كشفت شبكة ايه بى سى نيوز الامريكية عن مصادر اسرائيلية بان الجيش الاسرائيلى يدرس العودة لاستئناف سياسة الاغتيالات ضد زعماء النشطاء من حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة ، في محاولة لوقف الهجمات الصاروخية على جنوب إسرائيل . و قالت الشبكة التليفزيونية الامريكية فى تقريرها ، ان تفكير إسرائيل فى العودة للاغتيالات التى طالما لاقت استهجان دولي قاسي ، هي دليل على مأزق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خاصة مع اقتراب الانتخابات الاسرائيلية بعد نحو الشهرين ، واشارة على تزايد الضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى رد فعال ازاء الهجمات الصاروخية من غزة التى تستهدف حياة نحو مليون شخص من سكان جنوب إسرائيل. ففي الايام الاخيرة ، أطلق نشطاء في غزة أكثر من 100 صاروخ على اسرائيل التى ردت بضربات جوية انتقامية أسفرت عن مقتل ستة أشخاص في غزة. و يطالب بعض الاسرائيليون بخطوة عسكرية قاسية، وربما بتكرار التوغل الاسرائيلى في غزة كما حدث قبل أربع سنوات. ويعتقد البعض الآخر ان على اسرائيل ان تستهدف زعماء حماس، وهي طريقة استخدمتها اسرائيل لقتل العشرات من المسلحين على مدار ما يقرب من عقد من الزمان. و يقول المدافعون عن عمليات القتل المستهدف ، انها وسيلة ردع فعالة دون المضاعفات المرتبطة بشن اى عملية برية و تحد من وقوع الضحايا المدنيين والخسائر بين القوات الإسرائيلية. فضلا عن كونها وسيلة لمنع الهجمات المستقبلية عن طريق التخلص من الرؤوس المدبرة. و من يعارضها من الاسرائيليين يرون فقط انها ان بمثابة دعوة لانتقام المتشددين وتشجيعهم على محاولة اغتيال القادة الإسرائيليين. و نقلت الشبكة الامريكية عن مسؤولى وزارة الدفاع الاسرائيلية ، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، ان اغتيال قادة حماس اصبح الاستجابة المفضلة لدى الجيش الاسرائيلى لمواجهه تصعيد إطلاق الصواريخ .. وان لديهم دعم اثنين من قادة الجيش السابقين من ذوي الخبرة في هذا الشأن. احد هؤلاء هو النائب المعارض شاؤول موفاز الذى خدم كرئيس هيئة أركان الجيش ووزير الدفاع عندما نفذت اسرائيل موجة من الاغتيالات ضد قادة حماس وغيرها من المتشددين في وقت مبكر من العقد الماضي. هو وغيره من كبار مسؤولي الدفاع السابقين يؤكدون ان هذه الاغتيالات تركت قيادة حماس في حالة من الفوضى ووضعت حد لموجة من التفجيرات الانتحارية التي قتل فيها مئات من الإسرائيليين. وقال موفاز لراديو الجيش الاسرائيلى امس الاثنين " أنا مع عمليات القتل المستهدف، إنها السياسة التى تفهمها حماس ، بأنها ستدفع الثمن اذا استمرت التفجيرات". و هناك ايضا نائب رئيس الوزراء موشيه يعالون، رئيس الأركان في ذلك الوقت الذى ارتفعت فيه معدلات عمليات القتل المستهدف، و الذى اعلن اقتناعه بان هذه السياسة مفيدة و عملية . وقال يعلون لراديو الجيش " من الواضح انه خلال هذه السنوات الثلاثة عشرة الماضية كانت هناك حرب مستمرة، ولكن كانت هناك أيضا فترات طويلة من الهدوء،. و قد قادت عمليات القتل المستهدف ضد حماس عندما كنت رئيس هيئة الاركان، الى فترات طويلة من الهدوء". و تحت قياد ة كلا من يعلون وموفاز نفذت العديد من عمليات الاغتيال، فقد أغارت طائرات اسرائيلية على قائد الجناح العسكري لحركة حماس، صلاح شحادة، والقائد الروحي للحركة الشيخ أحمد ياسين، وخلفه عبد العزيز الرنتيسي، وعشرات غيرهم من كبار القادة العسكريين لحماس. و قد رد النشطاء الفلسطينيون ببعض الهجمات ، ولكن في نهاية المطاف استبدلت التفجيرات الانتحارية باطلاق الصواريخ التي مازالت تجبر المدنيين الإسرائيليين على اللجوء للمخابىء. وسياسة القتل المستهدف، كان لها رد فعل عنيف من جماعات حقوق الانسان ضد الحكومات الاسرائيلية ، خصوصا بعد قتل شحادة في تفجير افر ايضا عن مقتل 14 شخصا آخرين، معظمهم من الأطفال. وقالت النائبة المعارضة فى الكنيست زهافا جالون من حزب ميرتس " ان سياسة الاغتيالات لم تثبت نفسها. فقد ادت لمزيد من الهجمات ، وما على إسرائيل أن تفعله هو التوصل إلى اتفاق هدنة طويلة الأمد مع حماس بمساعدة المصريين". و يشير تقرير شبكة ايه بى سى الامريكية ان إسرائيل نجحت فى التصدى للكثير من الصواريخ المدمرة التى اطلقت فى الحرب التى استمرت ثلاثة أسابيع في غزة في أوائل عام 2009، ولكن حماس وغيرها من الجماعات المتشددة طوروا ترساناتها بأسلحة أكثر وأفضل ، و تشجعت في الأشهر الأخيرة، لتصعيد الهجمات الخاصة بها على اسرائيل فمنذ يوم السبت وفقا للجيش الاسرائيلى ، ضرب أكثر من 110 صاروخا وقذيفة هاون جنوب إسرائيل. بينما قتلت الغارات الجوية الاسرائيلية ستة فلسطينيين بينهم أربعة مدنيين، ولكن لا تزال الهجمات الصاروخية مستمرة فجهود الوساطة التي تبذلها الأممالمتحدة ومصر غير ناجحة حتى الآن. على الجانب الاخر قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم امس الاثنين ان "الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي بل ستدافع عن نفسها بكل الوسائل الممكنة". بينما أبو أحمد المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي العسكرية، شكك في قدرة إسرائيل على القيام بهجوم واسع النطاق، قائلا "ان عليهم أن يدركوا حجم قوة المقاومة في غزة وتغير الوضع الإقليمي" . ويعتقد بعض مسؤولي الدفاع الاسرائيلى انه لن يكون من السهولة دفع حماس لوقف الهجمات و الهدوء كما كان يحدث من قبل ، فالنشطاء الذين اعتمدوا على الصواريخ محلية الصنع اصبح فى امكاانهم الآن الحصول على صواريخ متطورة وصواريخ مهربة من ليبيا وإيران ودول الشرق الأوسط الأخرى. النائب عمير بيرتس، وزير الدفاع الاسرائيلي السابق، لخلص الوضع بأنه إذا شنت اسرائيل غارة أخرى على غزة ، عليها البقاء هناك لمدة ستة أشهر على الأقل والسيطرة على المنشآت المدنية وحياة 1.6 مليون شخص في القطاع الساحلي.. ولكن بيريتس اكد ان اسرائيل التي حكمت غزة من عام 1967 وحتى عام 2005 حين سحبت جنودها و أجلت 8500 مستوطن، لديها خيارات أخرى قبل أن تصل إلى تلك النقطة.