طوال عام2007 ظل لغز كوبا الجارة اللدود للولايات المتحدةالأمريكية يبحث عن حل فالرئيس فيدل كاسترو لم يظهر علي الملأ منذ يوليو2006 عندما أجبره المرض علي تسليم سلطاته- للمرة الاولي منذ47 عاما- إلي شقيقه وزير الدفاع راؤول, ومازال من غير المعلوم إن كان وضع فيدل الصحي سيسمح له بالعودة لرئاسة البلاد أم ستتجه الأمور نحو تثبيت سلطات شقيقه الذي يشغل رسميا منصب نائب الرئيس حتي الآن؟. وقد طرحت رسالة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو'81 عاما' التي قرئت أخيرا عبر التليفزيون الكوبي تساؤلات حول مستقبله السياسي أكثر مما قدمت من إجابات ففي الوقت الذي ألمح فيه كاسترو إلي أنه ربما يترك رسميا منصبه رئيسا للدولة حملت رسالته أيضا إشارات إلي أن تنازله عن دوره السياسي ليس قريبا فبينما قال كاسترو إن دوره الرئيسي' ليس التشبث بالمناصب السياسية ولا الوقوف حجر عثرة أمام الشباب' أكد أيضا أن عليه الإسهام بتجربته وأفكاره التي' تنبع قيمتها المتواضعة من الأوقات الاستثنائية التي عاشها' وأضاف كاسترو- عميد رؤساء العالم الذي وصل إلي السلطة عام1959- أنه يؤيد أوسكار نيميير المهندس البرازيلي الشهيرالذي أحيا عامه المائة- في أن' علي المرء أن يتمسك بمبادئه حتي النهاية' وتلك إشارة أخري قد يفهم منها أن تركه للسلطة أمر غير مطروح بعد وليظل السؤال قائما هل يبقي فيدل أم يتنازل لشقيقه راؤول عن رئاسة كوبا؟. هذا السؤال وغيره من الأسئلة حول مستقبل كوبا من المتوقع أن يجيب عنه عام2008 خصوصا بعد الانتخابات التشريعية التي ستجري في العشرين من يناير لاختيار المجالس التشريعية للأقاليم ال14 وللجمعية الوطنية' البرلمان' حيث من المفترض أن تصادق الجمعية الوطنية في أول جلسة لها في مارس بعد الانتخابات علي تشكيل مجلس الدولة وهو أعلي هيئة في البلاد ورئيسه يكون رئيسا للدولة وقد قام فيدل كاسترو بترشيح نفسه لتلك الانتخابات التشريعية ويقول متابعون للشأن الكوبي إن كاسترو قد ينتخب نائبا لكنه قد يقرر حينها عدم التقدم لولاية جديدة رئيسا لمجلس الدولة ليقوم النواب بتعيين شقيقه راؤول في منصب الرئيس. إذن من المتوقع- في حال استمرار مرض فيدل كاسترو- أن يشهد عام2008 تولي راؤول أصغر إخوته الخمسة الذي ولد عام1931- منصب الرئيس بعد أن ظل متواريا خلف شخصية كاسترو لأكثر من أربعة عقود فبعد مرور ثلاثة أسابيع علي تقلده السلطة عام1959 عين فيدل أخاه راؤول خلفا له قائلا لمؤيديه' سأترك ورائي من هو أكثر مني تطرفا' وأصبح راؤول نائبا لرئيس الوزراء عام1962 والنائب الأول له عام1972 كما عينه فيدل رسميا خليفة له في مجلس الحزب الشيوعي في أكتوبر1997 قائلا إن' راؤول أصغر مني لكنه أكثر نشاطا ويمكنه أن يظل بعدي فترة أطول' كما قال فيدل عن شقيقه عام2001:' إنه الرفيق الذي يتمتع بأكبر سلطة بعدي أنا وبأفضل خبرة وبالتالي فإنه يتحلي بكل الصفات التي تخوله ليخلفني'.