في إطار البحث عن حل لازمة الانتاج السينمائي ومواجهة ارتفاع أجور كبار الفنانين,يري البعض أن السينما المستقلة والافلام ذات التكلفة المنخفضة هي الحل رغم أن بعض من هذه المحاولات نجح والاخرى فشلت ولكنها أظهرت أن هناك جيلا جديدا من السينمائيين يملك حلولاغيرتقليدية ويستطيع تقديم سينما مختلفة ومن أحدث هذه الأفلام علي سبيل المثال فيلم "البار"الذي لم تزد تكلفتة عن 800ألف جنيه وفيلم "الألماني" الذي لم تتخطي تكلفته 2 مليون جنيه. وعن هذا الاتجاه الجديد يقول المنتج والموزع محمد حسن رمزي أن هذه النوعية من الأفلام لديها مميزات خطيرة إذا ما قامت علي موضوعات جيدة,أهمها إعادة الجمهور إلى روح السينما الحقيقية وإفراز نجوم جدد,بالإضافة إلى تقديمها لموضوعات مختلفة لم يرها الجمهور من قبل,أما إذا كانت نوعا من الإستسهال فسيبتعد عنها الجمهور,ولذلك أعتبر تلك الأفلام سلاحا ذي حدين,ولكننا لابد أن نلجأ إليها لأننا بصراحة أصبحنا غير قادرين على دفع أسعار النجوم في ظل الأجور الخيالية التى فرضتها الدراما التليفزيونية مؤخرا, والتي جعلتنا عاجزين تماما عن مسايرتها سينمائيا,خاصة بعد أن قفزت بعض هذه الأجور إلى نحو 15 أو20 مليون جنيه. ويرى المنتج محمد العدل أنه لا يوجد منتج يقررانتاج فيلم بتكلفة منخفضة ولكن الفيلم هو من يحدد كيفية انتاجه وبالتالي قيمة تكلفته وإن كان هناك سبيل لانتاج فيلم بأقل تكاليف فلامانع, كما أن الاعتماد على وجوه جديده يتوقف على النص الذي يتطلب ذلك وأيضا حالة السينما هل هي في حاجة لوجوه جديدة أم لا ? وهذه الحالة كانت عليها السينما وقت تقديم فيلم "صعيدي في الجماعة الامريكية" و هذه النوعية من الافلام من الضروري أن تتواجد بجانب الأفلام ذات الكلفة المرتفعة أو التي تعتمد على النجوم,و كل ذلك يصب في صالح الصناعة التي تعاني من مشاكل كثيرة منها الانتاج وتخوف بعض المنتجين من الاقدام على العمل في ظل الظروف الحالية وبالتالي الحل الأمثل هو انتاج هذه النوعية التي تعتمد على الوجوه الشابة وذات تكلفة منخفضة . ويقول عبدالجليل حسن المستشار الاعلامي للشركة العربية للانتاج السينمائي أن هذه الأفلام قليلة التكلفة متواجدة منذ فترة ولكنها لم تجد فرصتها للانتشار بشكل جيد رغم أن منها تجارب ناجحة مثل "أوقات فراغ",وهي إحدى الحلول الجيدة لخروج السينما من أزمتها,لأن تكلفة فيلم من التي تعتمد على النجوم الكبار كفيلة بانتاج عشرة أفلام من هذه النوعية مما يعود بالنفع على الصناعة بأكملها. ويؤكد المخرج خالد الحجر الذي كانت له تجربتان مع الأفلام ذات التكلفة القليلة هما "شوق" و"قبلات مسروقة":أن هذه الافلام موجودة في كل دول العالم ولها جمهورها,والظروف الحالية سواء كانت سياسية أو اقتصادية تجعل انتاج فيلم بتكلفة مرتفعة فيه مخاطرة كبيرة خاصة مع عزوف الشباب عن ارتياد السينما أما بسبب الأحداث السياسيةأو بسبب الانفلات الامني,وكل ذلك يجعل انتاج هذه الافلام هو طوق النجاة للسينما المصرية. وأوضح أن الارتفاع غير المبرر لأجور النجوم جعل من الأفضل الاعتماد على الشباب خاصة وأن الجمهور بدأ يصيبه الملل من مشاهدة نفس الوجوه التي يراها منذ سنوات طويلة,إضافة إلي أن ضعف السوق الخارجي للفيلم المصري وعزوف قنوات الافلام عن شراء الأفلام ذات التكلفة العالية جعل من الافلام ذات التكلفة المنخفضة مطلب عاجل وملح.