دعي اكثر من 200 مليون ناخب امريكي للتوجه الى صناديق الاقتراع الثلاثاء لاختيار رئيسهم للسنوات الاربع المقبلة في انتخابات تتوج حملة مضنية بين الرئيس الديموقراطي الطامح لولاية ثانية باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الذي قرر تمديد حملته حتى آخر لحظة ورومني (65 عاما) الحاكم السابق لماساتشوستس (شمال شرق) والمليونير الذي بنى ثروة بفضل مهنته كرجل اعمال، ركز حملته الانتخابية على انتقاد حصيلة عهد منافسه الجمهوري في المجال الاقتصادي. اما اوباما (51 عاما) فقدم نفسه خلال الحملة مدافعا عن ابناء الطبقى الوسطى التي لا تزال تعاني تبعات الازمة المالية التي ضربت البلاد عام 2008. وكان قد اختتم الرئيس الامريكي المنتهية ولايته باراك اوباما مساء الاثنين حملته الانتخابية في ايوا (وسط) مستعيدا ذكريات بداية سباقه الى البيت الابيض في 2008 في هذه الولاية لكي يقنع الامريكيين بمنحه ولاية ثانية الثلاثاء. وحتى اللحظة الاخيرة من السباق الرئاسي، اظهرت استطلاعات الرأي على المستوى الوطني ان كلا المرشحين يتمتعان بنفس القدر من نوايا التصويت، لكن حظوظ اوباما بالفوز هي في الواقع اكبر بقليل من حظوظ منافسه وذلك خصوصا بفضل النظام الانتخابي غير المباشر الذي يحكم الانتخابات الرئاسية الامريكية حيث تختزل عشر ولايات اساسية من اصل ولايات البلاد ال50 العملية الانتخابية برمتها وبالتالي فان الانظار كلها تنصب عليها. والولاية الابرز التي ستشد اليها الانظار الثلاثاء ستكون وبلا منازع ولاية اوهايو (شمال). فما من جمهوري نجح في دخول البيت الابيض من دون ان يفوز بهذه الولاية، وهي مهمة تبدو صعبة ولكن غير مستحيلة على رومني، فجميع استطلاعات الرأي تظهر اوباما متفوقا على خصمه في هذه الولاية، وان كان تفوقه بفارق ضئيل. بالمقابل فان الحسابات الانتخابية تظهر انه في حال فاز اوباما بكل من اوهايو وفلوريدا (جنوب شرق) وفرجينيا (شرق) وكان فوزه بفارق واضح عن منافسه، فان العملية ستحسم لصالحه اعتبارا من اولى ساعات المساء. ومن المقرر ان يتم تجديد مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون بالكامل في انتخابات الثلاثاء في حين ان ثلث اعضاء مجلس الشيوخ حيث الديموقراطيون هم من يتمتع بالاكثرية سيخوضون معارك تجديد الولاية. وفي انتخابات الثلاثاء ايضا سيدلي الناخبون باصواتهم في اكثر من 170 استفتاء محليا. وشهدت الانتخابات الأمريكية هذه المرة احتدام المنافسة بين الرئيس الحالي الديمقراطي باراك أوباما وغريمه، مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني، حيث سعى هذا الأخير جاهدا للاستفادة من نقائص حصيلة عهدة أوباما للتأكيد على فشل سياسة الديمقراطيين في إعادة الاعتبار لصورة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الخارج وفي الداخل. وقد أبرز رومني كل هذه النقائص خلال المناظرات التي جمعته مع أوباما، ما سمح له بإحراز بعض التقدم وتقليص فرص أوباما بالفوز بعهدة ثانية، غير أن إعصار ساندي كان بمثابة طوق النجاة بالنسبة للديمقراطيين، حيث سمحت الكارثة الطبيعية للرئيس المنتهية عهدته بإعادة ترتيب أوراقه، إذ بالرغم من توقيف الحملة الانتخابية ظاهريا، إلا أنه جرى استغلال الإعصار من خلال التأكيد على قدرة أوباما على مواجهة التحديات الكبرى، كما كان فرصة للتذكير بسياسته الداعمة للأقليات والفقراء ، وفقا لما ذكرته جريدة "الخبر" الجزائرية. وبالرغم من الانتقادات اللاذعة التي طالت الرئيس الحالي بخصوص عدم وفائه بكل الوعود التي قطعها، إلا أنه يظل الرئيس الذي دافع عن إصلاحات النظام الصحي، ما جعله يطالب بعهدة ثانية من أجل استكمال سياسته لفائدة الغالبية الكادحة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث شدد على أن برنامجه يتعارض مع برنامج مرشح الجمهوريين في كونه موجها للطبقة المتوسطة، عكس برنامج ميت ويلارد رومني الموجه لخدمة أصحاب رأس المال.