فاز الفهد الأسمر سناتور باراك أوباما.. حقق نجاحا ساحقا في سباق الانتخابات الاولية للرئاسة الأمريكية، بولاية ساوث كارولينا، السبت الماضي.. هيلاري كلينتون لم يكن اليوم يومها.. ولا كان يوم السناتور جون ادواردز.. رغم ان الولاية ولايته ومسقط رأسه.. وصناعة النسيج فيها غلابة مثل المحلة الكبري والقياس مع الفارق.. لولا أن تداعت الظروف الاقتصادية التعيسة، واضطرت صناعة النسيج إلي الهجرة من ساوث كارولينا إلي بلاد العمالة الرخيصة والضرائب المتهاودة.. وتشردت عمالة المصانع في المدينة، وعلي رأسهم المهندس ادواردز والدجون المرشح الثالث للرئاسة عن الحزب الديمقراطي الذي لم ينصفه أحد.. ووضعته أصواته الهزيلة في المركز الثالث بنسبة 18% من جملة الأصوات، وهيلاري كلينتون في المركز الثاني، بنسبة 27% من الأصوات بينما تدفق علي أوباما 55% من الأصوات ليفوز بالمركز الأول! عقب اعلان النتائج وقف اوباما يعانق بأجفانه حشد جمهوره.. ويقول "تشدق الساخرون عندما فزنا في ولاية أيو.. قالوا: انه وهم وخداع - illusion - - demonire - من محاورتهم.. هذا هو نوع ضار من التحزب، يمنع المنتمي للحزب الديمقراطي من أن التصدح فكرة طيبة ينادي بها الجمهوريون.. حتي لو كان يختلف معها مثل هذا النوع من التخرب الأعمي أمر سيئ للحزب الذي ننتمي إليه.. والوطن الذي نستظل برايته! فور انتهاء عملية التصويت، طارت هيلاري كلينتون إلي ولاية تنيسي لتباشر حملتها الانتخابية.. هناك خاطبت جمهورها: "الآن علينا أن نلتفت إلي ملايين الأمريكين الذين سوف يسمعوننا أصواتهم في فلوريدا، وال 22 ولاية الأخري التي سوف تتزاحم بأصواتها نهار الثلاثاء العظيم 5 فبراير.. بينما طار بقية المرشحين بحملاتهم الانتخابية إلي ولايات مهمة مثل كاليفورنيا ونيويورك.. وربما وجدوا بعض الوقت لمراجعة ميزانياتهم المالية التي أنهكها الانفاق، كي يواصلوا حملاتهم في أمان حتي عتبات البيت الأبيض في بنلسفانيا أفينيو! في الوقت الذي طارت فيه هيلاري كلينتون إلي ولاية تنيسي كان زوجها بيل كلينتون يستجمع قوته كمرشح بالوكالة عن زوجته أمام ناخبيها في ولاية ميزوري.. حدثهم عن السناتور أوباما، لم يهاجمه وانما قال بشيء من المودة: "هنأته هيلاري علي فوزه.. وأنا أيضا، الآن نتجه جميعا إلي 5 فبراير، عندما تحتشد الملايين لتمارس حقها الانتخابي، حظ جميل للجميع"! جون إدواردز في مركزه الأخير تطارده التساؤلات: هل يواصل مشواره الانتخابي؟ انفق جون بسخاء في حملته بموطنه ساوث كارولينا.. يعز عليه ويضاعف أساه أنه فاز في ولايته بالذات في انتخابات الرئاسة عام 2004 أمام جورج بوش! كيف يتصرف الآن؟ المرجح أن يقوم جون بجمع أصوات المفوضين للمؤتمر العام للحزب الديمقراطي.. وسيقوم بهذا الدور في الانتخابات العامة كمفسد spoiler. *** سناتور باراك حسين أوباما.. ما هو بالضبط سرك الانتخابي الخفي..؟! شيء لا يستعصي علي الفهم والتحليل.. كان جليا في انتخابات ساوث كارولينا انه جذب بسحره الانتخابي حشودا من الناخبين السمر والناخبات عن طريق معاونيه النشطاء في حملته الانتخابية.. وهي ديناميكية انتخابية حسمت الموقف في دائرة السود فيها نسبة غالبة.. لكنها لن تسعفه في انتخابات الثلاثاء العظيم التي تتم في 5 فبراير: 22 ولاية في يوم انتخابي واحد.. وعليه ان يلعب غيرها.. وخيرها في غيرها! عامل مهم آخر شكل نقطة ضعف في حملة هيلاري كلينتون.. فقد دأب مستشاروها علي مهاجمة أوباما وإلباسه ما ليس فيه من مثالب وعيوب.. بل ان زوجها بيل تمادي في سحق سيرته وصورته في أذهان الناخبين.. لكن أدوار كلاب الهجوم انفجرت في أصحابها back fired rattling وقد زاد هذا الازعاج أوباما تماسكا واحتمالا جذب انتباه الناخبين وتعاطفهم في صندوق الاقتراع! في خطاب النصر عقب ظهور النتائج مساء السبت الماضي بدا أوباما انسانا جادا وصاحب قضية.. ووصف الانتخابات بأنها لم تعطه فقط نصرا شخصيا، وانما تقدما إلي ما بعد سياسات الانقسام divisive politics ! السيدة كلينتون، حققت فوزا في ولايتي نيو هامبشاير ونيفادا لكن البادي ان استراتيجيتها الهجومية تحتاج إلي تغيير وتعديل يتنصل من النباح والهجوم، ويبدي مزيدا من التعقل والمودة والاحترام! كان واضحا في عملية الانتخاب الأخيرة في ساوث كارولينا ان المقاربة السياسية للسيدة كلينتون لاقت تذوقا وتقديرا من الناخبين.. امتدح الخارجون منهم من قاعات الاقتراع تمسكها بالاقتصاد الامريكي كهم سياسي رئيسي.. لكنهم انتقدوا الحرب الخاطفة blitz