دعت موسكو السبت الى البدء بعملية انتقالية سياسية في سوريا مؤكدة في الوقت عينه رفضها اي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية، وذلك غداة لقاء امريكي روسي مع الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي الى سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "برأينا ان الاولوية هي لوقف فوري لكل اعمال العنف واراقة الدماء وارسال المساعدات الانسانية الى السوريين بمن فيهم النازحون واللاجئون". واضافت انه "في الوقت عينه يجب اطلاق عملية انتقالية سياسية في سوريا يكون هدفها تضمين القانون المساواة في الحقوق المكفولة لكل المجموعات الاتنية والطائفية في هذا البلد". وتابع البيان "كما في السابق، نحن نشدد بكل حزم على ان المسائل المتعلقة بمستقبل سوريا يجب ان يعالجها السوريون انفسهم، بلا تدخل خارجي وبلا وصفات حلول جاهزة". وبعد اجتماع استغرق خمس ساعات مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف في مقر الاممالمتحدة في جنيف، قال الاخضر الابراهيمي متحدثا باسم الثلاثة "شددنا مجددا على انه من وجهة نظرنا لا حل عسكريا للنزاع". واضاف الابراهيمي "شددنا كذلك على ضرورة التوصل الى حل سياسي قائم على بيان جنيف" في حزيران/يونيو الماضي، و"الضرورة العاجلة لوقف اراقة الدماء والدمار واعمال العنف". ونص اتفاق مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الكبرى وتركيا ودول من الجامعة العربية) في جنيف على تشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات التنفيذية، من دون التطرق الى مصير الرئيس بشار الاسد. والاجتماع هو الثالث بين الاطراف الثلاثة، بعد اجتماع اول بين وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجي لافروف والابراهيمي في دبلن في السادس من كانون الاول/ديسبمر الماضي. وفي التاسع من الشهر نفسه، استضافت جنيف لقاء ثانيا بين بيرنز وبوجدانوف والابراهيمي. وعشية الاجتماع الثالث اتهمت سوريا الابراهيمي "بالانحياز" وشككت في بقائه وسيطا دوليا. واكدت موسكو السبت من جديد دعمها لمهمة السلام التي يقوم بها الابراهيمي واستمرار المحادثات الثلاثية. كما اكدت روسيا دعمها لخطة وضعت في جنيف في 30 حزيران/يونيو وتنص على تشكيل حكومة انتقالية تجمع كل اطراف النزاع. وقالت وزارة الخارجية "ننطلق من واقع ان هذه الوثيقة التوافقية تبقى صالحة والطريق الوحيد لتجاوز الازمة". وفي بيان منفصل، اشارت الخارجية الروسية الى ان بوجدانوف التقى في جنيف وفدا سوريا بقيادة المعارض ميشال كيلو. وقالت الوزارة انه "يتقاسمون الرأي بان المهمة الاولى هي وقف اعمال العنف فورا وبدء حوار وطني" بموجب بيان جنيف. وتعهد بوجدانوف بمواصلة "الاتصالات بوتيرة حثيثة" مع الحكومة السورية والمعارضة.