من المقرر ان تنظم شبكة التلفزة الامريكية “سي ان ان” وموقع “يوتيوب” على الانترنت اليوم الاثنين اول نقاش انتخابي لمرشحين في انتخابات الرئاسة الامريكية. وهذا النقاش سيزيح الستار عن حقبة جديدة في نهج السياسة الامريكية وسيظهر كأسلوب اضافي يتم اللجوء اليه لإعطاء ديناميكية للسباق الى البيت الابيض. وستصعد السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون ومنافسوها في المعسكر الديمقراطي اليوم الى منصة في كارولينا الجنوبية لمواجهة كم كبير من الاسئلة لا يوجهها خبراء سياسيون او مقدمو برامج مشهورون بل ناخبون من خلال موقع “يوتيوب” الالكتروني. ويعتبر هذا النقاش محاولة لطي صفحة المناظرات التلفزيونية المملة من خلال الغوص في الفضاء الافتراضي (سايبر سبايس). ووصف هذا الحدث بأنه سابقة في المعترك السياسي اذ يتم نشر مقاطع فيديو مقتضبة على موقع “يوتيوب” الالكتروني يسجل قسم كبير منها في غرف الجلوس او غرف النوم. وبات يقارن هذا الاسلوب الجديد بالأيام التي اطل فيها التلفزيون لأول مرة في المجال السياسي. وفي 1960 رأى المشاهدون ان المرشح الديموقراطي جون كينيدي اكثر حماسة وحيوية من منافسه الجمهوري ريتشارد نيكسون الذي لم يكن مظهره جذابا. وحتى الآن بعث الناخبون اكثر من 1700 مقطع فيديو الى موقع “يوتيوب” غالبا ما تكون جريئة او مؤثرة سيتم فرزها قبل النقاش المقرر اليوم وبثها على المرشحين الى الانتخابات الرئاسية. وفي احد مقاطع الفيديو تكشف كيم وهي من رواد شبكة الانترنت رأسها وقد فقدت شعرها من جراء العلاج من مرض السرطان وتتحدث الى المرشحين عن التكاليف الباهظة في المجال الصحي في الولاياتالمتحدة وسأل احدهم المرشحين كيف سيصنفون القنب الهندي في برامجهم السياسية. وفي مقطع فيديو اخر دعت رايتشل جاكوبا وهي من المدافعين عن البيئة الى مساعدة سلاحف البحر، في حين طرح ناخبون آخرون اسئلة عن الاوضاع في دارفور او العراق. ولجذب انتباه الناخبين الشباب الذين يمضون ساعات على موقع يوتيوب، اخذ المرشحون يغوصون في الفضاء الافتراضي وينفقون أموالا باهظة ليرد اسمهم على محرك البحث على الانترنت جوجل او على الشبكات الاجتماعية مثل “فايس بوك”. ورحب جون ادواردز الذي حل في المرتبة الثالثة في المعسكر الديمقراطي بحسب استطلاعات الرأي بعد هيلاري كلينتون والسيناتور الاسود باراك اوباما، بهذا النقاش في فيديو نشر على موقع يوتيوب. وقال “ما يحصل عندما يطرح الصحافيون والمراسلون الاسئلة هو انهم يطرحون الاسئلة نفسها في كل مرة”. وعندما اعلن عن هذا النقاش في يونيو/ حزيران، لاقى تأييدا واسعا. وقال شاد هورلي رئيس مجلس ادارة يوتيوب وأحد مؤسسي هذا الموقع “للمرة الاولى في تاريخ المناظرات للانتخابات الرئاسية (الأمريكية) سيتمكن الناخبون في كافة اقطار البلاد من طرح سؤال على الرئيس المقبل للولايات المتحدة في اطار مقطع فيديو ومعرفة الجواب”. لكن بعض المحللين يبدون تحفظات. ويرى جوشوا ليفي وهو محرر على موقع “تيك بريزيدنت” الالكتروني وهو منتدى سياسي على شبكة الانترنت ان هذا النقاش يفقد من بريقه لأن صحافيين محترفين يتولون اختيار الاسئلة. ويحاول المرشحون الى الانتخابات الرئاسية للعام 2008 الوصول الى الناخبين بطريقة مبتكرة، فقد اطلقت كلينتون حملتها في احد مقاطع الفيديو في حين نشر اوباما افلاما قصيرة ظهر فيها وهو يتناول العشاء مع بعض من مؤيديه. وقال لي رايني مدير “بيو انترنت اند اميريكان لايف بروجكت”، “بالنسبة لي يندرج هذا الحدث في اطار التطور اكثر مما هو ثورة”. وسيكون للمرشحين الجمهوريين نقاشاتهم الخاصة على “يوتيوب” و”سي ان ان” في سبتمبر