يسود هدوء حذر محيط السفارة الأمريكية بوسط القاهرة بينما يحتشد عشرات المعتصمين من مختلف التيارات السياسية المصرية فى شارع أمريكا اللاتينية, مرددين الهتافات المنددة بالفيلم الذى يسيىء لنبى الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام. ودارت مناوشات بين معتصمين يزعمون أنهم من الالتراس ( روابط مشجعى كرة القدم) من جهة, وشباب ينتمون للتيارات الاسلامية من جهة أخرى عندما حاول الفريق الأول اقتحام أسوار السفارة وانتزعوا بعض الحواجز الحديدية التى وضعتها قوات الأمن المركزى التى تتواجد بكثافة للحيلولة دون كسر الأبواب واقتحام الأسوار. وقال مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى موقع الأحداث ان شخصا واحدا على الأقل أصيب إصابة خفيفة وأغمى عليه نتيجة التدافع وحالة الهرج والمرج بين المعتصمين الذين قاموا بحمله على الأعناق مرددين هتافات :" لا إله إلا الله..كلنا فداك يارسول الله". وقامت قوات الأمن المركزى عقب تلك الأحداث بتعزيز تواجدها حول أسوار السفارة فى شارع أمريكا اللاتينية حيث نشرت العشرات من أفراد قوات الأمن المركزى للحيلولة بين المتظاهرين ومبانى السفارة, فيما ساد الهدوء الشارع الموازى على الجهة المقابلة وهو شارع كمال الدين صلاح حيث الباب الرئيسى لدخول السفارة. ويتجمع أنصار الداعية الاسلامى الدكتور عمر عبد الرحمن- المحتجز حاليا فى السجون الأمريكية- في مكان فسيح يحتل مدخل شارع كمال الدين صلاح باعتباره مقرا لاعتصامهم المستمر منذ أحد عشر شهرا للمطالبة باطلاق سراحه, مما يحول دون وصول المتظاهرين والمعتصمين الى المدخل الرئيسى للسفارة المواجه لميدان سيمون دى بوليفار. وتتدفق حركة المرور بصورة طبيعية فى ميدان سيمون بوليفار من ميدان التحرير وشوارع محمد محمود والقصر العينى مرورا بالمنطقة المواجهة لمجمع التحرير ومسجد عمر مكرم وصولا الى فندق شبرد حتى كورنيش النيل المتجه الى المعادى ومناطق جنوبالقاهرة. وفيما أكد بعض المعتصمين استمرار الاعتصام والمبيت أمام مبنى السفارة, لوحظ تراجع أعداد المتظاهرين خصوصا من أنصار التيارات السياسية وتركزت المشاركة فى أنصار التيار الاسلامى الذين يقدر عددهم بنحو 200 شخص.