وقعت قبيلتا "البرتي والزيادية" بمدينة "مليط" بولاية شمال دارفور، على وثيقة عهد وميثاق لوقف العدائيات في الأحداث التي وقعت بين القبليتين الأسبوع الماضي والتمهيد لعقد مؤتمر جامع للصلح مطلع أكتوبر القادم لحل جميع المشكلات بصورة جذرية لاستدامة السلام والاستقرار بالمنطقة. وكانت المدينة قد شهدت خلال الأسبوع الماضي اشتباكات بين بعض منسوبي القنوات النظامية من أبناء قبيلتي البرتي والزيادية أدت إلى مقتل ستة مواطنين وإصابة 12 آخرين.. وكادت الأحداث أن تؤدي إلى حرب قبلية بين الجانبين، ونتيجة لجهود اتحادية وولائية وبجهد من الإدارات الأهلية وتنسيق بين الأجهزة الأمنية تم احتواء الموقف. وحضر عثمان محمد يوسف كبر والي شمال دارفور التوقيع "الخميس" على وثيقة العهد بين القبيلتين، وحيا الجهود التي بذلتها لجنة المساعي الحميدة والتي أدت إلى تهدئة الأوضاع وتقريب وجهات النظر بين الطرفين. ووصف كبر الأحداث التي شهدتها "مليط" بأنها فتنة نتجت عن تصرفات فردية من بعض أفراد القبيلتين، وعبر عن تقديره لمواقف القيادات الاهلية لقبيلتي البرتي والزيادية الذين احتكموا لصوت العقل من أجل معالجة أسباب النزاع، معلنا استمرار عمل الآلية الأمنية التي تم تشكيلها الأسبوع الماضي لتهدئة الأوضاع وفتح الأسواق. وتضمنت وثيقة العهد والميثاق التي وقع عليها رئيسا إدارتي البرتي والزيادية وعدد من الشهود، ضرورة صون العلاقات الازلية بين قبائل المنطقة وتحديد الأول من أكتوبر القادم موعدا لجلوس الطرفين مع الوسطاء لمعالجة مختلف القضايا، والالتزام بوقف العدائيات وكل ما من شأنه تعكير العلاقة بين القبيلتين. كما تعهد رئيسا الادارتين بالسيطرة على أفراد القبيلتين بما يضمن تنفيذ الوثيقة، والالتزام كذلك بعدم القيام بأي من الأفعال التي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار والتعاون مع لجنة تقصي الحقائق، والكشف عن والقبض على مرتكب اية مخالفة، واعتبار كل جريمة تقع بعد التوقيع على الوثيقة جريمة فردية.