انطلقت أعمال القمة ال42 لزعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستضيفها وترأسها اليابان لمدة يومين لمناقشة العديد من القضايا ذات الأولوية الملحة، بحضور العديد من الدول غير الأعضاء والمنظمات الدولية الفاعلة. تأتى القمة تزامنا مع عدد من التحديات الصعبة والأزمات التي يواجهها العالم من النمو الاقتصادي الضعيف إلى مكافحة الإرهاب مرورا بالهجرة الكثيفة. ويلتقي قادة دول وحكومات الولاياتالمتحدةوفرنساوبريطانياوايطالياوالمانيا وكندا واليابان في بلدة ايسي-شيما المنطقة الساحلية في وسط اليابان لبحث العديد من المواضيع الاخرى مثل التوتر بين الصين وجيرانها في بحر الصينالجنوبي وبحر الصين الشرقي، والازمة بين روسيا واوكرانيا، والصحة والمناخ. مزار ايسي-شيما المقدس.. وقبل بدء اعمال القمة التي ستليها زيارة تاريخية يقوم بها الرئيس الاميريكي باراك اوباما الى هيروشيما التي قصفتها الولاياتالمتحدة بقنبلة ذرية في العام 1945، قصد قادة الدول مزار ايسي-شيما المقدس الذي يعتبر رمزا "لروح الارخبيل". وبعد ايام فقط على اجتماع وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة السبع في سنداي (شمال شرق)، يطغى ضعف النمو الاقتصادي في العالم على محادثات قمة الدول الاكثر تطورا في العالم. جدول اعمال القمة.. تتضمن أجندة قمة هذا العام جملة من الموضوعات الهامة في مقدمتها قيم ووحدة المجموعة والاقتصاد العالمي والتجارة ومكافحة الإرهاب والأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط وأزمة اللجوء والأمن البحري وكوريا الشمالية وروسيا وأوكرانيا، فضلا عن قضايا التغير المناخي والطاقة. حلول مبتكرة .. ويرى مراقبون أن القمة تحفل بالعديد من المناقشات والحوارات الفاعلة لإيجاد حلول مبتكرة وناجعة لعدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي خاصة الصيني والانخفاض الحاد في أسعار النفط عالميا، إضافة إلى جملة من القضايا المتعلقة بارتفاع معدلات البطالة في عدد من الدول الصناعية وارتفاع معدلات الدين العام للعديد من الدول. وتحظى منطقة الشرق الأوسط باهتمام كبير في جدول أعمال القمة، نظرا لحالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها وارتفاع وتيرة العنف والتطرف، إذ تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن وزارة الخارجية اليابانية كانت قد أعلنت عن تعهد بلادها بستة مليارات دولار كمساعدات لدول الشرق الأوسط للفترة ما بين 2016- 2018 وذلك " لمنع المزيد من التطرف والمساعدة في استقرار المنطقة ولإيجاد مجتمع متسامح ومستقر ". ويجمع المشاركون على اهمية التوازن بين السياسات النقدية والضريبية والاصلاحات الهيكلية الا ان الخلافات حول طريقة التعامل مع كل من هذه الجوانب ستكون حاضرة على الارجح خلال القمة حسب المراقبون . حيث تريد اليابان على غرار ايطاليا زيادة في نفقات الموازنة وهو ما لا توافق عليه المانيا التي تفضل اجراء اصلاحات هيكلية على غرار بريطانيا التي تثير قلق نظرائها مع اقتراب موعد الاستفتاء حول بقائها في الاتحاد الاوروبي. ازمة الهجرة العالمية.. وتبحث القمة في مبادرة باريس "من اجل الحفاظ على الارث الثقافي ازاء الاعتداءات الارهابية"، بعد تدمير الاثار في تمبكتو ومتحف الموصل والمعابد الاثرية في تدمر، بحسب الوفد الفرنسي. وفي وقت تواجه اوروبا اسوأ ازمة للهجرة منذ الحرب العالمية الثانية، سيكون موضوع اللاجئين على جدول اعمال القمة ب"مبادرة" من المانيا التي استقبلت مئات الاف المهاجرين. ودعا رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك المشارك في القمة مجموعة السبع الى "الاقرار بوجود ازمة عالمية" رغم الاسباب الجغرافية التي تفرض على الاتحاد الاوروبي تحمل عبء الهجرة بشكل خاص. وقال توسك في مؤتمر صحفي "نطلب دعم مجموعة السبع" خصوصا في ما يتعلق ب"زيادة المساعدة الدولية لتلبية الحاجات الفورية وعلى المدى الطويل للاجئين والدول التي تستقبلهم". ورغم ان الصين، ثاني اكبر اقتصاد في العالم، لن تشارك في القمة، الا انه يتوقع ان تهيمن على المناقشات. وتحرص اليابانوالولاياتالمتحدة على حشد الدعم لوقف مساعي الصين المستمرة لفرض سيطرتها على بحر جنوبالصين. الاجراءات الامنية.. وشددت الاجراءات الامنية في جميع انحاء المنطقة حيث تم نشرالاف من رجال الشرطة الاضافيين في محطات القطارات وموانئ العبارات، ولتنظيم حركة المرور في الطرق التي عادة ما تكون هادئة خلال الاجتماع الذي يستمر يومين. وستبحث القمة مكافحة الارهاب وتمويله وهي احدى اولويات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر الدامية التي تبناها تنظيم داعش . يشار الى ان ايطاليا ستستضيف الاجتماع القادم لقادة دول مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع فى مدينة صقلية . الدول الصناعية السبع .. ومجموعة الدول الصناعية السبع والمعروفة أيضا باسم مجموعة السبع(G7) ، شكلت في عام 1976، وتضم فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولاياتالمتحدة الأميركية وكندا . وبدات المجموعة نشاطها في السبعينات مع خمسة اقوى اقتصادات قبل ان يصبح عددها ستة ثم سبعة وبعدها ثمانية مع روسيا العام 1997. لكنها بدات تفقد شيئا من وزنها مع قيام مجموعة العشرين للدول الناشئة اواخر التسعينات. ومع ذلك فانها لا تزال كما كانت ناديا لمناقشات غير رسمية، لكن تم ابعاد روسيا منه اثر سيطرتها على شبه جزيرة القرم العام 2014.