مصادر ل «أهل مصر»: دمج وزارتي «النقل» و«الطيران» تحت قيادة كامل الوزير    "QNB" يوقع بروتوكول تعاون مع جامعة الجلالة لدعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    وزير التعليم العالي: مصر الأولى أفريقيًا في الذكاء الاصطناعي.. ونقارن أنفسنا بأكبر دول العالم    أبرزها الحد من تقييد حرية المنافسة.. منع الاحتكار: 3 أهداف لدعم رؤية مصر 2030    وكالة مهر الإيرانية: تأكيد أسماء 6 أشخاص مؤهلين لانتخابات الرئاسة    العواصف القوية تعوق التصويت في بعض مراكز التصويت بانتخابات البرلمان الأوروبي في النمسا    جندي إسرائيلي يُنهي حياته بعد تلقيه أمرًا بالعودة للخدمة في قطاع غزة (تفاصيل)    شبح الاستضافة يطارد ألمانيا.. هل تتوج «الماكينات» باللقب على أرضها؟    ثنائي الأهلي يتلقى عروضًا من الدوري السعودي    فور اعتمادها.. رابط وخطوات الاستعلام عن نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الفيوم    وزير الزراعة يوجه بتكثيف حملات التفتيش على منافذ بيع اللحوم والمجازر استعدادًا لعيد الأضحى    ضبط صاحب محل لبيع أجهزة الريسيفرات التي تقوم بفك شفرات القنوات الفضائية بدون تصريح بالقليوبية    سفاح التجمع عن علاقاته الجنسية وممارسة الرذيلة: "كنت عايز أثبت لنفسي إني لسه كويس وراجل"    محامي عمرو دياب أمام النيابة: «المعجب أمسك به من الظهر لإجباره على التصوير»    المهرجان القومي للمسرح المصري يضع اللمسات الأخيرة لدورته ال17    تعرف على أعضاء مجلس أمناء مؤسسة «زاهي حواس» للآثار والتراث    في ذكرى رحيل عبد الله محمود.. بدأ موظفًا في كلية الزراعة وتعاون مع عمالقة النجوم وهزمه السرطان (تقرير)    تقرير ل«أ ش أ»: مواقيت الإحرام.. محطات للاستعداد وبوابات لدخول ضيوف الرحمن بيت الله الحرام    «الصحة» تعلن الانتهاء من قوائم الانتظار لعمليات قسطرة القلب بمستشفى السويس العام    لتنفيذ التوصيات.. رئيس «الشيوخ» يحيل 14 تقريرا إلى الحكومة    درجات الحرارة وصلت 50.. بيان عاجل من النائبة بشأن ارتفاع درجات الحرارة في أسوان    "النواب العراقي" يدين القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات بغزة    بعد تخطيها 48 درجة.. كيف تعاملت الأقصر مع ارتفاع قيم الحرارة؟    محافظ كفرالشيخ يعلن فتح المجازر لاستقبال الأضاحى وذبحها «بالمجان»    هذه أماكن صرف مرتبات العاملين بالدولة لشهر يونيو 2024    ميدو: الزمالك اتظلم في ملف نادي القرن    موراتا يواصل مطاردة توريس وراؤول    فورير    أوبلاك.. صمام أمان سلوفينيا في الظهور الأوروبي الثاني    أفضل الأدعية والأعمال في يوم التروية    «لأعضاء هيئة التدريس».. فتح باب التقدم لجوائز جامعة القاهرة لعام 2024    محافظ كفر الشيخ يتابع جهود حملات إزالة الإشغالات بدسوق    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد ونقل تبعية 3 جمعيات بالقاهرة والغربية    إعلام إسرائيلي: اندلاع حريق كبير شمالي الجولان عقب سقوط عدد من الصواريخ    العمل: زيارات ميدانية لتفقد مواقع الإنتاج بأسيوط    عمرو محمود يس وياسمين عبدالعزيز في رمضان 2025 من جديد.. ماذا قدما سويا؟    فكري صالح: مصطفى شوبير حارس متميز وشخصيته في الملعب أقوى من والده    إخماد حريق داخل معرض ملابس فى الموسكى دون إصابات.. صور    إدريس : أتوقع أن نحقق من 7 إلى 11 ميدالية في أولمبياد باريس    وزارة الصحة: نستهدف رفع الوعي بالكشف المبكر عن الأورام السرطانية    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق (تفاصيل)    «معلومات الوزراء» يلقي الضوء على ماهية علم الجينوم وقيمته في المجالات البشرية المختلفة    مع ارتفاع درجات الحرارة.. نصائح للحماية من ضربات الشمس    إلغاء الأدبي والعلمي.. تفاصيل نظام الثانوية الجديد وموعد تطبيقه    «مع بدء طرح أفلام العيد».. 4 أفلام مهددة بالسحب من السينمات    برقم الجلوس.. الموقع الرسمي لنتيجة الصف الثالث الإعدادى 2024 الترم الثاني للمحافظات (رابط مباشر)    «خلال 24 ساعة».. رفع 44 سيارة ودراجة نارية متهالكة    عالم أزهري يوضح فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة وكيفية اغتنامها    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    «الإفتاء» توضح أعمال يوم النحر للحاج وغير الحاج.. «حتى تكتمل الشعائر»    وزيرة البيئة: إطلاق مركز التميز الأفريقي للمرونة والتكيف بالقاهرة خلال 2024    شركة فولفو تنقل إنتاج السيارات الكهربائية من الصين إلى بلجيكا    الملامح النهائية للتشكيل الحكومي الجديد 2024    حزب الله يستهدف موقع الرمثا الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة    «البحرية البريطانية» تعلن وقوع حادث على بعد 70 ميلا جنوب غربي عدن اليمنية    هذه الأبراج يُوصف رجالها بأنهم الأكثر نكدية: ابتعدي عنهم قدر الإمكان    من تعليق المعاهدات إلى حرب «البالونات» الأزمة الكورية تتخذ منعطفًا خطيرًا    أمير هشام: كولر يعطل صفقة يوسف أيمن رغم اتفاقه مع الأهلي ويتمسك بضم العسقلاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شم النسيم ..واعياد الربيع
نشر في أخبار مصر يوم 01 - 05 - 2016

يحتفل المصريون بعيد "شم النسيم" أو "عيد الربيع" الذي يعد هدية مصر مهد الحضارات ومهبط الأديان إلى مختلف شعوب العالم القديم والحديث
حيث ترجع جذور كل مايرتبط بالاحتفال بشم النسيم من عادات وتقاليد اجتماعية أو طقوس وعقائد إلى أعماق تاريخ مصر، ويحتفل المصريين بعيد شم النسيم يوم الاثنين التالي مباشرة ليوم الأحد الموافق عيد القيامة المجيد طبقا لتقويم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية وذلك في شهر "برمودة" من كل عام.
وهو من الاحتفالات المصرية الأصيلة التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ المصري .
تسمية "شم النسيم"..
وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة هيروغليفية قديمة تعنى عيد الخلق أو بعث الحياة ، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدء خلق العالم وبعث الحياة..
وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم احتفال رسمي كبير ، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم ، و تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.
مظاهر الاحتفال ..
يحتفل المصريون بعيد "شم النسيم" من خلال مهرجان شعبي، تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة، فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات.
ويرتبط الاحتفال بشم النسيم بمجموعة أطعمة تقليدية خاصة تتعلق بالعادات والتقاليد ، والتي انتقلت من المصريين القدماء عبر العصور لتفرض نفسها على أعياد الربيع فى أنحاء العالم القديم والحديث .
اكتب دعواتك وامنياتك على البيض في يوم شم النسيم وعلقها على الأشجار لتحظى ببركات نور الإله فيحقق أمنياتك .. هذه هي احدى مراسم الاحتفال التى يتخذها الفراعنة خلال احتفالهم بعيد شم النسيم أو عيد الربيع والذى يرمز لديهم إلى بدء خلق العالم وبعث الحياة.
وقد اتخذ المصريون الأن هذا العيد ليكون احتفالية كبرى للتمتع بجمال الزهور والرياحين فى الحدائق والمتنزهات … خاصة فى مثل هذا الوقت من العام والذي تزدهر فيه الرياحين فى فصل الربيع. فهو أقرب لمهرجان شعبي، تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة، للتنزه في الحدائق والحقول والمتنزهات.
عادات وتقاليد..
يرتبط الاحتفال بشم النسيم بمجموعة أطعمة تقليدية خاصة تتعلق بالعادات والتقاليد ، والتي انتقلت من المصريين القدماء عبر العصور لتفرض نفسها على أعياد الربيع فى أنحاء العالم القديم والحديث حيث تشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم : البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَسُّ، والبصل، والملانة (الحُمُّص الأخضر)، وهي أطعمة مصرية كان لها معنى ومدلول عند المصريون القدماء.
الفسيخ ..رمز الخير والرزق
الفسيخ و"الاسماك المملحة" ظهرت من بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ ، و اعتبروه رمزا للخير والرزق وتناوله في تلك المناسبة يعبر عن الخصوبة والبهجة المصاحبة لموسم الحصاد .
البصل ..يطرد الأرواح الشريرة..
ظهرالبصل ضمن أطعمة العيد التقليدية أيام الأسرة السادسة وارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، وارتبط ظهوره برواية وردت في إحدى برديات أساطير منف القديمة التي تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة لعدة سنوات وعجز الأطباء والكهنة في معبد منف في علاجه ، ولجأ الفرعون إلى الكاهن الأكبر لمعبد "اون" معبد اله الشمس والذي أرجع سبب مرض الابن إلى سيطرة الأرواح الشريرة عليه وأمر بوضع ثمرة ناضجة من البصل تحت رأس الأمير بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ.،،كما علق على السرير وأبواب الغرف بالقصر أعواد البصل الأخضر لطرد الأرواح الشريرة وعند شروق الشمس قام بشق ثمرة البصل ووضع عصيرها في أنف الأمير الذي شفى تدريجيا من مرضه ومنذ ذلك الوقت اعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة.
الخس والملانة ..يعلنان عن حلول الربيع
يعد الخس من النباتات المفضلة التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها وعرف ابتدأ من الأسرة الرابعة حيث ظهرت صوره في سلال القرابين بورقه الأخضر الطويل ، وكان يُسَمَّى بالهيروغليفية "عب"، واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة. أما نبات الحمص الأخضر وهو ما يعرف عند المصريين باسم "الملانة"، فقد جعلوا من نضوجه إشارة إلى مقدم الربيع.
البيض الملون ..
بدأ ظهوره على مائدة أعياد الربيع مع بداية احتفال المصريين بعيد شم النسيم وهو عند المصريين القدماء يرمز إلى خلق الحياة من الجماد ، وكان قدماء المصريين ينقشون عليه الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة ويجمعونه في سلال من زعف النخيل الأخضر ويتركونه في شرفات المنازل أو يتم تعليقها على فروع الأشجار بالحدائق ، لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق دعواتهم ، وقد تطورت هذه النقوش فيما بعد لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض.
وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله "بتاح" إله الخلق عند الفراعنة وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد ، وقد أخذ العالم عن مصر القديمة أكل البيض في شم النسيم فصار البيض الملون هو رمز عيد الفصح الذي يتزامن مع شم النسيم .
ويشهد شم النسيم سنويًّا عديدًا من مظاهر الاحتفال المختلفة، فى كل أنحاء ومدن الجمهورية، وفق ثقافات وعادات كل منطقة من هذه المناطق.
وتختلف احتفالات شم النسيم باختلاف المدينة أو المحافظة، فكل مدينة أو محافظة لها طقوس وعادات معينة فى الاحتفالات.
حيث تأتى احتفالات شم النسيم فى الريف المصرى عبر الجلوس فى الحدائق والبساتين، وقضاء اليوم فى الأجواء المعتدلة والشمس الناعمة، وتناول أفضل أكلات شم النسيم، بينما تتمثل احتفالات شم النسيم عند الأطفال فى الاستمتاع بالألعاب المختلفة التى تنتشر فى تلك اليوم.
أما على السواحل المصرية، فتأتى احتفالات شم النسيم مختلفة بعض الشىء، إذ يذهب أصحاب تلك المدن، كالإسكندرية وبورسعيد ومرسى مطروح، إلى شواطئ البحر للاستمتاع بالجو الساحر مع المياه والأمواج الهادئة، ومن الناس – فى محافظات الدلتا المختلفة – من يفضلون الجلوس على شواطئ الأنهار الصغيرة للاستمتاع بالصيد.
هناك بعض الأشخاص من المقيمين فى محافظات القاهرة الكبرى، يفضلون الذهاب – خلال احتفالات شم النسيم – إلى القناطر الخيرية، للاستمتاع برحلة الأتوبيس النهرى فى النيل، إلى جانب الاستمتاع بالحدائق الواسعة والجلوس بها لتناول الغداء من أطعمة الربيع وشم النسيم الشهيرة، كالفسيخ والرنجة والبيض الملوّن.
احتفالات شم النسيم حول العالم..
وتحتفل كثير من دول العالم بأعياد شم النسيم بأشكال مختلفة وبمسميات أكثر اختلافًا.. لكن الجميع اتقفوا علي الأجواء المبهجة المفعمة بالزهور المتنوعة .. فمن "شم النسيم"، إلي "رأس السنة الصينية" مرورًا ب"الهولي".. تعددت الروايات والأساطير وبقيت الاحتفالات..
"شموس" المصريين .
يرجع الاحتفال "بشم النسيم " في مصر إلى ما يقرب من 5 ألاف عام، وهو عيد فرعوني وفقًا لجداريات مكتشفة وأطلق عليه المصريين القدماء اسم "شموس" وهي كلمة هيروغليفية ترمز إلى بعث الحياة، وحرف الإسم مع مرور الزمن وتحديدًا في العصر القبطي إلى "شم" وأضيفت إليها بعد ذلك كلمة النسيم نسبة إلى الربيع.
وكان الفراعنة يحتفلون بهذا العيد ليوم واحد فقط احتفالًا رسميًا، وحددوا اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس ببرج الحمل، وكان يبدأ اليوم عندهم بتقديم الزوج لزوجته زهرة اللوتس.
وللمصريين في هذا اليوم عادات وتقاليد لم تتغير منذ عهد الفراعنة، فيخرجون في هذا اليوم منذ طلوع الشمس إلى الحدائق والمتنزهات ويحضرون الأطعمة الخاصة بهذا اليوم كالبيض الملون والذي كان يرمز إلى خلق الحياة عند المصريين القدامى، وكذلك السمك المملح " الفسيخ والرنجة "، والبصل رمز قهر الموت والتغلب على المرض، والخس رمز الخصوبة والحمص الأخضر او ما يعرف " بالملانة " حيث جعلوا من نضوج ثمرة الحمص إشارة إلى قدوم الربيع.
وعندما دخلت المسيحية إلى مصر كان " شم النسيم " يأتي متزامنًا مع صيام المسيحيين " 55 يوم " فتعذر عليهم أكل السمك إحدى الطقوس الأساسية لليوم فتم تغييره إلى مابعد عيد القيامة مباشرة ولم يتغير حتى اليوم، ويذكر أن اليهود أخذوا عن المصريين الاحتفال بهذا اليوم وجعلوه عيدًا لهم وأطلقوا عليه " عيد الفصح " .
"الربيع الصيني"..
عيد الربيع الصيني أو ما يعرف" برأس السنة الصينية "، يعد من أضخم الأعياد عند الصينين وأهم عطلة لديهم حيث تعتمد الصين تقويمًا خاص بها منذ 14 قرنًا قبل الميلاد.
منذ 4 ألاف عام يحتفل به الصينيون فيبدأ يوم 19 فبراير ويستمر 3 أسابيع تقريبًا، وكان يطلق عليه اسم " نيان " أي الحصاد الوافر من كل المحاصيل الزارعية، وتماشيا مع تحولات العصر تغيرت أساليب الاحتفال به.
وبالرغم من هذه التحولات فهناك بعض تقاليد الاحتفال الثابتة لديهم، فهم يلبسون بيوتهم حلة جديدة، ويحضرون الأطعمة المتنوعة لإكرام الضيوف أثناء العيد كما تعتبر وجبة لم الشمل في عشية العيد عادة أساسية لا غنى عنها يجتمع فيها أفراد العائلة حول نفس المائدة، ويتناولون وجبات تحتوي على الدجاج والسمك والجبن الصويا؛ لأن معانيها باللغة الصينية تشير إلى البركة والسعادة.
ويعتبر ارتداء الملابس الفخمة، واستقبال الضيوف، والخروج للمعايدة، تصالح المتخاصمين، وحضور المسرحيات والأفلام والأوبريات، وأداء رقصتي الأسد واليانكو التقليديين وكذلك الذهاب لمهرجان المعبد واشعال الفوانيس المزخرفة أهم مظاهر احتفالات الصين بهذا العيد.
"هولي الهند"..
ومن الصين إلى الهند، حيث مهرجان الألوان أو ما يعرف بعيد " هولي " وهو من الاحتفالات الهندوسية ابتهاجًا بحلول الربيع منذ مئات السنين، ويكون بعد إنتهاء الشتاء مباشرة من كل عام ليلة اكتمال القمر في أخره؛ ولذلك يختلف موعد المهرجان من عام إلى أخر لكنه ينحصر بين شهري فبراير ومارس، ويستمر الاحتفال لمدة يومين في معظم المناطق.
ويعتبر مهرجان الألوان في الأساس احتفالًا بموسم الحصاد، خصوبة الأرض، وداع الشتاء، و استقبال الربيع إلا أن له جذور دينية تتعلق بالأساطير الهندوسية، ومنها أسطورة هندوسية قديمة تتعلق بإله الهندوس " كريشنا "، والتي انتصر فيها الحق على الباطل .
ومن طقوس الهنود في هذا العيد تنظيف المنازل، وتبادل الحلوى كنوع من أنواع الهدايا، والنزول إلى الشوارع مرتدين الملابس الزاهية، يعانقون بعضهم البعض ويرقصون و يتراشقون بالمياة الملونة ومساحيق الألوان، بالإضافة إلى إيقاد نيران كبيرة والتي ترمز في إعتقادهم إلى القوة القادرة على تدمير القوى الشيطانية، ويعد أهم مايميز هذا المهرجان التوحد بين الناس وتقليل الفجوات بين الطبقات.
"النوروز".واساطير الإيرانيين ..
" نوروز" هي كلمة فارسية مصدرها كردي تعني اليوم الجديد، ويقابل يوم 21 مارس وهو أول يوم في السنة الشمسية، حيث يحتفل به عدة دول وشعوب كالشعب الكردي، والايراني والتركي والأفغاني، وبعض دول أسيا الوسطى، ولكن يتميز كل شعب بطريقته وتقاليده المحددة ويرمز هذا العيد إلى الصراع بين قوى الخير والشر.
ففي إيران يرجع هذا العيد إلى عصر ما قبل التاريخ وتحديدًا في عهد الملك الفارسي " بن طهورث " وهو شخصية يضعها الإيرانيون في منزلة نبي الله سليمان لإعتقادهم أنه يتمتع بنفس القدرات.
ومن الأساطير التي يؤمن بها الإيرانيون في هذا اليوم عودة أرواح أقاربهم المتوفين من السماء إلى الأرض ويجتمعون معهم في هذا العيد؛ لذا يتم تجهيز كل ما لذ وطاب لإستقبال تلك الأرواح ومنها عشبة تسمى "سبزة العيد" يتم زراعتها قبل العيد بخمسة وعشرين يومًا، ويضعون على المائدة كتاب القرآن الكريم أو ديوان شعر لحافظ الشيرازي.
ومن العادات المشهورة لديهم في هذا اليوم اللعب بالماء بهدف الطهارة حيث أنه في الوقت الراهن يستخدم الشباب المسدسات المائية، ويتفائلون بهبوط الأمطار لإعتمادهم عليها بشكل كبير في الزراعة.
وبإشعال النيران يبدأ الأكراد الاحتفال " بالنوروز" وهذا هو الركن الأساسي في احتفالهم، فهم يعتبرونه عيدًا قوميًا للإنتصار والتحرر من الظلم.
قبل العيد بيوم واحد ينشغل الأطفال بتحضير ملابس الجديدة، والكبار يدعون السماء أن تمطر خيرًا كل يوم، أما الشباب فيتسلقون الجبال والمرتفعات ويشعلون النيران في الأماكن المرئية ليراها الناس ويفرحون بقدوم " النوروز ".
أما في يوم الاحتفال يذهب القرويون إلى أماكن الاحتفال بجانب الأنهار و على سفوح التلال حاملين ما يلزمهم من مأكل ومشرب، وفي المدينة يقضي سكانها النهار كله في مهرجانات وعروض ورقص وغناء الأناشيد الكردية والتجمع في حلقات تحكي قصة " نوروز" والكرد حتى مغيب الشمس.
"الربيع الهولندي"..
ثلاثة أيام هي مدة الإحتفال بعيد الربيع في هولندا، وهو أجازة رسمية في البلاد، تتزين فيها هولندا بالنباتات والزهور، وطيلة هذه الأيام لا يفعل الهولنديون شيئًا سوى الاستمتاع بجو الربيع الذي غالبًا ما يكون بارد.
وينتشر بيع الشيكولاتة التي تصنع لهذه المناسبة تحديدًا على يشكل بيض ودجاج وتوزع على الأطفال، كما ينتشر بيع الأسماك المملحة المعروفة بأسماء " الهارن " وتكون نيئة وطازجة فيأكلها الهولنديون بشراهة مع الخبز الأبيض والبصل.
ومن أغرب عاداتهم في هذا العيد هو عدم إصدار الصحف طيلة أيام العيد، حتى يتمكنوا من الاستمتاع بالربيع بعيدًاعن جو الصخب والأخبار، في اليوم الذي يسبق بدءالاحتفال تقوم كل المدارس الهولندية بتقليد خاص، يطلق عليه اسم "بيجاما بارتي"، حيث يحضرالأطفال والطلاب لمدارسهم مرتدين البيجاما، وبحوزة كل منهم إفطاره الذي يجب أن يحتوي على بيض ملون، وهدية صنعها بنفسه، ويخلو اليوم من أية مواد دراسية.
ويستمر الاحتفال بهذا العيد تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبر الأزمان والعصور، يحمل الكثير من العادات والتقاليد التي مارسها القدماء المصريين منذ عصر الفراعنة وحتى الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.