تفتتح أبو ظبي أول مهرجان وصندوق سينمائيين لها في مسعى لتنمية صناعة سينمائية في منطقة الخليج العربية التي ينظر اليها عادة على أنها صحراء ثقافية وتخضع فيها الأفلام غالبا لرقابة صارمة. وستجرى أنشطة المهرجان السينمائي الدولي في الفترة من 14 الى 19 أكتوبر ، وهو يهدف الى تشجيع المواهب الناشئة محليا ومخرجي الأفلام الناشئين عن طريق الجوائز النقدية وجوائز اللؤلوة السوداء. ويجري بالتوازي مع المهرجان جهد تمويلي يجمع بين المستثمرين وشركات الانتاج وبين المخرجين لتنمية المواهب المحلية والانتاج الدولي المشترك. وتؤكد نشوى الرويني المديرة التنفيذية أن المهرجان مختلف في أنه ليس مهرجانا اعتياديا من مهرجانات الأضواء أو مهرجانا لتشجيع السياحة أو لعرض أفضل أفلام بلدك ، "ان به كثيرا من العوامل وكلها تستهدف اقامة صناعة .. نشاط سينمائي ... يخرج من أبوظبي." والمهرجان هو الأحدث ضمن سلسلة من المشروعات تأمل أبوظبي عاصمة الامارات العربية المتحدة أن تجعلها تبرز كمركز ثقافي في المنطقة التي تشتهر بنفطها أكثر من فنونها. وخلافا لمصر التي تحتفل بمئة عام من السينما العربية هذا العام ، فان الامارات كانت صحراء مقفرة قبل أن يكتشف النفط في السبعينيات. وأنتج الخليج أفلاما قليلة حازت سمعة عالمية ودور السينما محظورة في المملكة العربية السعودية مما يحرم صانعي الافلام من أكبر جمهور لهم. كما تتعقد المشاكل بسبب الرقابة على الافلام في الخليج. ويقول المنظمون ان أفلام المهرجان لن تتعرض للحذف منها. وقالت الرويني "لن نحذف من أي فيلم. لا يمكنك أن تدعو مخرجا الى مهرجانك وتقول ... شارك بفيلمك لكن خمسة من أهم المشاهد فيه قد حذفت."وستعرض العديد من الافلام التي تناقش قضايا حساسة. وسيعرض بالمهرجان فيلم المخرج برايان دي بالما "منقح" "Redacted" الذي يعيد تصوير الوقائع الفعلية لاغتصاب وقتل فتاة عراقية صغيرة على يد جنود أمريكيين والذي صدم المشاهدين في مهرجان البندقية الشهر الماضي. وسيعرض المهرجان باقة من أفلام هوليوود وبوليوود والافلام العربية وستمنح جوائز اللؤلوة السوداء للافلام الروائية والوثائقية والافلام القصيرة التي تختارها لجنة التحكيم. وسينظم المهرجان معرضا للفيلم العربي في القسم الخاص بالشرق الاوسط ويضمنه قسما للمخرجات العربيات. كما سيجري عرض تاريخي للافلام الخليجية ومن بينها أول فيلم روائي في الخليج "بس يا بحر" من اخراج المخرج الكويتي خالد الصديق ومن انتاج عام 1972. وبهدف تشجيع المواهب الوطنية سترعى شركة أبوظبي للاعلام جائزة نقدية قيمتها 100 ألف دولار للمخرجين الاماراتيين وسيقدم المهرجان أول عرض على الاطلاق لفيلم روائي اماراتي هو "جمعة والبحر" من اخراج هاني الشيباني.