قال الرئيس المصري محمد مرسي إنه لن يفرض ضرائب جديدة أو يخفض قيمة الجنيه المصري وإن حكومته ستعتمد بدلا من ذلك على الاستثمار والسياحة والصادرات لإصلاح الاقتصاد الذي أنهكته اضطرابات سياسية دامت عاما ونصف. واستبعد مرسي فرض أي ضرائب جديدة في الأجل القصير على الأقل قائلا "ليس هناك ضرائب جديدة في هذه المرحلة تفرض على الشعب المصري." وأضاف ان المنظومة الضريبية تحتاج إلى مراجعة لكي يصل الدعم الحكومي إلى مستحقيه لا إلى كل من يستحق أو لا يستحق، هناك خطة متدرجة لكي يتحمل دافع الضريبة المسؤولية الحقيقية ويدفع من عليه ضريبة حقيقية الضريبة المستحقة عليه. وأستطرد قائلا " ستكون مراجعات وليست ضرائب جديدة". وخفض قيمة الجنيه من شأنه أن يشجع الصادرات وأن يوقف نزيف احتياطيات النقد الأجنبي التي تراجعت أكثر من النصف منذ الانتفاضة لتصل إلى 14.5 مليار دولار، لكنه سيرفع أسعار الشاي والسكر والواردات الأخرى التي يشتريها الفقراء، فالقمح الذي يعد من الواردات الرئيسية وهو السلعة الغذائية الأساسية مدعوم بشدة. وأوضح الرئيس أنه لا يتحدث عن تشريع مفاجيء للناس بدفع ضرائب جديدة دون دراسة وإنما نريد تخفيف العبء عن الفئة الأكثر فقرا، نريد دعم الفقراء والمحتاجين. ويقول اقتصاديون إن مرسي (61 عاما) لديه فرصة لإحداث تغيير اقتصادي إذ لا يزال يحظى برضا سياسي بعد مرور 50 يوما من توليه الرئاسة بعد أول انتخابات حرة تشهدها مصر. لكن يتعين عليه توخي الحذر حتى لا يثير غضب الشعب الذي انتفض للإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي لأسباب من بينها ارتفاع الأسعار وانتشار الاعتقاد بأن النمو الاقتصادي المتسارع في السنوات الأخيرة من حكم مبارك لم يكن يصل إلى الفقراء. ومن بين الإجراءات التي اقترحها اقتصاديون خفض قيمة الجنيه الذي لم يتراجع إلا 5 % فقط خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية بالرغم من تراجع أعداد السياح والمستثمرين. لكن حين سئل مرسي إن كانت الحكومة تفكر في خفض قيمة الجنيه قال "لا على الإطلاق. هذا غير وارد على الإطلاق." وكان مرسي يتحدث في أول مقابلة تجريها معه وكالة أنباء عالمية قبل ساعات من سفره إلى الصين التي يأمل أن يجتذب استثمارات منها وأن يعزز العلاقات الاقتصادية معها. وسيزور مرسي الولاياتالمتحدة الشهر المقبل في مهمة مماثلة. وقال مرسي خلال المقابلة التي أجريت في قصر الرئاسة "أنا أبحث عن مصلحة الشعب المصري شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وحيثما وجدت هذه المصلحة سوف أكون." وتابع "مصلحة الشعب المصري تقتضي أن تتوازن علاقتنا مع العالم كله." وبسبب الثورة التي قامت ضد مبارك والأحداث التي أعقبتها فر السائحون والمستثمرون الأجانب من البلاد وهما المصدران الرئيسيان للنقد الأجنبي في مصر مما ضغط على قيمة الجنيه وساهم في اتساع عجز الميزانية. ويقر مسؤولو مرسي بهذا التحدي، ويقولون إن مصر تحتاج لخلق 700 ألف فرصة عمل جديدة سنويا وهو هدف يتطلب نموا اقتصاديا بنسبة ستة بالمئة سنويا أو أكثر. وتحقق ذلك المستوى في السنوات الأخيرة من حكم مبارك لكنه توقف بعد الإطاحة به. وفي الأسبوع الماضي طلبت الحكومة رسميا من صندوق النقد الدولي قرضا بقيمة 4.8 مليار دولار لسد الفجوة التمويلية في الميزانية وميزان المدفوعات. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية تعهدت السعودية والبنك الإسلامي للتنمية الذي مقره جدة بأكثر من خمسة مليارات دولار لمصر لمساعدتها على تفادي أزمة في ميزان المدفوعات لكن هذه الأموال لن تكون حلا طويل الأجل للبلد الذي يواجه صعوبات شديدة والذي يبلغ عدد سكانه 82 مليونا.