غيّر العلماء أسلوبهم في جهود مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة المعروف بالايدز ، وذلك من خلال تركيز بحوثهم على أنسجة تبدو واعدة في منع الفيروس من النفاذ إلى خلايا النظام المناعي البشري . و قد قرر الباحثون ان أغلب البحوث الحالية باتت تركز على منع الفيروس من اقتحام النظام المناعي بالتوازي مع الجهود التي تستهدف التوصل إلى عقار ناجع ، والهدف الجديد اطلق عليه العلماء (المستقبلCCR5) ، وهو نسيج حيوي يوجد على سطح الخلايا الليمفاوية يستخدمه فيروسHIV في احتلاله لسطح النظام المناعي .. قبل أن ينفذ إليه ويبدأ في الانشطار لتخليق نسخ منه . وقد قامت شركة امريكية بانتاج عقار فائق الجودة فى هذا المجال و هو Selzentry .. والذي أظهرت نتائج تمّ عرضها أثناء المؤتمر الطبي ال 47 حول العناصر المضادة للميكروبات في شيكاغو أنّه فعّال بطريقة واضحة إذا تمّ استخدامه على مدى 48 أسبوعا. وسبق ل (وكالة مراقبة الأدوية والأغذية) الأمريكية أن أجازت في أغسطس تسويق هذا العقار ، فيما يعدّ أول إجازة لعقار من الجيل الجديد منذ 10 سنوات .كما عرضت شركة اخرى نتائج بحوثها التي أظهرت نفس الأسلوب والنتائج .. تماما مثل شركات بريطانية قامت بتحوير الجين المسئول على (المستقبلCCR5) وتغيير شيفرته بما يبقي الفيروس لديه دون النفاذ إلى النظام المناعي . من جهة أخرى ، أظهرت آخر الدراسات أنّ ثمانية من بين كل عشرة مصابين بالإيدز في الدول النامية ما زالوا يجهلون إصابتهم ، الأمر الذي حفّز (منظمة الصحة العالمية) و(برنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز) اقتراح أن يتولى العمال في مجال الصحة أخذ المبادرة بعرض القيام بفحوص على من يطلب خدماتهم . وأصدرت الهيئتان دليلا للإرشاد والفحص حول المرض " بمبادرة من معالج في المستشفيات".ويطلب الدليل الجديد من موظفي الصحة في العالم أجمع أن يقترحوا على المرضى الذين يشكون في إمكان أن يكونوا حاملين لعوارض الإيدز القيام بفحص .وفي حال وجود "وباء عام" تعتقد المنظمتان أنّه سيكون من الأفضل " نصح جميع المرضى الذي يأتون إلى المستشفيات ويحملون أو لا يحملون الأعراض القيام بالفحص مهما كان السبب في مجيئهم إلى المستشفى " .وفي حال (وباء مركّز أو ممتد نسبيا) فإنّه يتعين على إدارات المستشفيات أن توجه العاملين في أقسام محددة - مثل أقسام السلّ والأمراض المنقولة جنسيا والصحة الإنجابية - بالقيام بهذه الفحوص . غير أنّ المنظمتين تشددان على ضرورة أن يكون الفحص - وفي جميع الأحوال - طوعيا وسريا وبموافقة وقبول المريض . والسؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بكيفية تعامل الدول الإفريقية مع مثل هذه الاستراتيجية الجديدة .. لاسيما أنّ غالبية المرضى هم من القارة .