة العليا جون روبرتس الذي أشرف على ذلك عام 2009. وتقول وكالة رويترز للأنباء إن المعركة الانتخابية المريرة لعام 2012 ومعدل البطالة المرتفع والمعارك الحزبية بشأن السياسات النقدية اثرت على الحماس الذي كان احاط بأداء أوباما اليمين في المرة الاولى بعد ان حقق فوزا كاسحا تحت شعار التغيير في عام 2008 ليصبح أول رئيس أمريكي أسود. واستنادا الى التعديل ال 20 على الدستور الامريكي، فان صلاحياته كرئيس للدولة تنتهي في منتصف يوم 20 يناير/كانون الثاني، وبعد هذا الوقت تبدأ فترة صلاحياته كرئيس للبلاد لدورة ثانية. وتجري في هذا اليوم عادة مراسم تنصيب الرئيس. واستنادا الى المادة الثانية من دستور البلاد، يجب على اوباما ان يقول في اثناء اداءه اليمين الدستورية مايلي : "أنا (باراك أوباما) أقسم أنني سأنفذ بأمانة مهمات منصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسأبذل كل ما بوسعي من أجل صيانة وحماية دستور الولاياتالمتحدة، والذود عنه." ويضيف "ليساعدني الله في ذلك". وجدير بالذكر ان اوباما قبل اربع سنوات، اضطر الى اداء اليمين الدستورية مرتين امام جون روبرتس رئيس المحكمة العليا، لانه في المرة الاولى اخطأ رئيس المحكمة ومن بعده اوباما في قراءة نص اليمين الدستورية، مما اضطره الى اداءه في اليوم التالي في البيت الابيض، لكي لا يتمكن احد من الطعن في تحريف نص القسم الدستوري. وبموجب التقليد الذي بدأه جورج واشنطن، اثناء ادائه اليمين الدستورية في 30 ابريل/نيسان عام 1789 ، حيث وضع يده على الانجيل. واختار باراك اوباما لهذا اليوم، الانجيل الذي تحتفظ به عائلة زوجته ميشيل اوباما ، اما في اثناء مراسم التنصيب، فقد اختار انجيلين، احدهما ادى عليه اليمين الدستورية عام 1861 الرئيس السادس عشر للولايات المتحدةالامريكية، ابراهام لنكولن، قدمته مكتبة الكونغرس الامريكي. اما الانجيل الآخر فيعود الى المناضل مارتن لوثر كينغ، الذي ناضل من اجل الحقوق المدنية لمواطني امريكا السود، يقدمه نجل مارتن لوثر كينج. وينتظر ان يتضمن خطاب اوباما بالاضافة الى مهام ادارته خلال السنوات الاربع القادمة، المبادئ الاخلاقية والقيم الانسانية، التي يعتمد عليها ليس فقط التطور الاجتماعي، بل وادارة الدولة ايضا. وتستمر فعاليات تنصيب رئيس الولاياتالمتحدة، ثلاثة ايام، حيث بدأت يوم امس السبت، الذي اعلن يوما للعمل الطوعي في البلاد، حيث شارك الرئيس اوباما وزوجته ميشيل وابنتيه ماليا وساشا في العمل الذي نظم في احدى مدارس العاصمة. في حين شارك نائبه جو بايدن وزوجته جيل، في تغليف الهدايا المرسلة الى افراد القوات المسلحة الامريكية والمحاربين القدماء، الذي نظمته احدى المنظمات الخيرية.