صرَّح فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب -شيخ الأزهر الشريف- بأنه يؤيد مَساعي السلطة الفلسطينية في الحصول على صفة "مراقب في الأممالمتحدة" كخطوة على طريق تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويهيب بدول العالم المختلفة تأييد هذا المسعى؛ تأكيدا لحق الفلسطينيين المشروع في إنشاء دولتهم المستقلة، وتحقيقًا للسلم والأمن الدوليين. كما وجَّه فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف - كلمةً إلى المشاركين في الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني،الذي نظَّمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية، أشار فيها فضيلته إلى تضامن الأزهر الشريف مشايخه وعلمائه وطلابه ومؤسساته مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، لرفع الظلم والاضطهاد عنه لنيل حقوقه الإنسانية المشروعة، والتي ألقاها نيابةً عن فضيلته د. محمد جميعه، مدير عام الإعلام بالأزهر. وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن عروبة فلسطين تضرب بجذورها في أعماق التاريخ لأكثر من ستين قرنًا؛ حيث بناها العرب اليبوسيون في الألف الرابع قبل الميلاد، أي قبل عصر أبي الأنبياء إبراهيم - عليه السلام - بواحد وعشرين قرًنا، وقبل ظهور اليهودية التي هي شريعة موسى - عليه السلام - بسبعة وعشرين قرنًا. وذكر فضيلة الإمام الأكبر أنَّ احتكار القدس وتهويدها - في الهجمة المعاصرة - إنما يمثل خرقًا للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية التي تحرم وتجرم أي تغيير لطبيعة الأرض والسكان والهوية في الأراضي المحتلة؛ ومن ثَمَّ فإن تهويد القدس فاقد للشرعية القانونية، فضلاً عن مصادمته لحقائق التاريخ التي تعلن عروبة القدس منذ بناها العرب اليبوسيون قبل أكثر من ستين قرنا من الزمان. وأشار فضيلته إلى أن القدس ليست مجرد أرض محتلة، وإنما هي - قبل ذلك وبعده - حرم إسلامي ومسيحي مُقدَّس وقضيتها ليست فقط مجرد قضية وطنية فلسطينية أو قضية قومية عربية، بل هي -فوق كل ذلك - قضية عقدية إسلامية، وإن المسلمين وهم يجاهدون لتحريرها من الاغتصاب الصهيوني فإنما يهدفون إلى تأكيد قداستها، وتشجيع ذلك عند كل أصحاب المقدسات؛ كي يخلصوها من الاحتكار والتهويد الصهيوني. وذكر فضيلته أن الأزهر الشريف يناشد كل أحرار العالم أن يناصروا الحق العربي في تحرير القدسوفلسطين، كما يدعو عقلاء اليهود للاعتبار بالتاريخ الذي شهد على اضطهادهم في كل مكان حلوا به، إلا ديار الإسلام وحضارة المسلمين. وناشد فضيلته المنظمات المحلية والعالمية في عالمنا الإسلامي وفي جنبات الإنسانية أن تُعلِن موقفها واضحًا لعزل العدوان وفضح الكيان الصهيوني الذي لم يترك أحدًا في المنطقة دون استفزازٍ أو اعتداء. وفي ختام كلمته أكد فضيلته على ضَرورةِ إنهاءِ الانقسامِ الفلسطينيِّ على الفورِ بينَ الحركاتِ الوطنيَّةِ الفلسطينيَّةِ؛ لأنَّ الاتحادَ هو الطريقُ الوحيدُ للنصرِ وتحريرِ القدسِ من الصَّهاينةِ.