يشكون نقص المياه وأمراضاً وانتشار الحشرات والأفاعي ... النازحون إلى النجف يعيشون ظروفاً قاسية في خيم مصنوعة من القش والخرق البالية النجف - فاضل رشاد الحياة - 01/07/07// ما أن يخرج زائر ضريح الإمام علي من الجهة الخلفية المطلة على صحراء «بحر النجف» جنوباً، حتى يلمح وسط هذه الصحراء وبين بساتين النخيل مئات الخيم والبيوت المبنية من القش: إنهم النازحون من أعمال العنف المذهبية التي أعقبت تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء مطلع العام الماضي. يعيش محمد رحيم مع والدته وزوجته وأطفاله داخل خيمة صنعت من أوراق النخيل وسط أرض صحراوية تحت أشعة الشمس الحارقة في «بحر النجف» الذي لا يملك من صفات البحر غير اسمه، ويعتبر منخفضاً صحراوياً شاسعاً الى الغرب من مقبرة «دار السلام». يقول محمد ل «الحياة» إنه ترك منزله وأرضه الزراعية في منطقة اليوسفيةجنوب بغداد بعد مقتل ثلاثة من إخوته على أيدي مسلحين. يذكر أن اليوسفية تقع ضمن «مثلث الموت» حيث تقع عمليات قتل وخطف يومياً ضد المسافرين من العاصمة العراقية الى جنوب البلاد بغرض الزيارة الدينية أو العمل. وحال محمد ينسحب على آلاف العائلات النازحة الى مخيمات أُقيمت في مناطق نائية من النجف، وبالتالي تفتقد إلى مقومات الحياة، فيما توزع المنظمات الانسانية والادارة المدنية في المحافظة ومكتب الشهيد الصدر المساعدات الغذائية والطبية والانسانية بين الحين والآخر على النازحين، وفقاً لاعلانات هذه الجهات. وعلى رغم انتشار مئات المخيمات في محيط مدينة النجف، والتي يعيش القاطنون فيها في ظروف قاسية جداً، إلا أن مخيم المناذرة حيث يعيش ألفا شخص 60 في المئة منهم نساء و30 في المئة أطفال في خيم صُنعت من خرق بالية وقشّ، تعتبر من بين أكثر تلك المخيمات قساوة. ويقول أحد المقيمين في المناذرة إن النازحين ينقصهم الماء النقي، فيما يعاني الأطفال من أمراض التيفوئيد والإسهال والأمراض الجلدية، وفقاً لمصادر صحية في المنطقة. وتروي «أم محمد» التي تعتني بخمسة أيتام توفي والدهم أن «لا بديل لنا سوى العيش مع الأفاعي والعقارب والحشرات السامة». وتشير الى ثياب أبنائها الخمسة قائلة: «لا توجد لدينا ثياب ولا حتى حمامات صحية». ويؤكد مدير جمعية الهلال الأحمر في النجف الدكتور فلاح المحنة ل «الحياة» أن الجمعية تواصل اهتمامها بالعائلات النازحة والمهجرة الى المحافظة. وكان فرع الهلال الاحمر في النجف زار مخيم النازحين في المناذره الذي يؤوي 162 عائلة مهجرة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ووزع دفعة جديدة من المساعدات الغذائية ومواد الاغاثة وتوزيع مئة ألف كيس من الماء الصحي والنقي. في المقابل، يرى مصدر في مكتب الصدر في النجف أن «الحكومة المحلية والجمعيات الخيرية ومكاتب المرجعية تعامل المهجرين في طريقة سيئة». وكانت الادارة المدنية في النجف اتهمت النازحين في وقت سابق بالوقوف وراء أعمال إرهابية تهدف الى زعزعة أمن المدينة، وأزالت غالبية المخيمات المقامة على أملاك الدولة. ويقول علي ريسم القادم الى مخيم النازحين من محافظة ديالى إن مكتب مقتدى الصدر هو أكثر المعنيين والمهتمين بأمر النازحين. وتقدر تقارير دولية عدد النازحين داخل العراق بمليونين نزحوا عن مناطقهم نتيجة أعمال العنف، وأحياناً بالقوة على أيدي مسلحين متطرفين. كما تشير هذه التقارير الى أن أحياء بغداد وبعض مناطق ديالى من بين أكثر المراكز السكنية التي تعرضت الى التهجير القسري. ويؤكد مسؤولون محليون أنه لا توجد أرقام نهائية لعدد النازحين الى مدينة النجف بسبب زيادة أعدادهم يومياً.